قلصت
إسرائيل هامش المناورة أمام كل من رئيس السلطة
الفلسطينية محمود
عباس والرئيس الأمريكي باراك أوباما عشية لقائهما، الإثنين، في البيت الأبيض.
وأكد وزراء بارزون في حكومة بنيامين نتنياهو أن تل أبيب لن تقدم لعباس أية "مكافأة" مقابل موافقته على تمديد المفاوضات على خطة كيري إلى ما بعد 29 نيسان/ أبريل القادم، الموعد الذي حددته الخطة لانتهاء التفاوض.
وقال وزير المواصلات يسرائيل كاتس إن إسرائيل لا يمكنها أن توافق على تجميد الاستيطان أو إطلاق سراح أسرى من فلسطينيي 48 مقابل تمديد المفاوضات، كما يطالب عباس.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي الإثنين عن كاتس قوله: "لن نوافق على إطلاق سراح أي معتقل فلسطيني، ولن نلتزم بتجميد الاستيطان، لن نمنح عباس أية قطعة حلوى لإقناعه بتمديد المفاوضات".
وأشارت الإذاعة إلى أن الانطباع السائد في دوائر صنع القرار في تل أبيب هو أن أوباما سيوظف "كل روافع الضغط التي تملكها الولايات المتحدة لإجبار عباس على تمديد المفاوضات"، منوهة إلى أنه من غير المستبعد أن يهدد أوباما عباس بقطع المساعدات المالية عن السلطة ووقف الاتصالات الدبلوماسية معها.
ونقلت الإذاعة عن محافل رسمية سياسية إسرائيلية قولها: "هامش المرونة المتاح أمام عباس محدود للغاية، فهو ليس بإمكانه التهديد بانتفاضة ثالثة، وما يمكن أن يفعله هو التوجه للمؤسسات الدولية، وهذا ما يتوجب على كل من إسرائيل والولايات المتحدة السعي لمنعه من الإقدام عليه".
وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً، كشفت في عددها الصادر، الإثنين، النقاب عن أن عباس طالب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بإلزام إسرائيل بتجميد الاستيطان وتنفيذ المرحلة الرابعة من إطلاق سراح الأسرى، كما تعهد نتنياهو بذلك للأمريكيين.
وقد فاجأ حزب "ييش عتيد"، الذي يقوده وزير المالية يئير لبيد، والذي يمثل الجناح "الحمائمي" في حكومة نتنياهو برفضه تنفيذ المرحلة الرابعة من الإفراج عن الأسرى.
وقال وزير العلوم يعكوف بيري، والقيادي في الحزب، الذي يعتبر ثاني أكبر حزب في البرلمان إنه لا يمكن الموافقة على إطلاق سراح الأسرى في حال لم يلتزم عباس بتمديد المفاوضات.
من ناحيته قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إن العصر الحالي لن يشهد حدوث سلام بين إسرائيل والعرب.
وخلال مشاركته في برنامج "واجه الصحافة"، الذي بثته قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية الأحد، أضاف يعلون: "نحن مجبرون على الاعتماد على سيوفنا فقط، لا يمكن تحقيق التسوية، لأن أية صيغ حل ستؤدي إلى خسارتنا خسارة كبيرة".
وفي سياق متصل كشفت شبكة الإذاعة العبرية الثانية صباح الإثنين النقاب عن أن الإدارة الأمريكية أبلغت ديوان نتنياهو أن واشنطن تتبنى موقف "إسرائيل" المطالب باعتراف الفلسطينيين بـ "إسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي".
وأوضحت الإذاعة أن الإدارة الأمريكية تدرك تماماً إن نتنياهو لا يمكنه التعاطي مع خطة "كيري" في حال لم تفضي إلى اعتراف السلطة الفلسطينية بيهودية إسرائيل.
ويذكر أن عباس التزم أمام اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح عقد الأسبوع في رام الله رفضه القاطع الاعتراف بيهودية إسرائيل.