قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية في القرم إن قوة مسلحة موالية لروسيا يرتدي أفرادها زيا عسكريا يخلو من أي علامات مميزة طوقت مطارا عسكريا آخر في شبه الجزيرة الأوكرانية الأحد.
وأبلغ المتحدث فلاديسلاف سيليزنيوف، رويترز هاتفيا، بأن المسلحين الذين يبلغ عددهم 80 أو نحو ذلك وكانوا يدعمون زهاء 50 مدنيا، سدوا مدخل المطار الواقع قرب قرية ساكي وأقاموا مواقع مزودة بمدافع رشاشة على طول ممر الهبوط في المطار.
وأضاف أن المدنيين الذين كانوا يحملون العصي والهراوات سعوا لاقتحام مبنى المراقبة الجوية في المطار.
وسيطرت القوات الروسية على مواقع استراتيجية في القرم، من بينها مطار بيلبك العسكري والمطار المدني الرئيسي في سيمفروبول دون إراقة دماء في أعقاب الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في 22 شباط/ فبراير بعد احتجاجات على حكمه استمرت ثلاثة أشهر.
ووقعت عدة مواجهات مع القوات الأوكرانية في المنشآت العسكرية لكن الأوكرانيين تجنبوا المقاومة المسلحة.
أعلن نائب رئيس وزراء جمهورية القرم ذاتية الحكم في جنوب أوكرانيا رستام تيميرغالييف، الأحد أن سلطات كييف قامت بفصل الأنظمة الإلكترونية لقسم القرم في خزينة الدولة وتجميد حسابات الجمهورية.
وقال تيميرغالييف في حديث لوكالة "إنترفاكس" الروسية الأحد، إن "سلطات كييف قامت بفصل الأنظمة الإلكترونية لقسم القرم في خزينة الدولة، ما أدى إلى تجميد حسابات شبه الجزيرة".
وأضاف أن تصرفات سلطات كييف لن تؤثر سلبا في دفع الأجور ومعاشات التقاعد في القرم، مشيرا إلى أن حكومة الأخيرة تقوم بالوقت الحالي بفتح حسابات بسرعة في المصارف الروسية وأن الوضع في هذا المجال لم يخرج عن السيطرة.
وأشار إلى أن قيادة الجمهورية الذاتية الحكم لن تسمح بوقوع "أية كارثة بسبب أعمال السلطات الأوكرانية"، مؤكدا على أن القرم تستطيع العيش بشكل مستقل.
وتوتر الوضع بين سلطات كييف وشبه جزيرة القرم على خلفية سعي الأخيرة للانضمام إلى روسيا وهي تعد لإجراء استفتاء حول هذا الموضوع في 16 آذار/ مارس.
بوتين يدافع عن حق القرم في الالتحاق بروسيا ويدعو إلى "حل سلمي"
وفي السياق نفسه، دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد عن حق شبه جزيرة القرم الأوكرانية في الالتحاق بروسيا مؤكدا في الوقت نفسه أنه يسعى إلى "حل دبلوماسي" للأزمة الأوكرانية، فيما نظمت تظاهرات في مختلف انحاء البلاد تخللتها صدامات.
واعتبر الرئيس الروسي خلال محادثات هاتفية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن السلطات الموالية لروسيا في شبه جزيرة القرم بأوكرانيا "شرعية".
وقال الكرملين في بيان، إنه خلال هذه المحادثات شدد بوتين "خصوصا أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الشرعية في القرم تستند إلى معايير القانون الدولي وتهدف الى حماية المصالح المشروعة لسكان شبه الجزيرة".
وأضاف أن "الرئيس الروسي لفت أيضا انتباه محاوريه الى عدم قيام السلطات الحالية في كييف بأي خطوة للحد من أنشطة القوميين المتشددين والقوات المتطرفة في العاصمة ومناطق عدة".
وتابع الكرملين في بيانه: "رغم الاختلاف في مقاربة الوضع، أكد (بوتين ومحاوراه) المصلحة المشتركة في احتواء التوتر وتطبيع الوضع في أسرع وقت".
وأعلنت رئاسة الحكومة البريطانية من جهتها، أن بوتين أبلغ كاميرون خلال الاتصال الهاتفي برغبته في التوصل إلى "حل دبلوماسي" للأزمة في أوكرانيا. وقالت إن كاميرون اتصل ببوتين لحضه على "خفض حدة التصعيد" في أوكرانيا، وإن بوتين وافق على أن "استقرار أوكرانيا" من مصلحة الجميع.
وقالت المتحدثة باسم داوننغ ستريت، إن "الرئيس بوتين وافق على أن استقرار أوكرانيا يصب في مصلحة الجميع". وأضافت ان بوتين "يعتقد أن روسيا أرادت التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة وأنه سيناقش المقترحات حول مجموعة الاتصال مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف غدا".
وتكرر روسيا أن الوضع في أوكرانيا بات خارج السيطرة وأن السكان الناطقين بالروسية تستهدفهم أعمال عنف منذ الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش في 22 شباط/ فبراير وتولي المعارضة السابقة الموالية لأوروبا الحكم.
في المقابل يؤكد الغرب أن لا دليل على أعمال عنف ويتهم روسيا التي تسيطر قواتها على القرم بحكم الأمر الواقع بالقيام بحملة دعائية في هذا الصدد لا تستند إلى وقائع.
