صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، على قرار ضم جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول إلى الإتحاد الفيدرالي الروسي.
من جهة ثانية قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان، الجمعة، إن فرنسا ستعلق تعاونها العسكري مع روسيا بسبب ضمها لمنطقة القرم الأوكرانية.
وأدلى وزير الدفاع الفرنسي بهذه التصريحات خلال جولة في دول البلطيق لطمأنتها بعد تصاعد التوتر مع روسيا.
وأضاف أن عملية التعليق ستشمل التدريبات العسكرية المشتركة لكنه لم يقل شيئا عن مصير عقود لتقديم حاملات ميسترال لطائرات الهليكوبتر.
وكان لو دريان قد صرح، الخميس، بأن مثل هذا القرار لن يتخذ حتى تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي سياق متصل قرر الاتحاد الأوروبي توسيع نطاق عقوباته ضد روسيا، عن طريق زيادة أعضاء "القائمة السوداء" من 21 إلى 33 شخصا، يُحظر دخولهم إلى دول الاتحاد الأوروبي مع تجميد حساباتهم المصرفية في المصارف الأوروبية إذ تم اكتشافها هناك.
وأشارت وكالة " إيتار ــ تاس " الروسية للأنباء التى أوردت ذلك صباح الجمعة، إلى أن الأوروبيين لم يتخذوا بعد قرارا بخصوص فرض عقوبات اقتصادية على روسيا.
وحذر رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي، من أن أي خطوات أخرى تتخذها روسيا لزعزعة استقرار أوكرانيا سيكون لها "عواقب بعيدة المدى".
وجاء هذا بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، فرض عقوبات جديدة ضد روسيا.
وتمضي القرم بالفعل على طريق الانضمام إلى روسيا، وذلك في أعقاب استفتاء مثير للجدل في شبه الجزيرة.
ويعتبر الغرب وكييف الاستفتاء في القرم على الانضمام إلى روسيا غير قانوني.
وكان مجلس الدوما بالبرلمان الروسي قد أقر معاهدة لضم القرم إلى روسيا. ومن المرتقب أن يتم التصديق عليها في المجلس الأعلى بالبرلمان الجمعة.
ومن المقرر أن يوقع الاتحاد الأوروبي على الجوانب الاقتصادية من اتفاق تجاري مع أوكرانيا الجمعة.
واندلعت الأزمة الأوكرانية عندما رفض الرئيس المعزول، فيكتور يانكوفيتش، في تشرين الثاني/ نوفمبر التوقيع على الاتفاقية.
وفي وقت سابق من الأسبوع، أعلن الاتحاد الأوروبي تجميد أصول وفرض حظر على السفر ضد 21 شخصا في روسيا وأوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، فرضت الولايات المتحدة عقوبات مماثلة بحق 11 شخصا.
واستهدفت العقوبات الأمريكية الجديدة أشخاصا مقربين من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وكذلك مصرف "روسيا" الذي يديره مقربون من الرئيس الروسي.
وردت السلطات الروسية بإعلان فرض عقوبات على مسؤولين وسياسيين أمريكيين.
وعقب قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، قال فان رومبوي إن المجتمعين سوف يطلبون من المفوضية الأوروبية كذلك الإعداد لعقوبات اقتصادية أوسع نطاقا ضد روسيا إذا تصاعدت الأزمة.
واعتبر المسؤول الأوروبي أن ضم روسيا للقرم "انتهاك واضح للسيادة الأوكرانية والقانون الدولي".
وقال فان رومبوي: "ندين بشدة الاستفتاء غير الدستوري في القرم. لن نعترف بالضم، ولن نعترف به في المستقبل".
وأضاف: "لا يوجد مجال لاستخدام القوة والإكراه لتغيير الحدود على القارة الأوروبية في القرن الحادي والعشرين".
وأعلن فان رومبوي كذلك أن الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 28 دولة، قرر إلغاء قمة بين التكتل وروسيا كان من المزمع عقدها في حزيران/ يونيو، وأن الدول الأعضاء سوف تلغي القمم الثنائية المنتظمة.
ومضى قائلا: "إننا نوضح أن الإخفاق في تسوية الأزمة سلميا، وأي خطوات لروسيا لزعزعة استقرار أوكرانيا سوف يكون لها عواقب بعيدة المدى. ونعني بهذا عواقب على العلاقات في نطاق واسع يخص المجالات الاقتصادية".
ومن المقرر إعلان أسماء الأشخاص المستهدفين بالعقوبات الأوروبية الجديدة الجمعة.
في غضون هذا، عززت روسيا قبضتها على القرم. فقد سيطرت قوات موالية لروسيا على سفينتين حربيتين أوكرانيتين على الأقل كانتا راسيتين في ميناء سيفاستوبول.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية إن 15 شخصا على الأقل اشتركوا في الاعتداء.
وكانت قوات موالية لروسيا سيطرت فعليا على شبه جزيرة القرم - التي ينتمي غالبية سكانها إلى العرقية الروسية - بعدما هرب الرئيس المعزول يانكوفيتش من كييف يوم 22 شباط/ فبراير في أعقاب احتجاجات ضد حكمه، قتل فيها 80 شخصا على الأقل.