تحت عناوين " مكافحة الإرهاب والتمرد وفرض النظام وعمليات الإخلاء وحماية المنشآت الحيوية " يعود تمرين "
الأسد المتأهب" بنسخته الرابعة على الأراضي
الاردنية بالتعاون مع الجانب الأمريكي و بمشاركة 24 دولة.
وخلف التمرين - الذي ينفذ وسط إقليم ملتهب مازال يعاني من صراعات داخلية وثورات لم تخمد نارها - أسلحة وصواريخ نشرت على الحدود الأردنية الشمالية مع الجارة سوريا التي تشهد أحداثا دامية.
سجل المناورات الأمريكية في المنطقة
تاريخ التمارين العسكرية متعددة الجنسيات التي تنفذها الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ليس بالجديد، لكن وتيرتها ارتفعت بعد حرب الخليج الأولى، وأصبحت عُرفا سنويا، ومن أبرز هذه المناورات "
النجم الساطع" الذي ينفذ سنويا على الأراضي المصرية.
تعد مناورات النجم الساطع من أكبر التدريبات متعددة الجنسيات في العالم – بعد الأسد المتأهب- وتقام في مصر بصفة دورية بين 12 دولة هي: مصر، الولايات المتحدة الأميركية، تركيا، باكستان، الكويت، الأردن، هولندا، اليونان، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا.
و بدأت المناورات لأول مرة في تشرين اول/ أكتوبر 1980 بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في عام 1979، واستؤنفت في عام 1981 ثم أصبحت تجرى في خريف كل عامين.
وتركز النجم الساطع على مهارات القتال في الصحراء. وهي تعلم القوات كل شيء من كيفية الحفاظ على معداتهم في الصحراء إلى كيفية الاتصال مع بعضهم البعض ومع قوات التحالف.
كما أقيمت
مناورات عسكرية أمريكية – مصرية، تحت اسم مناورات الأفعى الحديدية من عام 1995 وحتى 1998 واخرى، بحرية تقام تحت اسم " تحية نسر" عام 1991 تهدف إلى التدريب على عمليات الاستطلاع والبحث وإنقاذ السفن وتدمير الأهداف السطحية والجوية ومكافحة الغواصات المعادية، بالإضافة لمناورات جوية مصرية أمريكية تحت اسم " حلبة النسر".
ومن المناورات السنوية للجيش الأمريكي في العالم العربي ما يعرف باسم مناورات "أسد الصحراء" و " النسر الذهبي" و "مناورات فلينتلوك"، وهي مناورات عسكرية مشتركة تقام بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية ، بالإضافة لمناورات أخرى مع الجزائر تعرف باسم مناورات "العنقاء السريعة".
وفي الخليج العربي تعتبر مناورات "صقر الصحراء" و"الصداقة" البرية مع السعودية، و" العلم الأحمر" و" القائد المتحمس"، ومناورات "الاتحاد البحري"، وهي مناورات بحرية مشتركة تقام بين كل من السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بهدف "رفع الجاهزية العملياتية للقوات البحرية للبلدين وتبادل الخبرات واكتساب المهارات القتالية".
أما مناورات "نبض الصيف" فهي عبارة عن عملية انتشار موسعة للقوات العسكرية تجريها الولايات المتحدة وتتضمن مشاركة القوات البحرية الأمريكية في أكثر من 13 مناورة عسكرية بالتعاون مع أكثر من 23 حليفا وشريكا دوليا، فضلا عن مشاركة الفروع الأخرى للقوات المسلحة الأمريكية. وتجرى المناورات على مسرح عمليات يمتد ما بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ وبحر البلطيق والبحر الأبيض المتوسط وبحر الشمال والبحر الأحمر وبحر اليابان والخليج العربي.
وتنفذ الولايات المتحدة سنويا مناورات مع الجانب التركي وبالتعاون مع دول عربية حليفة تحت اسم "مناورات نسر الأناضول" و تقام بين كل من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وأخرى من دول حلف شمال الأطلسي والأردن والسعودية والإمارات وإسرائيل. وتعتبر من أكبر المناورات العسكرية المشتركة عالميا. وتجرى سنويا في قاعدة كونيا الجوية وسط تركيا منذ سنة 2001.
