قال مسؤولون أمريكيون كبار إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أعدت بعناية في محاولة لإستهداف الدائرة المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين وذلك دون إستفزاز موسكو ودفعها للانتقام من شركات أمريكية.
وقال مسؤول كبير طلب عدم نشر اسمه إن المخاوف من احتمال حدوث رد انتقامي من جانب
روسيا "ساهمت في بلورة المناقشات الخاصة بالعقوبات المناسبة" داخل البيت الأبيض و"ثمة إدراك بانه حتى العقوبات الموجهة قد يكون لها تأثير واسع".
ويوم الخميس أعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما تجميد أرصدة وحظر ابرام أي صفقات مع 20 روسيا ومصرفا روسيا ردا على ضم الرئيس بوتين
القرم لبلاده.
جاءت العقوبات أكثر شدة من تلك التي أعلنها أوباما قبل ثلاثة أيام وأدت إلى خسائر حادة في البورصة الروسية. وقالت وزارة المالية الروسية إنها قد تضطر لإلغاء خطة الاقتراص من الخارج للعام الحالي.
ولم يتضح إن كانت العقوبات ستثني بوتين عن التدخل بدرجة أكبر في
اوكرانيا أو عدوله عن ضم اوكرانيا او دفعه للجلوس الى طاولة التفاوض وهو أمر أقل احتمالا.
من جهتها أسفت الخارجية الروسية لقرار المجلس الأوروبي فرض عقوبات إضافية على روسيا، واصفة إياه بالمنفصل عن الواقع، لافتة إلى أن موسكو تحتفظ بحق الرد الملائم.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش قوله في حديث صحافي إن قرار فرض عقوبات أوروبية على روسيا "منفصل عن الواقع"، مضيفاً "نعتقد أن الوقت قد حان للعودة إلى الأرضية البراغماتية من التعاون الذي يجسد مصالح دولنا".
وأكد لوكاشيفيتش إلى أن "الطرف الروسي يحتفظ بحقه في الرد المناسب على الإجراء المتخذ".
ومن بين الأسماء المدرجة دميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء، وفلاديسلاف سوركوف مساعد رئيس الدولة، ورئيسة مجلس الاتحاد فالينتينا ماتفيينكو، ورئيس مجلس النواب (الدوما) سيرغي ناريشكين.
دعم ألماني كندي لأوكرانيا .. والروس يواصلون هجومهم
وفي الأثناء يزور وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر السبت كييف غداة الدعم القوي الذي قدمه القادة الأوروبيون للسلطات الأوكرانية الجديدة فيما تواصل القوات الموالية للروس هجومها في اتجاه قواعد عسكرية اوكرانية في القرم.
فقد سيطر بحارة روس على الغواصة الأوكرانية الوحيدة في القرم "زابوريجيا" وفق مشاهد بثتها القناة الأوكرانية الخامسة السبت.
وفي الأيام الأخيرة، عرفت العديد من القواعد والسفن الأوكرانية المصير نفسه بعدما سلمها الجنود الاوكرانيون للقوات الروسية أو تلك الموالية لها من دون قتال.
وذكرت قناة ان تي اس التلفزيونية أن بعض المؤسسات لا تزال "تقاوم"، على غرار معهد الطاقة النووية في سيباستوبول الذي يضم ثلاثة مفاعلات ولا يزال يرتفع عليه العلم الاوكراني.
وتسعى أوكرانيا ايضا الى الصمود في الحرب الدعائية التي تخوضها ضد روسيا.
وفي هذا السياق، اكدت وزارة الدفاع الاوكرانية السبت ان الجنود العائدين من القرم سيتم استقبالهم في شكل لائق ولن يتم التعامل معهم كمنشقين بل كمقاتلين قدامى و"ابطال فعليين".
وأكدت الوزارة انها تسعى الى التصدي للمعلومات الكاذبة في هذا الصدد والتي "تبثها اجهزة الاستخبارات الروسية في شكل كثيف" سعيا الى تعزيز الاقتناع بان الوحدات العائدة من القرم سيتم حلها مع ملاحقة الجنود في شكل فردي بتهمة الخيانة العظمى.
ويبدو أن هذه الحملة باتت تؤتي بعض النتائج، إذ صرح احد البحارة الجمعة، في القرم أنه يخشى ملاحقته في حال عودته الى اوكرانيا.
وعلى كييف أيضا أن تواجه التحرك الانفصالي الموالي لروسيا في شرق البلاد. وتشهد دونيتسك المدينة الصناعية في المنطقة السبت تظاهرة جديدة.
وسيزور وزير الخارجية الالماني بعد ظهر السبت دونيتسك بعد ان يلتقي القادة الاوكرانيين ظهرا.
من جهته سيلتقي وزير الخارجية الكندي ستيفن هاربر رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك.
ويجتمع قادة مجموعة السبع وبين اعضائها
المانيا وكندا، الاثنين في لاهاي في قمة مخصصة للوضع في اوكرانيا بناء على دعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما.
روسيا تأمل بأن تساعد بعثة المراقبين الأوروبيين بحل أزمة أوكرانيا
وفي سياق ذي صلة عبرت روسيا عن أملها بأن تساعد بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على حل أزمة أوكرانيا الداخلية وتسهم في الحفاظ على الحقوق الاجتماعية والسياسية والدينية والتعليمية لسكان جميع مناطق الأوكرانية.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بيان للخارجية أن موسكو تأمل في أن تساعد بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على حل أزمة أوكرانيا الداخلية وفي "وقف عربدة عصابات القوميين والتوصل الى توافق وطني".
وأشارت الخارجية إلى أن المجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تبنى أمس الجمعة، قرارا بنشر بعثة مراقبين خاصة تابعة له في أوكرانيا، منوهة بأن التوافق على هذا القرار جاء نتيجة مفاوضات شاقة وبحث مشترك عن حلول مقبولة لجميع الأطراف، وبالمشاركة النشطة للدبلوماسية الروسية والاتصالات على أعلى المستويات.
وشددت على أن تفويض البعثة يعكس الواقع السياسي والقانوني الجديد، ولا يسري على القرم ومدينة سيفاستوبول اللتين أصبحتا جزءا من روسيا، مضيفة أن " الجانب الروسي يأمل في أن يسهم عمل بعثة المراقبين الدولية البناء وغير المنحاز في الحفاظ على الحقوق الاجتماعية والسياسية والدينية والتعليمية لسكان جميع مناطق أوكرانيا".