في ظل المعاناة الشديدة التي يتعرض لها أهالي
الضفة الغربية جراء
حواجز جيش الاحتلال الإسرائييلي التي أحالت حياتهم إلى جحيم، تحاول سلطات الاحتلال تجميل صورة الحواجز خصوصا لدى الرأي العام الغربي.
فقد نشرت مواقع عبرية صورا لجنود الاحتلال على حواجز في الضفة الغربية، يقدمون أطعمة وهدايا لأطفال قالت إنهم فلسطينيون، معلقة على ذلك بأنه نوع من المساعدة والوجه الآخر للجندي الاسرائيلي.
وتظهر إحدى الصور مجندة عند حاجز قلندية –الفاصل بين مدينة رام والقدس- تعطي طفلا على ما يبدو أنه حلوى".
وتظهر صورة أخرى جنديا يقدم طعاما لشاب قرب طولكرم شمال الضفة الغربية، زعمت فيه المصادر الإعلامية العبرية أن الشاب تجاوز سياج حاجز للتفتيش أقامه جيش الاحتلال، وتم إيقافه، الا أنه تم معاملته بشكل جيد و"شفقة" ولم تطلق النار عليه.
وحسب إحصائيات منظمة "بيتسيلم" في شهر شباط 2013 فقد وصل عدد الحواجز الثابتة في الضفة الغربية إلى 98، حاجزا من بينها 58 حاجزا داخليا منصوبة في داخل مدن الضفة الغربية.
واعتبر المحلل السياسي والاعلامي أمين أبو وردة أن
إسرائيل تحاول تجميل صورة الحواجز التي تذيق الفلسطينيين ألوان الهوان كل يوم، وأضاف لـ"عربي21" أن "الدعاية المنظمة لوسائل وأدوات الإعلام المرتبطة بالمؤسسة الأمنية الاحتلالية تسعى إلى إظهار ملامح إنسانية للمحتل في ظل الصورة المألوفة لجنود الاحتلال وهم يقتلون أطفالا ويمنعون مسنين عن الصلاة في
الأقصى ويضربون نساء ويداهمون بلدات ويشنون حملة اعتقالات".
وتابع أن الاحتلال يدرك "أن تلك الصور تسوق دوليا، وهدفه من ذلك تغيير الصورة النمطية عنه، فالصورة موجهة وليست عفوية وموجهة للخارج أكثر منه الداخل. الاحتلال منذ نشأته ينفذ خطة ممنهجة للترويج لروايته وسلوكه لكسب الرأي العام العالمي، ولضمان الحصول على الدعم المالي والمعنوي، فالأمر لا يقتصر على الصور المقصودة وإنما هناك آلة إعلامية دعائية متكاملة تمارس عملها لتحسين الصورة الذهنية عن الاحتلال وجنوده، وكسب الرأي العام".
وحذر أبو وردة من مثل هذه المسلكيات من قبل جيش الاحتلال ومجنداته، وقال: "هناك إمكانية لإسقاط الأطفال في مستنقع العمالة من جانب، أو تشجيعهم على الانحلال الأخلاقي بسبب وجود مجندات،
ناهيك عن إمكانية إبعادهم عن فكرة الارتباط بالوطن ورفض المحتل".
يشار الى أن الحواجز الإسرائيلية حولت الضفة الغربية إلى سجن كبير، ومنعت المواطنين من الوصول إلى أماكن سكناهم وإعاقة حركتهم واتباع سياسة الإذلال بحقهم، واتخاذ الإجراءات التعسفية، وممارسة سياسة العقاب الجماعي.
وبلغ عدد الشهداء الذين سقطوا في عمليات اطلاق النار عليهم من قبل جنود الاحتلال على الحواجز العسكرية أو منع المرضى من عبورها 413 شهيدا منذ اندلاع الانتفاضة الثانية بينهم 32 طفلا ولدوا أمواتا على تلك الحواجز بسبب منع الجنود النساء وهن في حالة مخاض من الوصول الى المشافي.
وتأتي محاولات الاحتلال تسويق صور إنسانية لتعامل جنوده على الحواجز بعد تحذيرات بإمكانية اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية تؤدي إلى إعادة الذكريات المرة للاحتلال خلال انتفاضة الأقصى.