الأسد المتأهب المناورات الأضخم
وتعتبر مناورات الأسد المتأهب الأضخم من حيث المشاركة و عدد الجنود، و انطلقت للمرة الأولى عام 2011 ويشارك بها ما يقارب 13 ألف جندي من 24 دولة، إلى جانب آلاف المشاركين من المؤسسات المدنية الحكومية والخاصة والمعنية والوزارات والأجهزة الأمنية.
ويركز التمرين في العام الحالي حسب موقع القوات المسلحة الأردنية على "مكافحة الإرهاب والتمرد وفرض النظام وعمليات الإخلاء والعمليات النفسية والاتصالات الاستراتيجية والتخطيط للعمليات المستقبلية، والبحث والانقاذ، وحماية المنشآت الحيوية ومكافحة الإرهاب الإلكتروني".
مناورات يرى فيها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب د.حازم قشوع في حديث لـ"عربي21" "دعما وإسنادا للجيش الأردني والمملكة التي عانت ومازالت من آثار الحرب الدائرة في سوريا".
المعارضون للمناورات الأمريكية يؤكدون أنه لا يمكن عزلها عن الشأن السوري رغم نفي المعنيين لهذا الأمر.
الخبير العسكري الأردني اللواء المتقاعد محمد فلاح العبادي يؤكد أهمية هذه المناورات والتدريبات في ظل ما تعيشه المنطقة من أحداث.
ويقول لـ"عربي 21" "الأسد المتأهب من أهم التمارين التي تعقد على مستوى الدول، خصوصا أن عناوين التمرين لهذا العام تتوافق مع معظم الأحداث التي تعيشها المنطقة كالإرهاب وأعمال التمرد، لذا لا بد من الاستعداد لمجابهتها ونحن جزء من هذا العالم واستعداد القوات المسلحة وتعاونها مع الدول الأخرى نعتز به، ولا بد من وجود تبادل الخبرات".
ويضيف بأن هذه التمرينات لا تعني بالضرورة التدخل في الشأن السوري " كان هنالك تمرينات أخرى قبل الأزمة السورية كالنجم الساطع، كما أن مناورات الأسد المتأهب انطلقت في الاردن منذ 2011 ، نحن نستعد لأي حدث مشابه في الجوار ولكن لا يعني بالضرورة أن التمرين له علاقة بسوريا".
ونشرت الولايات المتحدة خلال التمرين السابق بطاريات صواريخ باتريوت على الحدود الشمالية الأردنية مع سوريا، وأبقت على طائرات: فالكون اف 16، وهاربر، وهرقل س130 ، وهورنيت ف 18. أمر قالت الحكومة الأردنية إنه جاء بطلب منها لحماية أراضيها من أي هجمات صاروخية محتملة .
ويتوقع العبادي " وجود تبادل عسكري مع الجانب الامريكي بشكل أكبر خصوصا أن الحدود الشمالية مع سوريا ملتهبة اذ يقوم الجانب الاردني بدور حمايتها والاشتباك مع المهربين في ظل الفلتان الامني في سوريا".
وسبق تمرين الأسد المتأهب تمارين أمريكية أردنية مشتركة كان آخرها ما أطلق عليه "لقاء الصقور"، وأجريت التمارين قرب قاعدة موفق السلطي الجوية الواقعة في الصحراء الأردنية الشرقية، وهي القاعدة التي تعتبر نقطة الانطلاق الرئيسية في حال قررت واشنطن التدخل في الأزمة السورية. كما يري خبراء عسكريون.
وفي الوقت الحالي توجد تسهيلات عسكرية أميركية في قاعدة الشهيد موفق الجوية بالزرقاء، إذ يوجد فيها نحو 1200 عسكري تابعين للقوات الجوية، وهناك ميناء العقبة الذي تقدم فيه خدمات مختلفة للقوات البحرية.