اختُتمت، الاثنين، فصول عملية تهريب شحنة من النفط الليبي، بسيطرة البحرية الأميركية قبالة سواحل قبرص، على ناقلة تسللت إلى مرفأ السدرة وتمكنت من الفرار بعد تحميلها بشحنة من الخام الأسبوع الماضي.
وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية (
البنتاغون) بأن قوات خاصة في البحرية التابعة لها سيطرت على الناقلة في المياه الدولية قبالة السواحل القبرصية، بأمر من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وبعد طلب من طرابلس ونيقوسيا.
وأعلنت قبرص اعتقال ثلاثة هم سنغالي وإسرائيليان، للتحقيق معهم في شأن مفاوضات أجروها لشراء كمية النفط التي كانت على متن الناقلة "مورنينغ غلوري"، لكن المحكمة القبرصية رفضت إصدار مذكرة اعتقال بحق الثلاثة، لنقص في المستندات القانونية التي كان يفترض أن تقدمها الحكومة الليبية.
في غضون ذلك، أعلن دعاة الحكم الذاتي في الشرق الليبي الذين أشرفوا على عملية التهريب، أن ملكية الناقلة تعود إليهم بعدما اشتروها، ما ينفي علاقة أي جهة خارجية بالعملية. ولم يوضح هؤلاء هوية المالك الأصلي للناقلة التي كانت ترفع علم كوريا الشمالية وتبرأت منها بيونغيانغ، مشيرة إلى أن لا علاقة لها بتشغيلها.
واعتبر دعاة الحكم الذاتي التدخل الأميركي للسيطرة على الناقلة وإعادة حمولتها إلى السلطات الليبية، بمثابة "انحياز إلى طرف في الصراع" مع السلطات المركزية الليبية حول عائدات النفط، فيما أكد محللون أن التدخل الأميركي أمر طبيعي، كون المجتمع الدولي لا يعترف إلا بالمؤسسة الوطنية للنفط التابعة للحكومة الليبية "شريكاً وحيداً في عمليات الإنتاج والتصدير والبيع".
وتمكن دعاة الحكم الذاتي في الشرق الليبي الذين يسيطرون على موانئ لتصدير النفط، من تحميل الناقلة الأسبوع الماضي بـ 37 ألف طن من الخام، في محاولة لبيعه في السوق السوداء.
لكنّ خبيرا نفطيا بارزا، قال إن "شحنة من هذا النوع يصعب بيعها، باعتبار أنها لا تحمل صكا من جهة مصدرة معترف بها، وبذلك تصنف العملية في خانة القرصنة" بموجب القوانين الدولية.
وقال الناطق باسم "البنتاغون" جون كيربي، إن عناصر البحرية الأميركية سيطروا على الناقلة التي "تحمل نفطاً مملوكاً للمؤسسة الوطنية للنفط التابعة للحكومة الليبية تم الاستيلاء عليه بشكل غير شرعي من ميناء السدرة".
وأصدرت الخارجية القبرصية بيانا أشارت فيه إلى أن الناقلة التي كانت تقف على بعد 29 كيلومتراً جنوب شرقي الجزيرة، اتجهت بعد السيطرة عليها غرباً في البحر المتوسط برفقة قوات أميركية ليل الأحد-الاثنين.
وأكدت السلطات الليبية الاثنين، أن الناقلة في طريقها إلى
ليبيا. وأكدت في بيان أن طاقم الناقلة بخير وسيتم التعامل معه بموجب القانون الليبي والدولي، ووجهت الشكر إلى الولايات المتحدة وقبرص لدورهما في إعادة الناقلة التي يتوقع أن تصادرها ليبيا باعتبارها ملكاً لطرف داخلي.
ومن شأن السيطرة على الناقلة وإعادتها الى ليبيا، أن يحبط أي محاولة مستقبلا لتهريب النفط من البلاد، علما بأن دعاة الحكم الذاتي يحتلون منذ آب/ أغسطس الماضي ثلاثة مرافئ تستطيع تصدير نحو 700 ألف برميل يوميا.