في سابقة هي الأولى من نوعها، كشفت قناة التلفزة
الإسرائيلية العاشرة النقاب عن أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين
نتنياهو قد أصدر منذ تفجر ثورات الربيع العربي قرارات بتنفيذ
عمليات سرية داخل
مصر.
وقال ألون دفيد، المعلق العسكري للقناة مساء الجمعة الماضي، أن نتنياهو "أظهر قدرة كبيرة على اتخاذ القرارات الجريئة في ظروف غير عادية، فأمر بتنفيذ عمليات في كثير من المناطق وضمنها مصر وسوريا والسودان وإيران".
وقد جاءت تعليقات بن دافيد رداً على الاتهامات التي توجه إلى نتنياهو عادة بأنه "زعيم متردد" ولا يميل لاتخاذ القرار.
ويذكر أن العملية العسكرية الوحيدة التي نفذت في مصر ونسبت لإسرائيل تمثلت في قيام طائرة بقصف مجموعة من عناصر "السلفية الجهادية" في سيناء في أكتوبر 2013، مع العلم أن الجيش المصري بعد تردد كبير أعلن مسؤوليته عنها، رغم أنه أنكر ذلك في البداية.
ويتضح مما جاء على لسان بن دفيد أن عمليات عسكرية لم يكشف النقاب عن طابعها قد نفذتها "إسرائيل" في عمق، مصر، ودون أن يتم تحديد نطاقها الجغرافي، حيث لم يتضح إن كانت هذه العمليات قد نفذت في شبه جزيرة سيناء أو في عمق مصر.
وكان الجنرال روعي إليكبيتش، قائد فرقة "إيلات" العسكرية، المسؤولة عن تأمين الحدود مع مصر قد أشاد كثيراً بالتعاون الأمني الذي يبديه الجيش المصري منذ الانقلاب الذي قاده عبد الفتاح السيسي وأطاح بالرئيس محمد مرسي.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "يسرائيل هيوم" بتاريخ 6-6-2014 أوضح إليكبيتش أن قواته في بعض الأحيان لا تجد ما يشغلها بسبب الدور الذي يقوم به الجيش المصري، مشيراً إلى أن العمليات التي ينفذها المصريون قد قلصت حجم التحديات التي تتهدد "إسرائيل".
وأضاف إليكبيتش "نحن لا نجني إلا عوائد إيجابية وفوائد جمة من الحرب التي يشنها الجيش المصري ضد الجهاديين، فهذه الحرب منحتنا الهدوء والأمن".
واعتبر إليكبيتش أن من مظاهر الحرب التي لا هوادة فيها التي يشنها الجيش المصري حالياً، حقيقة أنه يعتمد في حربه ضد الجهاديين على وحدات كوماندو بدعم من دبابات وبغطاء من مروحيات الأباتشي.
وأردف قائلاً: "عملياتهم ضد الجهاديين تثير الانطباع، وأسفرت عن نتائج جوهرية، فمن أصل 25 مطلوباً تمت تصفية تسعة مطلوبين، من بينهم قادة الإرهابيين".
وحسب إليكبيتش، فإن أوضح معطى يعكس العوائد الإيجابية للجهد الحربي الذي يقوم به الجيش المصري على "إسرائيل" يتمثل في الانخفاض الكبير على عدد المتسللين الأجانب عبر الحدود.
وأشار إلى انخفاض عدد المتسللين الأجانب، سيما الأفارقة الباحثين عن عمل من 10455 متسللا عام 2011 إلى سبعة متسللين فقط خلال العام 2014.
وعلى الرغم من أن إليكبيتش أشار إلى الدور الحاسم للجدار الأسمنتي الذي بنته إسرائيل على طول الحدود في منع المتسللين من تجاوز الحدود، إلا أنه في الوقت ذاته يؤكد أن الحرب التي أعلنها السيسي على "الجهاديين" كانت لها دور كبير في ذلك.