أكدت صحيفة الواشنطن بوست أن المشير عبد الفتاح
السيسي الذي أعلن ترشحه، الأربعاء، يفتقر إلى الخبرة في السياسة ولم يتحدث عن رؤية استراتيجية لإنقاذ الاقتصاد الذي يقول الخبراء إنه أهم عنصر في أي استراتيجية طويلة الأمد لتحقيق الاستقرار.
وتقول مديرة مكتب الصحيفة بالقاهرة ابيغيل هوسلوهنر في مقال لها في الصحيفة، الخميس، "مع أن السيسي سيترشح للرئاسة بشكل رسمي كمدني، إلا أن انتخابه سيشكل اكتمالا لهزيمة "تجربة
مصر المقتضبة للحكم الإسلامي وتجعله سادس حاكم عسكري للبلاد التي رزحت تحت حكم العسكر الأوتوقراطي لمدة 62 عاما دون انقطاع تقريبا".
كما تذكر أنه بقيادة السيسي قام الجيش بالانقلاب على الرئيس محمد مرسي، الذي أصبح أول رئيس منتخب للبلاد عام 2012. ولكن حصول السيسي على تأييد الناخبين سيعطيه المزيد من الشرعية وهو ما يتسبب بإشكال للولايات المتحدة التي ترغب بعلاقات جيدة مع مصر ولا تريد أن تظهر بمظهر من يؤيد انحرافها عن المسار الديمقراطي.
وتستدرك قائلة ولكن بخلاف من سبقه من الحكام العسكريين فإن السيسي لم يخض حربا واحدة ضد إسرائيل الأمر الذي شكل "مصدر افتخار وشرعية لأولئك الرجال، بالإضافة إلى كونه جانب ثابت من جوانب الشخصية الوطنية للشعب" وتضيف أنه ومع هذا فإن مؤيدي السيسي يحاولون تشبيهه بجمال عبد الناصر.
وتقول إن هناك مرشحا آخر واحدا أعلن أنه سيدخل السباق وهو السياسي اليساري حمدين صباحي.
وتضيف أن "الذين يعرفون السيسي يقولون إنه يفضل علاقات قوية مع أمريكا ولكن قلة دعم واشنطن للانقلاب العسكري الصيف الماضي كان مزعجا بالنسبة له"، بحسب الصحيفة، التي أضافت أن صعود السيسي إلى عالم السياسة كان سريعا وهي طريق لم يخطط لها بحسب زملائه، ولكن من قابله يقول إن طموحه وشعوره بوجود شعبية جعلته يضع السلطة نصب عينيه".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله عن السيسي: "هذا الرجل طموح ولا رحمة عنده" ، مضيفاً، الذي يعرف السيسي جيدا ويذكر انطباعه عنه عندما قابله لأول مرة قبل عدة سنوات عندما كان لا يزال لواء: "هذا رجل كانت الغنيمة نصب عينيه طيلة الوقت".
وتذكر الصحيفة أن الحكومة الانتقالية التي دعمها السيسي قامت بأعنف حملة قمع سياسي لأكثر من عقدين وحكمت بأن جماعة الإخوان المسلمين التي انتصرت في انتخابات 2012 جماعة إرهابية وسجنت قياداتها، ولكن هذه القوة هي ما أعطى السيسي جاذبيته بحسب مؤيديه الذين يقولون إن مصر تحتاج ليد قوية لاستقرار الاقتصاد في مصر.
ولكن ما يبقى غير أكيد هو فيما إذا كان السيسي قادرا على إرضاء الشعب الذي ثار على حسني مبارك عام 2011 وثار ثانية على مرسي بعد ذلك بعامين؟ تتساءل الصحفية في تقريرها، وتقول إن السيسي ذكر في مقابلة له مع الواشنطن بوست إن "أكثر من 30 مليون شخص" تظاهروا في مصر تأييدا له وهو ما يمثل 35% من الشعب المصري.
ولا يعرف عن السيسي إلا القليل ولا يعرف شيء عن حياته الشخصية ولا عن سياساته أو نظرته للمستقبل وعادة ما يكون ظهوره العلني مخطط له بشكل جيد وقليل ما يسمح بمقابلات صحفية. وبحسب الدبلوماسي الغربي فإن السيسي كان يحب التقاء المسؤولين الأجانب ذوي المستوى الرفيع. كما أن السيسي لعب دور وساطة بين الإخوان والمجلس العسكري بعد سقوط مبارك بحسب الصحيفة.
وتضيف أن أول ظهور علني لزوجته كان في الشهر الماضي وكانت تضع منديلا على رأسها ولم تلبس الجلباب الكامل مما جعل مؤيديه العلمانيين يشعرون بالإرتياح.
وتذكر الصحيفة أن مرسي هو من عين السيسي وزيرا للدفاع بعد أن أقال حلفاء مبارك ظنا منه أنه وجد حليفا، حيث أن السيسي كتب خلال دراسته في الكلية الحربية أنه مع مشاركة الإسلاميين في ديمقراطيات الشرق الأوسط.
وتشير الصحيفة إلى قلة خبرته السياسية وتذكر حادثة تعكس ذلك عندما كان لا يزال رئيسا للمخابرات العسكرية عام 2011 وحاول أن يبرر "فحص العذرية" الذي كانت تتعرض له المتظاهرات اللاتي يعتقلن، وهو ما شبهته جمعيات حقوق الإنسان بالإغتصاب.
ولفتت الصحيفة إلى أن السيسي لم يتحدث عن أي خطط للاقتصاد أو رؤية سياسية بالرغم من أهمية ذلك لاستقرار البلاد، لكن مؤيديه يقولون إن قوته كعسكري ستعوض عن قلة خبرته السياسية. حيث قال محمد شعيب مدير شركة استثمارات محلية والمدير السابق لشركة الغاز خلال حكم مبارك: "المسألة لا علاقة لها بالتفاصيل أو خطة اقتصادية".
"ففي نظر مؤيديه تكفي سيطرته (السيسي) على قوات الأمن المختلفة لقمع المعارضة في البلاد وتحقيق الاستقرار وهذه بدوره سيشجع النمو وستنهمر الاستثمارات في اليوم الذي يشعر فيه الناس أن الأمن قد عاد"، هذا ما يقوله منير فخري عبد النور وزير التجارة الخارجية والصناعة والاستثمار للصحيفة.
وتؤكد الصحيفة أن السيسي نجح في جلب الدعم المادي من دول الخليج، ولخوفها من نجاح الإخوان المسلمين أنفقت السعودية والإمارات والكويت مليارات الدولارات في مصر منذ الانقلاب.
وتنهي المقالة بالقول إن بيروقراطية الدولة أمضت شهورا تعمل على الدعاية لحملة السيسي الرئاسية وتغطي صوره كل مكان بالإضافة للتغطية التلفزيونية والإذاعية والأغاني مثل "تسلم الأيادي".