أعلنت البحرية البلغارية، الأربعاء، عن بدء المناورات البحرية المشتركة بين الولايات المتحدة وبلغاريا ورومانيا في البحر الأسود.
وانضمت المدمرة الامريكية تراكستن وعليها صواريخ موجهة وطاقم من نحو 300 فرد التابعة للأسطول الأمريكي السادس ومقره إيطاليا إلى المناورات مع فرقاطة البحرية البلغارية درازكي وثلاث سفن من رومانيا في البحر الأسود.
وتجري المناورات بالقرب من شبه جزيرة القرم الأوكرانية المطلة على البحر الأسود حيث قامت جماعات مسلحة روسية بالسيطرة على المنطقة بدلا من السلطات الأوكرانية.
وقال اللفتنات كولونيل ديميتار تيتيف "بدأت التدريبات هذه المرة في موعدها المقرر". وتأجلت المناورات، الثلاثاء، يوما واحدا بسبب سوء الطقس.
وصرح وزير الدفاع البلغاري انجيل نايدينوف أن السفير الأوكراني لدى بلاده ميكولا بلتاجي أبلغه أن المناورات البحرية المشتركة في البحر الأسود التي كان من المقرر أن تقودها أوكرانيا بين 18 آذار/ مارس و25 نيسان/ إبريل ألغيت.
وفي وقت سابق أقر مجلسا النواب والشيوخ في الكونغرس الأميركي مشروعي قرار؛ ينددان بالتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا؛ ويدعوان إلى تطبيق عقوبات مختلفة بحق
روسيا.
ويندد المشروع - الذي جرى التصويت عليه في مجلس النواب ووافق عليه 402 نائباً مقابل رفض 7 - بانتهاك الجيش الروسي لسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة ترابها؛ ويدعو روسيا إلى سحب جميع قواتها العسكرية من جمهورية القرم، موضحاً أن الشعب الأوكراني يتمتع بحق تقرير مصيره بنفسه دون تدخل خارجي.
ولا يحمل مشروع القرار صفة ملزمة وإنما أهمية رمزية، ويدعو إلى إرسال مراقبين مستقلين إلى أوكرانيا والقرم والمناطق الأخرى، كما يطالب حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بتعليق تعاونهم العسكري مع روسيا فوراً.
ويطالب المشروع الرئيس الأميركي و"البلدان الديمقراطية الأخرى" بمقاطعة قمة مجموعة الثمانية - المزمع عقدها في مدينة سوتشي الروسية - وإقامتها في حزيران/ يونيو المقبل في مكان خارج روسيا دون دعوة الأخيرة إليها والتفكير بإخراجها من المجموعة.
كما يدعو الحكومة الأميركية إلى العمل مع حلفائها الأوروبيين والبلدان الأخرى من أجل تطبيق عقوبات مالية وتجارية وعقوبات أخرى على كبار المسؤولين الروس ومن لعبوا دوراً في التدخل الروسي في أوكرانيا.
أما مجلس الشيوخ فأقر مشروع قرار مشابه يستنكر "العدوان غير القانوني" من روسيا على أوكرانيا، ويعتبر "تحرش" روسيا بجيرانها لا يمكن القبول به، وتصرفاتها الأخيرة تنتهك الاتفاقيات الدولية.
ويدعو المشروع روسيا إلى الانسحاب فوراً من المنطقة، ويطلب من الرئيس الأميركي إلى تطبيق عقوبات بحق روسيا. كما يوجه نداءً إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم بإعادة النظر في استضافة روسيا لكأس العالم عام 2018.
من جهة ثانية أعلن الرئيس الأوكراني الانتقالي الكسندر تورتشينوف، الثلاثاء، أن أوكرانيا ترفض اتباع "السيناريو الذي كتبه الكرملين" لالحاق القرم بروسيا غير أنها لن تتدخل عسكريا في شبه الجزيرة الانفصالية.
وانتقد تورتشينوف، الاستفتاء الذي تعتزم السلطات الانفصالية في القرم تنظيمه، الأحد، حول الالتحاق بروسيا ووصفه بأنه "مهزلة" تقررت في "مكاتب الكرملين".
وقال تورتشينوف وهو أيضا قائد القوات المسلحة الأوكرانية "لا يمكننا شن عملية عسكرية في القرم، لأننا سنعرض الحدود الشرقية القريبة من روسيا للخطر ولن تكون أوكرانيا محمية".
