استنكر ابناء دماج تجاهل المنظمات الحقوقية لقضيتهم - عربي 21
غادرت مئات الأسر من أهالي منطقة دماج إلى العاصمة اليمنية صنعاء بموجب اتفاق رعاه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قضى بمغادرتهم المنطقة، لإنهاء الحرب مع جماعة الحوثي والتي امتدت لثلاثة أشهر.
وقال القيادي السلفي أحمد السامدي، وهو أحد المهجرين من دماج إن "مئات الأسر غادرت منطقة دماج على متن عشرات الحافلات والشاحنات، متوجهين إلى العاصمة صنعاء، فيما لا يزال الآلاف عالقون هناك".
وأضاف في حديث لــ"عربي 21" أن قافلة كبيرة من أبناء دماج وصلت عصر الأربعاء إلى منطقة "بني غثيمة" في حاشد بمحافظة عمران تحمل عائلات ونساء وأطفال".
وأشار السامدي إلى أن "معاناة المهجرين تضاعفت بعد رحيلهم من المنطقة التي عاشوا فيها سنوات عديدة ،حيث لم يتمكن الأهالي من أخذ ممتلكاتهم بأكملها"،مشيراً إلى أن "ما بنوه خلال سنوات ذهب هباءً منثورا"، على حد تعبيره.
ودعا المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى مساعدة الجموع المهاجرة، وتقديم يد العون لهم لكون مستقبلهم أصبح غامضا، بعد مغادرتهم لمنطقتهم "،مشيرا إلى أن "أبناء دماج عانوا من تخاذل المنظمات الحقوقية رغم القتل الذي تعرضوا له من قبل جماعة الحوثي".
وانتقد السامدي موقف الرئيس هادي الذي قال أنه "وافق على مغادرتهم من دماج ظلما"، مشيرا أن "التاريخ لن يرحمه"، على حد وصفه .
ولفت إلى أن "جماعة الحوثي رفضت تسليم المواقع التابعة لها"، مؤكدا أن اللجنة الرئاسية "فشلت في تنفيذ بنود الاتفاق".
وكان الشيخ يحيى بن علي الحجوري زعيم السلفيين في منطقة دماج قد وصل إلى العاصمة صنعاء، على متن طائرة عسكرية برفقة أمين العاصمة عبد القادر هلال مساء الثلاثاء.
ونفى الناطق بأسم السلفيين سرور الوادعي ما نشرته وسائل الإعلام الرسمية بأن أبناء منطقة دماج وطلاب دار الحديث "قد خرجوا من قريتهم، ومن مركزهم برضاهم واختيارهم" .
وقال في بيان تلقت صحيفة "عربي 21" نسخة منه إن "هذا الكلام غير صحيح، وعارِ عن الصحة، وهذا ليس بغريب على الإعلام الرسمي الذي تجاهل محنة ومصيبة أهل دماج طيلة مائة يوم".
وشدد الوادعي في البيان أن" أهالي منطقة دماج وطلاب دار الحديث هناك أرغموا، وأكرهوا على مغادرة منازلهم ومزارعهم ومعاهدهم ومنطقتهم بالكامل".
من جهته قال عبد الرحمن برمان الناشط الحقوقي في منظمة هود للحقوق والحريات أن " الدولة شاركت في عملية التهجير".
وأتهم برمان السلطات الحكومية بالوقوف مع الجماعات المسلحة، وتشجيعها على استمرار انتهاك حقوق المواطنين، و"سكوت الدولة عن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها تلك الجماعات".
وقال في حديث لــ "عربي 21" أن "عملية التهجير بحق سلفيي دماج ليست بجديد على جماعة الحوثي التي سبق وأن هجّرت الطائفة اليهودية من مديرية آل سالم في 2007، وغيرهم من أبناء القبائل، والمنتمين للأحزاب السياسية".
وأوضح أن "هذا المأساة تأتي متزامنة مع محاولة الحوثيين لإيجاد إقليم خاص بالمذهب الشيعي في الشمال، وتصفية تلك المناطق من المذاهب الأخرى"، مؤكداً رفضه لفرز المناطق على أسس مذهبية .
ولم يتمكن مراسل "عربي 21" من الحصول على تعليق من جماعة الحوثي حول هذا الموضوع .
وفي سياق آخر حذر حلف قبائل حضرموت، الأربعاء، سكان وأهالي مدينة الشحر بالمحافظة من نداءات مشبوهة تدّعي أنها صادرة عن القبائل وتطالبهم بترك منازلهم ومحلاتهم التجارية ومغادرتها حفاظاً على سلامتهم من حرب طاحنة.
وكشف الحلف في بيان تلقت "عربي 21" نسخة منه أن " الهدف من النداءات المشبوهة هو إخافة الناس وإرعابهم لترك ممتلكاتهم"، واتهم الحكومة بـ"نهب وسلب بعض المقار المدنية والمحلات التجارية".