نقلت جريدة "الوطن"
المصرية اليومية عن اللواء خليفة
حفتر، القائد السابق للقوات البرية بالجيش الليبى (قائد
الانقلاب)، تأكيده أنه لن يترك فردا واحدا من جماعة الإخوان على أرض
ليبيا، وأنصارهم من "القاعدة"، والمتطرفين، على حد تعبيره.
ووصفت جريدة في عددها الصادر الخميس، حفتر بأنه "قائد معركة كرامة ليبيا". وقالت إن حوارها معه هو "أول حوار لصحيفة مصرية"، وقد خص به "الوطن"، ناقلة عنه قوله إنه سيحاكم الإخوان، وكل من ارتكب جرائم في حق الشعب الليبي، على حد تعبيره.
وقال حفتر -في الحوار- "نفذنا عملية هزت ليبيا، والعالم كله، والآن نريد القضاء على كل المتطرفين والإرهابيين، لا نريد واحدا من الإخوان على أرض ليبيا، ولن نترك واحدا منهم.. ولن نتراجع حتى القضاء عليهم، وعلى القاعدة، والميليشيات الأخرى، التي ما هي إلا أذرع ومسميات مختلفة للإخوان، ومستمرون حتى يهدأ الشعب الليبي، وإسقاط الحكومة، وإنهاء المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت) فاقد الشرعية، بحسب مزاعمه.
وأضاف "أصبحنا نحظى بدعم واسع فى ليبيا، والميليشيات هذه لن تستمر طويلا، ولم يعد هناك رأس تعول عليه، انضمت لنا الداخلية، والدفاع الجوي، والقوات الخاصة، والقبائل تؤيد كرامة ليبيا، القبيلة تلو الأخرى، ولم يبق إلا هذه الميليشيات في طرابلس، وبعض المناطق".
ومجيبا عن سؤال ماذا لو قررت هذه الميليشيات الاستمرار فى المواجهة؟ أجاب بالقول "إذا استمرت سنواجهها، بكل الخيارات، أؤكد أنه لا تراجع حتى إنهاء هذه الميليشيات تماما".
وأضاف "أؤكد للجميع شيئا واحداً، سنحاكم كل من تورط فى دماء وأموال الشعب الليبي، كل أعضاء المؤتمر الوطني العام ممن يثبت تورطهم فى دماء وأموال الليبيين سيحاكمون، هذا أمر لا جدال فيه، لا بد أن نسترد حقوق الشعب الليبي التي من أجلها خرج فى ثورة 17 فبراير"، حسبما قال.
وعن المرحلة المقبلة بعد انتهاء العملية العسكرية؟ قال "الأمر ما بين لجنة الستين المنتخبة المكلفة بصياغة الدستور، ومجلس القضاء الأعلى، ليختاروا رئيسا مؤقتا للدولة، ورئيسا للوزراء، وتسيير الأمور بهذا الشكل كفترة مؤقتة، وفق ما أعلنته من قبل في مبادرتي بتاريخ 14 فبراير الماضي، ثم يجري بعدها اختيار مجلس نواب جديد، وتجرى الانتخابات الرئاسية، ونقاش بين كل أطراف الشعب الليبي والسياسيين ومنظمات المجتمع المدني. وفي النهاية الشعب هو الذي سيختار من يحكمه، هو صاحب الشرعية".
وحول ترشحه لرئاسة ليبيا، قال "أولا: أؤكد أنني خرجت لإعادة الأمن والأمان إلى الشعب الليبي بمعاونة المخلصين من أبناء الوطن، ولتطهير البلاد من الإرهاب والمتطرفين، واستعادة الكرامة الليبية التي أضاعها هؤلاء التكفيريون.. ثانيا، ليس لدىَّ رغبة مطلقا في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، ولكن إذا كانت هناك إرادة ورغبة من الشعب الليبي سأترشح، لأن هذه هي إرادة الشعب الليبي، والشعب هو الذى يختار من يحكمه".
ونفى حفتر أنه يتلقى دعما من مصر، وقال "هذا غير صحيح مطلقا، ولا أهتم بالرد على مثل هذه الأمور، عملية "كرامة ليبيا" عملية ليبية من الدرجة الأولى، ولا يوجد أي دعم خارجى لها"، كما قال.
وكانت مصادر ليبية كشفت لموقع "عربي 21" "أن الجيش المصري يقيم معسكرات تدريب لشباب ليبيين من أنصار حفتر، وأن المعسكر الذي يقع في منطقة قريبة من الحدود الليبية-المصرية يشارك فيه أكثر من 5000 شاب ليبي من أنصار حفتر، والمعارض الليبي المقيم في الإمارات العربية المتحدة محمود جبريل.
وأشارت المصادر -طبقا لـ"عربي 21"- إلى أن الهدف من التدريبات هو إعداد الشباب المشاركين للتحرك تحت قيادة حفتر، "لزعزعة الاستقرار في ليبيا، واستخدام الفوضى الأمنية لتبرير الطعن في الشرعية، والانقلاب على المسار الديمقراطي"، على حد قوله.
وفي سياق متصل، أجرت صحيفة الاندبندنت البريطانية الخميس مقابلة مع حفتر، بعنوان "الرجل الذي يتزعم انتفاضة ليبيا يقول لسنا مستعدين للسلام".
وذكرت جريدة أن اللواء الذي يتزعم انتفاضة مسلحة في ليبيا يقول إنه لن يتفاوض مع خصومه، وإنه سيعتمد على القوة لتحقيق أهدافه، مشيرة إلى أن حفتر يصف نفسه وحملته بأنها حرب على الإرهاب، على الرغم من أن شبكة معقدة من المصالح العشائرية والمحلية تلعب دورا فيما يجري.
وجريدة "الوطن" معروفة بدعمها للانقلاب العسكري في مصر، وارتباطها بأجهزة المخابرات المصرية، وكان جاذبا للنظر قيامها بإرسال وفد صحفي إلى ليبيا وتعاطيه مع حفتر وقواته، منذ اليوم الأول للانقلاب، ونشرها تغطيات موسعة مؤيدة لهذا الانقلاب.