مؤكدا أن "العسكريين الروس يراهنون على ذلك".
وتابع "تم حشد وحدات ضخمة من المدرعات على حدود أوكرانيا الشرقية".
وأضاف "أنهم يقومون باستفزازنا حتى تكون لهم ذريعة للتدخل على أراضي أوكرانيا.. لا يمكننا اتباع السيناريو الذي وضعه الكرملين".
وفي أجواء التوتر الشديد المخيمة جرت عدة تظاهرات انفصالية الأسبوع الماضي في دونيتسك ولوغانسك، المدينتين الشرقيتين الناطقتين بالروسية، وهاجم المتظاهرون بشكل مؤقت الادارات المحلية ورفعوا فوقها أعلاما روسية، وكانت تظاهرات مماثلة سبقت احتلال القرم.
وعين تورتشينوف رئيسا انتقاليا في نهاية شباط/ فبراير بعد إقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وفراره إلى روسيا إثر ثلاثة أشهر من الاحتجاجات المعارضة لنظامه انتهت بمواجهات دامية في كييف أوقعت أكثر من مئة قتيل.
وشدد تورتشينوف أن أوكرانيا التي "ستباشر قريبا تعبئة جزئية لقوات الاحتياط" لن تبقى "مكتوفة الأيدي إزاء استمرار العدوان" مشيرا إلى أن الروس "قد يهاجمون وحداتنا العسكرية في القرم ويوسعون عدوانهم على أرضنا، وأن الجيش سيرد".
وسئل عن الاستفتاء الذي ستنظمه شبه الجزيرة البالغ عدد سكانها مليوني نسمة والتي تحتلها القوات الروسية منذ نهاية شباط/ فبراير فندد تورتشينوف بـ"استفتاء لن يجري في القرم بل من مكاتب الكرملين".
وقال الرئيس الذي سيغادر منصبه بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 آيار/ مايو "إنها مهزلة، إن معظم سكان القرم سيقاطعون هذا الاستفزاز".
وقال "إن العسكريين لا ينوون تنظيم الاستفتاء، سيكتفون بتدوين أرقام زائفة على محاضر" مكاتب الاقتراع.
وذكر أن النيابة العامة وجهت تحذيرات إلى ممثلي السلطة التنفيذية في القرم تدعوهم إلى عدم المشاركة في الاستفتاء "غير الدستوري" تحت طائلة ملاحقتهم.
وأسف تورتشينوف الذي لا يعترف الكرملين بشرعيته، لعدم قيام اتصالات مع المسؤولين في الحكومة الروسية.
وقال "للأسف إن روسيا تتخلى في الوقت الحاضر عن حل دبلوماسي للنزاع".
وتابع "أن الروس يرفضون أي اتصال على مستوى وزارتي الخارجية والمسؤولين" مع أن الأسرة الدولية "تطلب من روسيا بدء مفاوضات سلام".
ويتوجه رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك إلى الولايات المتحدة حيث يلتقي، الأربعاء، الرئيس باراك اوباما، قال تورتشينوف إنه يعول على دعم الغربيين "لوقف العدوان الروسي".
وقال إن روسيا "تتصرف كجهة معتدية بدل أن تفي بالتزاماتها" في إشارة إلى "اتفاقية بودابست" التي تضم عدة بروتوكولات وقعت عام 1994 مع الولايات المتحدة وبريطانيا في إطار انضمام أوكرانيا إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، والتي تضمن وحدة وسلامة أراضي هذا البلد.
وقال "على الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي أن يرغما روسيا على وقف العدوان العسكري والاستفزازات ضد أوكرانيا".
وأضاف "أن أوكرانيا بحاجة إلى مساعدة مهمة، ليس على الصعيد الاقتصادي فقط بل على الصعيد العسكري-الفني" بدون إضافة أي تفاصيل.
من جهة أخرى سعى تورتشينوف إلى التهدئة في مسألة اللغة وهي مسالة حساسة تقسم البلاد وتذرعت بها روسيا للتدخل في أوكرانيا إذ أعلن الرئيس فلاديمير بوتين أنه يريد "حماية الناطقين بالروسية".
وقال تورتشينوف "إن التكهنات الروسية بشأن التمييز بحق الناطقين بالروسية هي مجرد هلوسات" مذكرا بأنه تم تشكيل لجنة نيابية تضم ممثلين عن المناطق الناطقة بالروسية وتلك الناطق بالأوكرانية من أجل وضع تسوية.