وصفت نائب المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، ماري هارف، انتخابات الرئاسة السورية بأنها "
عار ولن تعطي مصداقية لنظام بشار
الأسد".
وقالت هارف، خلال الموجز الصحفي، الذي تعقده الخارجية الأمريكية من مقرها في العاصمة
واشنطن: "ليس للرئيس بشار الأسد اليوم مصداقية تزيد عما كانت عليه أمس".
وتابعت: "
الانتخابات يفترض أن تكون فرصة لشعب في مجتمع حر ليشاور ويختار قادته، وهي مسألة لم تتوفر اليوم في
سوريا حيث ظل النظام يتجاهل الصيحات الشجاعة في الحرية والكرامة التي بدأت منذ أكثر من ثلاث سنوات".
وأشارت هارف إلى أن "رأس النظام السوري قد عمد إلى تجاهل حق ملايين السوريين في التصويت ويستمر في قتل الناخبين الذين يدعي تمثيلهم وحمايتهم".
وجرت الثلاثاء أول انتخابات رئاسية في تاريخ سوريا، في ظل رفض عربي وغربي واسع، ومقاطعة المعارضة التي تصف الانتخابات بأنها "مهزلة" وأنها "انتخابات الدم"، كونها تنهي "آخر آمال الحل السياسي" الذي تصر المعارضة على أنه يبدأ بتنحي الأسد عن السلطة.
في الوقت الذي يقول فيه النظام إنه ينظم أول انتخابات تعددية في تاريخ سوريا، ويخوضها إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد (ورث كرسي الحكم عن أبيه الراحل حافظ الأسد عام 2000)، كل من البرلماني ماهر حجار والوزير السابق حسان النوري، مع توقعات مراقبين بفوز الأسد بأغلبية كبيرة.
ومن ناحية أخرى، أوضحت هارف أن سوريا التي تحتوي على "العديد من اللاعبين السيئين"، تحتاج إلى عملية تدقيق مفصلة قبل أن تقوم بلادها بتحديد كيف ولمن ستعطي مساعداتها لأن الولايات المتحدة "لاتريد أن تقع أي من مساعداتها في أيدي الإرهابيين".
وبينت أن عدم استخدام الولايات المتحدة للحل العسكري نابع من رغبتها في المحافظة على المؤسسات، وشكل الدولة.. لا يمكن أن تترك سوريا وسط فوضى تامة"، معربة عن تخوفها من سيطرة "داعش" و"النصرة" على مقاليد السلطة في حال سقوط الأسد نتيجة تدخل عسكري.
ووعد الرئيس الأمريكي، بارك أوباما، الأربعاء الماضي، بحشد المزيد من الدعم للمعارضة السورية.
ولم يحدد أوباما هذا الدعم، مكتفيا في خطاب ألقاه في أكاديمية وست بوينت العسكرية بولاية نيويورك، بالقول: "سأعمل مع الكونغرس لزيادة الدعم للمعارضة السورية، فهم بديل أفضل من الإرهابيين ومن دكتاتور قاسٍ"، يقصد بشار الأسد الذي دعته واشنطن مرارا إلى التنحي.
ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، فإن المساعدة الرسمية الأمريكية للمعارضة السورية كانت تقتصر على معدات غير قاتلة بقيمة 287 مليون دولار.
وتعلق المعارضة آمالا كبيرة على الدعم العسكري بأسلحة نوعية يمكنها إحداث تغيير في موازين القوى على الأرض، بما يجبر الأسد على القبول بالحلول السياسية.