استعادت القوات النظامية السورية، الاثنين، السيطرة على مدينة معلولا في منطقة
القلمون الواقعة شمال دمشق والتي خرجت بشكل شبه كامل من أيدي مقاتلي المعارضة.
ويأتي ذلك غداة إعلان الرئيس بشار
الأسد أن الأزمة في
سوريا المستمرة منذ ثلاثة أعوام دخلت في "مرحلة انعطاف" لصالح نظامه.
وقال مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس إلى أن العملية التي "جاءت في سياق السيطرة على منطقة القلمون أسفرت عن مقتل عدد كبير من المسلحين، فيما فرت أعداد قليلة ستتم ملاحقتهم في البؤر التي لجأوا إليها".
واعتبر المصدر أن استعادة معلولا ومناطق أخرى في القلمون "ستؤدي إلى إحكام المزيد من السيطرة على المعابر الحدودية بشكل كامل".
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن من جهته أن "منطقة القلمون باتت بشكل شبه كامل تحت سيطرة حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري".
وأشار إلى استمرار وجود جيوب للمعارضة المسلحة في نقاط محددة في الجبال وقرب الحدود مع لبنان، وبلدات صغيرة مثل حوش عرب وعسال الورد، بالإضافة إلى نقطة تجمع كبيرة للمقاتلين في الزبداني في جنوب القلمون.
وقال عبد الرحمن إن مقاتلي المعارضة ينطلقون من هذه النقاط لتنفيذ "عمليات ليلية على حواجز النظام وحزب الله". كما تحدث عن "وساطات جارية لإيجاد تسوية لمدينة الزبداني لتجنيبها القصف الجوي".
وقال "خلال الأيام الماضية، اقدم حوالى أربعين مقاتلا في الزبداني على تسليم أسلحتهم إلى قوات النظام كبادرة حسن نية".
وتقع معلولا على بعد 55 كلم شمال دمشق وغالبية سكانها من المسيحيين الذين نزحوا منها بعد بدء العمليات العسكرية.
وشهدت معلولا
معارك بين القوات النظامية ومجموعات من المعارضة المسلحة في أيلول/سبتمبر انتهت بسيطرة المقاتلين المعارضين، قبل ان تستعيد قوات النظام السيطرة عليها. ثم انسحبت هذه القوات مجددا في كانون الأول/ديسمبر، ودخلها مقاتلون غالبيتهم إسلاميون.
وكان الرئيس بشّار الأسد أكد الأحد، أن الأزمة السورية في مرحلة إنعطاف لناحية الإنجازات التي يحقّقها الجيش ولناحية المصالحات الوطنية، لافتاً الى العامل الإسرائيلي الذي كان له دور أساسي في دعم "المجموعات الإرهابية".