قتل شابان مسلمان، الجمعة، فيما جرح آخرون، في مدينة بامباري 350 كيلومتر على بانغي، إثر اشتباكات مع قوات "سانغريس" الفرنسية العاملة في البلاد، بحسب شهود عيان.
وتواصلت الجمعة، في "بامباري" احتجاجات للمسلمين، كانت قد اندلعت مساء الخميس، للتنديد بسعي الحكومة وقوات سانغريس إلى نزع سلاح السيليكا وهي ميليشيا مسلمة، قتل خلالها الشابان "حامادو ابراهيم موسى" (24 عاما) و "محمد صالح إيساكا" (29 عاما) عقب إصاباتهما بالرصاص.
وقال"موسى زوبايرو" قائد وممثل الشبان المسلمين، ورئيس لجنة تنظيم الطائفة المسلمة في بامباري وهي لجنة شعبية، إن "القوات الفرنسية حاولت الإفلات من تجمهر لشباب مسلمين عبر إطلاق النار مرديةً قتيلين و4 جرحى أصيبوا برصاص في الساق، واستعملت السيليكا السلاح عبر إطلاق النار في الهواء".
وقال شهود العيان، إن شبابا مسلمين حاولوا صباح الجمعة، قطع محاور الطريق المؤدي للمدينة أمام قوات سانغريس لمنعها من تطبيق قرار الحكومة في إفريقيا الوسطى والقوات الدولية بتفكيك الحواجز التي يسيطر عليها قوات السيليكا ونزع سلاحها.
رئيس الدير في "بامباري" "فيليسيان ايندجينوفو" قال إن مدنيين مسلمين أقاموا متاريس على طريق "غريماري" وواصلوا التظاهر صباح الجمعة، وسط المدينة، رافعين لافتات كتب عليها "لا لفرنسا"، للتنديد بالتواجد الفرنسي في إفريقيا الوسطى.
الجنرال "علي داراسي" قائد عمليات بميليشيا السيليكا وقائد منطقة غريماري، أكد أن عناصر التنظيم لم تتدخل فيما وقع من أحداث ورابطت في قواعدها
من جهته، قال "موسى زوبايرو"، إنه سيجري اجتماعا مع الجنرال "زونديكو"، قائد أركان السيليكا الجمعة، لاتخاذ قرار فيما يتعلق بمسألة المتاريس التي أقامها المتظاهرون في مدخل البلدة.
وجاءت احتجاجات الشباب المسلمين كرد فعل على التصريحات التي صدرت، الأربعاء الماضي، أثناء زيارة مسؤولين حكوميين وعسكريين ممثلين للقوات الدولية والفرنسية لبامباري وأبرزهم السفير الفرنسي بإفريقيا الوسطى "شارل ماليناس" والجنرال "سوريانو" قائد قوات سانغريس، أكدوا فيها على أنه لن يتم الاعتراف بأي جيش موازي في إفريقيا الوسطى، وأنه على السيليكا أن تسحب قواتها وتجمعهم في مكان ما.
واعتبر "ايندجينوفو" أن "هذا الخطاب كان ينقصه تطمينات للمسلمين"، فيما اعتبر "رمضان زيغالا" المنسق المساعد للتنسيقية السياسية للسيليكا أن "لهجة خطاب السفير الفرنسي لم تكن مطمئنة".
ودفعت هذه التصريحات شبان البلدة إلى النزول للشارع بنية التظاهر حيث التهبت الأجواء الخميس، في "بامباري"، البلدة التي اختارتها السيليكا لتحتضن قيادة أركانها.
وقال"موسى زوبايرو" قائد وممثل الشبان المسلمين أن "الشبان المتظاهرين متأكدين من أن نزع سلاح السيليكا من طرف سانغريس سيمهد الطريق أمام مجيء الأنتي بالاكا إلى بامباري، الشباب غاضبون يريدون من الفرنسيين أن ينسحبوا من بامباري".
وبحسب "ايندجينيفو"، فقد بدأ المتظاهرون بإلقاء الحجارة باتجاه القوات الفرنسية و"ثقبوا إطار إحدى العربات العسكرية الفرنسية".
وقال موسى: "صباح الجمعة، بقيت المتاريس في مكانها وأغلقت جميع المحلات أبوابها حتى المستشفى أصبح شاغرا بعد أن فر المرضى منه (خشية اندلاع مواجهات)".
وأضاف موسى أن "الكولونيل ديبويس قائد مجموعة سانغريس في بانغي اتصل بي وطلب مني تهدئة الشبان المتمترسين وإقناهم بالمغادرة، كما أكد لي أنه لن يستعمل القوة ضدهم وأنه لن يترك الأنتي بالاكا يدخلون بامباري".
وتابع "نحن نرغب في تصديق ما يقوله لكننا قلقون، لم نسمع أبدا أن سانغريس نزعت سلاح الأنتي بالاكا، كانوا بالأمس على 30 كيلومتر من البلدة واليوم اقتربوا وهم على بعد 12 كيلومتر، رغم ذلك، سأفعل ما في وسعي لتهدئة الأمور".
وانحدرت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، في آذار/ مارس 2013، إلى دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا" بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّبت بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد.
وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين وشارك فيها مسلحو "سيليكا" ومسلحو "أنت بالاكا" المسيحية، أسفرت عن مقتل المئات، وفقًا لتقديرات وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، بفعل ضغوط دولية وإقليمية؛ وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد.
واستدعت الأزمة تدخّل
فرنسا عسكريا، كما نشر الاتحاد الأفريقي بعثة لدعم أفريقيا الوسطى باسم "ميسكا"، ثم قرر مجلس الأمن الدولي، في العاشر من الشهر الماضي، نشر قوة حفظ سلام، تحت اسم "مينوسكا"، مكونة من 12 ألف جندي، في محاولة لاستعادة الاستقرار في البلد المضطرب.