في أوضح مؤشر على أن تهويد المسجد
الأقصى أصبح يمثل عماد الإجماع الصهيوني، انضم السكرتير العام لحزب العمل "
الإسرائيلي" حيليك بار للمنادين بتقسيم مواعيد الصلاة فيه بين اليهود والمسلمين.
وذكر موقع "عروتس شيفع"، الذي يمثل المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، الأحد، أن بار أعلن تأييده لمشروع القانون الذي تقدمت به النائب عن حزب "البيت اليهودي" إييلت شكيد للكنيست، والذي يدعو إلى تقسيم مواعيد الصلاة بين المسلمين واليهود في المسجد الأقصى.
وفي تصريحات لـ "عروتس شيفع"، قال بار: "أبسط متطلبات المساواة تقتضي منح اليهود الحق في الصلاة في المكان الأكثر قدسية لليهود على وجه الأرض".
ومن المفارقة أن بار يرأس ما يعرف بـ "اللوبي من أجل حل الصراع العربي الإسرائيلي" في الكنيست، علاوة على أن حزبه يقدم نفسه على أساس أنه يمثل "معسكر السلام الإسرائيلي".
ويذكر أن العشرات من نواب أحزاب الليكود والبيت اليهودي وإسرائيل بيتنا وييش عتيد تؤيد مشروع القانون، علاوة على تأييد نواب حزبي "شاس" و"يهدوت هتوراة" المتدينين الحريدين للمشروع من صفوف المعارضة.
وفي ذات السياق، نقلت الإذاعة العبرية، الأحد، عن مصادر في كتلة الليكود البرلمانية قولها إنه سيتم صياغة مشروع قانون يقضي بتفعيل السيادة اليهودية على المسجد الأقصى.
ونوهت المصادر إلى أن مشروع القانون سيكرّس السيادة اليهودية على الحرم
القدسي الشريف من خلال سحب صلاحيات الإشراف عليه من دائرة الأوقاف الإسلامية إلى وزارة
الأديان "الإسرائيلية".
وفي السياق ذاته دعا نائب رئيس الكنيست موشيه فايغلين الشباب اليهودي للمشاركة في مخططه لاقتحام المسجد الأقصى صباح الإثنين.
ونشر فايغلين، الذي يعتبر أحد أبرز قادة حزب "الليكود الحاكم" على حسابه على "تويتر" عدة دعوات للشباب اليهودي للمشاركة في الاقتحام، منوهاً إلى أن موعد التجمع سيكون الساعة السابعة والنصف صباحاً بالقرب من الحرم.
ويذكر أن كلاً من فايغلين ووزير الإسكان أوري أرئيل يمثلان رأس الحربة في عمليات الاقتحام التي تستهدف تدنيس المسجد الأقصى.
من ناحيته قال زياد الحموري، مدير "مركز القدس للدراسات الاجتماعية والاقتصادية" أن الهدف النهائي لعمليات الاقتحام هو تمهيد الطريق أمام تدمير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل الثالث على أنقاضه.
وفي حديث لـ "عربي 21" أوضح الحموري إن "إسرائيل" شرعت في خطوات متدرجة من أجل تحقيق هدفها المتمثل في إقامة الهيكل على أنقاض "الأقصى"، مشيراً إلى أن الإعلان عن باحات المسجد الأقصى كـ "ساحات عامة" جاء من أجل إضفاء شرعية على الوجود اليهودي في الحرم.
ونوه إلى أن "إسرائيل" تعد الرأي العام العالمي لتدمير الأقصى من خلال إصدارها بوسترات دعائية للسياحة في القدس تظهر فيها المدينة بدون المسجد الأقصى، الذي يظهر بدلاً منه الهيكل المزعوم.
وشدد الحموري على أنه لم يعد من المستهجن أن يصبح تهويد المسجد الأقصى محور إجماع صهيوني، مشيراً إلى أن الأحزاب "الإسرائيلية" باتت تتنافس فيما بينها في تقديم مشاريع القوانين الداعية لتهويد الحرم.
وانتقد مواقف السلطة الفلسطينية تجاه المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن السلطة منحت الأردن الحق في الدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس، في الوقت الذي لا تظهر فيه "إسرائيل" أي اهتمام بالاعتراضات الأردنية على ما يحدث في الأقصى.
وحذر الحموري من إمكانية أن تقدم الجماعات اليهودية المدعومة من مستويات سياسية نافذة في تل أبيب على المساس بالمسجد الأقصى، في ظل ترهل الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي تجاهه.