اتهمت صحيفة "واشنطن بوست" الإدارة الأمريكية بإدارة الظهر للوضع المريع في
سوريا والاكتفاء بالحديث وإطلاق التصريحات بعد الاستماع لتقارير منسقي الأمم المتحدة حول الكارثة الإنسانية التي يتحملها
نظام بشار الأسد.
وقالت الصحيفة إن لدى الإدارة الأمريكية الكثير من الخيارات غير الإستماع والشجب والتحسر على عدم موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعاون في سوريا، فيمكن للولايات المتحدة مثلا قصف النظام وشل قواعده وتزويد المعارضة بالأسلحة التي تحتاجها لوقف غارات النظام على المدن وإلقاء
البراميل المتفجرة على المدنيين.
وجاء في الإفتتاحية "خمسة أشهر مرت على دعوة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتحرك حول سوريا وبسرعة، ووقف "حرب التجويع" التي يشنها نظام بشار الأسد على "قطاع واسع من السكان، ومضت ستة أسابيع على صدور قرار مجلس الأمن رقم 2139، والذي أمر فيه كلا من النظام والحكومة "فتح الباب وبسرعة للمساعدات الإنسانية"، وهدد باتخاذ عقوبات أخرى حالة لم يلتزم الطرفان بالقرار".
وتقول "واشنطن بوست" إن الوضع الإنساني، ومنذ ذلك الوقت، تدهور وزاد سوءًا حسب منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس. وزاد عدد السوريين الذين انقطعوا عن المساعدات الإنسانية منذ كانون الثاني (يناير) من مليون إلى 3.5 مليون، وهناك أكثر من 180.000 تحاصرهم قوات الحكومة ولا تسمح بدخول الطعام والدواء لمناطقهم. وفي خرق واضح لقرار الأمم المتحدة سمح نظام الأسد لقوافل المساعدة الإنسانية بالعبور من معبر حدودي واحد مع أن منسقي الإمم المتحدة حددوا ثمانية معابر.
وفي تقرير قدمته أموس يوم الجمعة لمجلس الأمن جاء فيه أن 6% بالمئة من السكان الذين يعيشون في المناطق المحاصرة حصلوا على مساعدات منذ صدور القرار، وبنفس الوقت قالت إن الجرائم ضد السكان تواصلت، فمنذ 22 شباط (فبراير) سجلت حوالي 300 حالة اغتصاب في دمشق وما حولها، مما دفع أموس لوصف الوضع الإنساني بالحالك. ووصفت سامنثا باور، سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بالمرعب، وحملت نظام الأسد المسؤولية قائلة إنه "السبب الرئيسي لعدم حصول تقدم في تقديم المساعدات" التي يمكن للأمم المتحدة وشركائها تقديم مساعدات لأربعة ملايين شخص.
وقالت باور إن "شهية القتل لدى الأسد في نشر الدبابات ورمي البراميل المتفجرة وحملة القصف الجوي على المدنيين هي العامل رقم واحد الذي تدفع الناس للهروب والمسؤولة عن الأزمة الإنسانية". وعندما سأل الصحافيون باور ماذا سقترح من خطوات قادمة، وكان جوابها القرار، وفي هذه المرحلة بدا كلام السفيرة عاجزا حيث قالت "لا يوجد الكثير مما سأقوم به أو ما نتخذه من قرارات فردية لدفع المجلس على التحرك"، مضيفة "لا استطيع تقديم أية التزامات".
وتعلق الصحيفة "لا ، لا تستطيع الولايات المتحدة فرض تحرك على مجلس الأمن، وروسيا حليفة الأسد تهدد باستخدام الفيتو" لكن إدارة أوباما لا ينقصها الخيارات كما تقول الصحيفة لوقف ما يحدث من جرائم ضد الإنسانية في سوريا، وما ينقصها هو التحرك، فيمكن للولايات المتحدة الطلب من نظام الأسد فتح المعابر وهو لا يحتاج كما قالت باور سوى "جرة قلم" وإن لم يستجب فسيواجه غارات جوية والتي هدد بها الرئيس باراك أوباما الصيف الماضي، ويمكن للولايات المتحدة استهداف نقاط الحصار بالطائرات الموجهة أو الغارات الجوية، ويمكنها تقديم مساعدات عسكرية وأسلحة للدفاع والتي تحتاجها لوقف مروحيات الجيش من رمي البراميل المتفجرة على المناطق المدنية والمستشفيات والمدارس، ويمكن للولايات المتحدة شل القواعد التي يستخدمها النظام للطائرات.
وتعلق الصحيفة في الختام إن "باور وإدارتها يكتفون على ما يبدو بالإستماع للتقارير "المرعبة" التي يقدمها مراقبوا الأمم المتحدة، وإطلاق تصريحات غاضبة وبعد ذلك التلويح بأيديهم لأنهم غير قادرين على اقناع فلاديمير بوتين، وهو أداء لن يتعامل معه المؤرخون برحمة عندما يتساءلون عن السبب الذي منع القوة العظمى في العالم التحرك ووقف المذبحة".