قال الناطق باسم الحكومة
اليمنية راجح بادي إن
الحوثيين رفضوا التوقيع على وثيقة نظام الأقاليم بحجة أنهم يريدون إضافة محافظتي الجوف وحجه إلى إقليم صعدة، وهذا أمر مرفوض.
وشدد بادي في اتصال مع "عربي21" أنه لن يتم إضافة أي محافظة أخرى للحوثيين لأن الأمر قد حسم وجميع الأحزاب اليمنية ـ باستثناء الحوثيين ـ وافقت على جميع المبادرات التي طرحت من قبل؛سواء أكانت المبادرة الخليجية، أو مخرجات لجنة
الحوار الوطني، أو نظام الأقاليم.
وذكر أن "الحوثيين يتلقون الدعم من إيران، وهذا ما صرح به الرئيس اليمني، وهذا يعتبر تدخلا في الشأن الداخلي اليمني مما يساهم في تعقيد مشكلات البلاد، التي يسعى الجميع جاهدا لحلها".
وأضاف أن هناك بعض الانجازات التي تحققت من خلال ثورة الشباب من أهمها الحوار الوطني، واستقرار الاقتصاد، والاستقرار الأمني في بعض المناطق على حدّ تعبيره.
وأشار بادي إلى أنّ هناك بعض الاخفاقات وتتمثل في القصور ببعض الوزارات. وأن المستقبل يبشر بخير وأنه لابد من توافق جميع الأطراف على مخرجات الحوار الوطني للخروج من المعوقات التي تعيق تقدم اليمن.
وفي سياق متصل ذكر مدير مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد أن وضع اليمن الحالي حرج، وذلك لوجود ثورة مضادة تحاول اسقاط ثورة الشباب اليمني، بدعم من بعض دول الخليج العربي وإيران.
وفي اتصال مع "عربي21" قال محمد إن الثورة المضادة لها جناح مسلح يتمثل في كل من أنصار الرئيس السابق علي صالح، ولديهم جذور في المؤسسة العسكرية والأمنية والحوثيين والقاعدة.
ورأى محمد أنّ كل هؤلاء اجتمعوا من أجل افشال ثورة الشباب اليمني، للرجوع اليمن إلى العهد السابق والتحكم بثورات اليمن ومستقبل أبنائه على حد تعبيره.
وقال إن الثورة المضادة تحاول إذكاء الحروب وتغذيتها وتوسيع رقعتها، وجعلها قائمة على أساس طائفي وأيدلوجي كما هو حاصل مع جماعة الحوثيين والقاعدة.
ولكن في المقابل فإن الثورة الشعبية لديها دعم من الشعب اليمني الذي يريد الانعتاق من مرحلة الظلم ونهب ثروات الشعب الكثيرة.
وذكر محمد أن "هناك محاولات انقلاب على السلطة الحاكمة الحالية سواء بالمظاهرات أو بالتمرد العسكري".
وقال إن الرئيس هادي منصور يعرف أن هناك محاولة لإفشال الحوار الوطني لإعاقة بناء الدولة المدنية الحديثة، وإضعاف قدرة السلطة على بسط يدها على كامل الدولة اليمنية، وهذا يتعارض مع مشروع التمدد الذي يسعى له الحوثيين، والذي يعتبر واجهة الثورة المضادة في اليمن.
وأكد أن الرئيس هادي منصور يحاول أن يعيد اللحمة للمؤسسة العسكرية والأمنية وتنفيذ مخرجات المؤتمر الوطني للمصالحة.
وأضاف بأنّ من المرجح أن تشهد الفترة القادمة عمليات عسكرية ضد الحوثيين والقاعدة لبسط سيادة الدولة على جميع مناطق البلاد، وتحويل المليشيات العسكرية إلى أحزاب سياسية، وترك العمل العسكري ضد الدولة.
وفي ذات السياق أكد محمّد أنّه وبرغم مرور ثلاث سنوات لم تحقق الثورة اليمنية الكثير من الانجازات، ويعود ذلك لتشكيل الحكومة التوافقية التي كانت مقاسمة بين التيارات السياسية وبقايا النظام السابق؛ مما أبطأ من تنفيذ منجزات الثورة الشعبية،فضلاً عن محاولة كل طرف الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من المكتسبات الشخصية على حدّ وصفه.
وأكد أن دول الخليج العربي لا ترى إيصال الحوثيين إلى السلطة لأن هذا الأمر يهدد الأمن الخليجي والإقليمي.
واستدرك محمد قائلا إن بعض دول الخليج نسقت مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح من أجل القيام بثورة مضادة، فاستغل الحوثيون هذا الأمر، وحصلوا على الدعم أيضا مما ساهم في زيادة قوتهم العسكرية.
وبالإضافة إلى ذلك حصل الحوثيون على دعم إيراني، عن طريق استئجار جزيرة من أريتريا في البحر الأحمر قبالة اليمن، وجعلوها قاعدة للتدريب وارسال الأسلحة منها، وحصلوا على الدعم كذلك من القائد السابق للحرس الجمهوري أحمد عبد الله صالح، الذي أمدّهم بالأسلحة الثقيلة، وبالخبرات العسكرية.
ورفض الحوثيّون نظام الأقاليم بحجة أنهم يريدون ضم محافظتي الجوف وحجه إلى إقليم صعدة، لأن حجه بها ميناء بحري والجوف بها النفط، وهذا النفط غير مستخرج بسبب الضغوطات التي تمارسها المملكة العربية السعودية على الحكومة اليمنية لمنع استخراج النفط، فيريد الحوثيون استغلال النفط لبيعه عن طريق ميناء حجه؛ من أجل تقوية نفوذهم وقوتهم العسكرية وتكون عاصمتهم صعدة، ومن ثم التوسع إلى المنطقة الشرقية في السعودية ذات البعد الاجتماعي الشيعي، وكذلك التوسع نحو صنعاء.
وأكد محمد أن تحويل اليمن إلى حكم فدرالي لا مركزي، وتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم هو أفضل لليمنيين من نظام مركزي سلطوي يحتكر كل خيرات البلاد ويبقي الشعب أسير الفقر والجوع، وبذلك تتمكن كل منطقة من الاستفادة من ثرواتها. ونظام الأقاليم يحتاج إلى الوقت حتى يرى اليمنيون ثمرته.
وحول مشكلة جنوب اليمن فقال محمد أنّها تكمن في الحراك الجنوبي المسلح، الذي يتزعمه الرئيس السابق لجنوب اليمن علي سالم البيض الموجود في لبنان، ولديه ارتباط بإيران وينسق مع حزب الله من أجل الدعم والتدريب العسكري.
ويقوم الحراك المسلح باغتيالات وتفجيرات ضد الجيش والشرطة، مما يؤثر على استقرار الجنوب على حد تعبير محمّد.
أما عن سيناريوهات المستقبل فأكد أن المستقبل هو للشباب اليمني الواعد الذي قام بثورته وقدم التضحيات الجسام، ولكن الأمر يحتاج إلى الوقت من أجل انجاح مسيرة الثورة.
وأن مسار التغيير قادم ،ولكن يوجد عوائق وألغام في الطريق تحتاج من الشباب الصمود من أجل الاستقرار والنهوض بمستقبل اليمن.