وفي برلين، أعلن المتحدث باسم المستشارة الألمانية أن ميركل أجرت اتصالا هاتفيا الأحد بالرئيس الروسي وأبلغته أن الاستفتاء المقرر أن يجري في القرم "غير شرعي".
وتأتي هذه الاتصالات في ختام أسبوع لم يتمكن خلاله الغرب وروسيا رغم عدة لقاءات بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة، من إيجاد مخرج للأزمة.
ناشطون أوكرانيون في شبه جزيرة القرم يتعرضون للضرب
وفي سياق متصل، تعرض ناشطون أوكرانيون خلال مسيرة في مدينة سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم للضرب من طرف مجموعات موالية لروسيا.
ويقول مراسل "بي بي سي" الذي كان يغطي المسيرة إن الناشطين تعرضوا للضرب بالهراوات، واصفا مشاهد الضرب بأنها مزرية للغاية.
واندلع العنف عندما هاجمت مجموعات موالية لروسيا عشرات من الموالين لأوكرانيا كانوا يحرسون مسيرة شارك فيها نحو 200 شخص نظمت بمناسبة الذكرى المئتين للشاعر الأوكراني والبطل القومي تاراس شيفشينكو الذي ينظر إليه على أنه شخصية موحدة.
وألقى حشد من الموالين لروسيا الحجارة على سيارة عندما حاول ناشطون الهروب من المكان، الأمر الذي أدى إلى تهشيم النوافذ.
ونظم متظاهرون موالون لروسيا مظاهرة منافسة في المدينة التي تحتضن الأسطول الروسي في البحر الأسود.
وتسيطر القوات الروسية والميليشيات الموالية لروسيا عمليا على شبه جزيرة القرم التي تخضع للحكم الذاتي في انتظار إجراء استفتاء بها يقرر مصيرها لكن أوكرانيا تقول إن الاستفاء غير قانوني.
وكانت الولايات المتحدة حذرت موسكو من أن مساعيها لضم شبه جزيرة القرم توصد أبواب المساعي الدبلوماسية.
وأبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف أن شبه جزيرة القرم هي جزء من أوكرانيا وأن على موسكو تجنب التصعيد العسكري.
وناقش الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأزمة المتصاعدة في أوكرانيا مع قادة عالميين.
جاء ذلك في وقت أطلقت فيه طلقات تحذيرية على فريق مراقبة دولي يضم نحو خمسين مراقبا عسكريا كانوا في طريقهم إلى الدخول إلى منطقة القرم بأوكرانيا، الأمر الذي أدى إلى عودتهم من حيث جاءوا.
وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إنه لا أحد أصيب بجروح خلال الحادث الذي وقع في مدينة أرماينساك.
وهذه هي المرة الثالثة التي يمنع فيها مراقبو منظمة الأمن والتعاون من الدخول إلى القرم التي تخضع حاليا لقوات موالية لروسيا.
رئيس برلمان القرم يدعو السكان للمشاركة بالاستفتاء في 16 آذار/ مارس
وكان رئيس المجلس الأعلى (البرلمان) لجمهورية القرم الذاتية الحكم، فلاديمير قسطنطينوف، قد دعا سكان شبه الجزيرة إلى المشاركة في الاستفتاء المزمع إجراؤه في الـ 16 من الشهر الجاري.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن قسطنطينوف، دعوته أمام حشد من المتظاهرين تعدى العشرة آلاف شخص من سكان شبه الجزيرة الأحد، إلى المشاركة في الاستفتاء المقرر إجراؤه في 16 آذار/ مارس قائلا: "لديّ اخبار سارة من موسكو".
وأضاف أن "أشقاءنا في روسيا سيقبلون بنا"، موضحاً أنه "من أجل حدوث ذلك، علينا المشاركة في الاستفتاء المزمع إجراؤه في 16 آذار/ مارس الجاري، والتصويت بالشكل المناسب"، ومضيفاً "أننا نعلم ما هي الطريقة المناسبة للتصويت".
هيغ يتهم روسيا بإساءة تقدير مضاعفات التوغل في القرم
من جهته، قال رئيس وزراء بريطانيا وليام هيغ، إن قيام روسيا بتعزيز قبضتها العسكرية على شبه جزيرة القرم "حدث بسرعة، لكن العالم لن يكون قادرا ًعلى اعتبار ذلك إجراءً حراً ونزيهاً، كما أنه سيكون من الخطأ أيضاً الاعتقاد بأن روسيا كسبت المواجهة، وسيظهر مع مرور الوقت أنها أساءت التقدير على نحو كبير".
وأعرب عن اعتقاده بأن الروس "مهتمون الآن برد الفعل الدولي على ما فعلوه في جزيرة القرم لأنه كان قوياً"، محذراً من احتمال "فرض حظر سفر على المسؤولين الروس وعقوبات اقتصادية واسعة النطاق".
وحول أمن إمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي في حال فرض المزيد من العقوبات ضد روسيا، قال هيغ: "هذا الأمر يخضع للنقاش حالياً بين السياسيين الأوروبيين، بما في ذلك البريطانيون والأميركيون، ومن الواضح أن هناك توجهاً لزيادة صادرات الغاز الأميركي إلى أوروبا".