الخلاف بين الزوجين قد يكون مجرد ملاسنة، وربما تتطور إلى شجار بالأيدي، وتنتهي بالطلاق في أسوأ الحالات، لكن هذه المرة وصل الخلاف إلى النيابة عندما اتهم
مصري زوجته بأنها "إخوانية" وتحرض على "الإرهاب".
وتقدّم أحمد فتحي عبد الحميد الغرباوي ببلاغ إلى نيابة أمن الدولة العليا الأربعاء ضد زوجته "أسماء . ف" المدرس المساعد بإحدى كليات الطب، متهمًا إياها بأنها تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
من جانبه، قال سمير صبري محامي الغرباوي لوكالة الأناضول عبر الهاتف، إن "النيابة أمرت بفتح التحقيق في البلاغ المقدم، ومن المقرر أن تستدعي الزوجة خلال الأيام القادمة للتحقيق معها في التهم الموجهة إليها".
وبحسب البلاغ الذي حمل رقم 1611 لسنة 2014، قال الغرباوي إن "ميول زوجته أسماء الإخوانية انكشفت منذ تولى
مرسي الرئيس المنتخب محمد مرسي حكمه، وكشفت عن "وجهها القبيح" –على حد وصفه- كونها أحد أعضاء الجماعة الإرهابية".
وزعم الزوج أنه فور "سقوط حكم الفاشية والديكتاتورية" –كما وصفها- بدأت زوجته تتصل بأعضاء الجماعة التي أسندت إليها مهام عدة، وفق ادعائه، وسافرت إلى العاصمة البريطانية لندن في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، ثم سافرت مرة أخرى بتاريخ 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 إلى برلين".
وأوضح أنه "اشتدت حدة الخلاف بينه وبين زوجته بعد أن رفض المثول إلى طلباتها بالموافقة على انضمامه للإخوان" –على حد قوله- متهماً زوجته بأنها "تحرض طلاب الجماعة الإرهابية على التظاهر، من خلال دعوتهم وحشدهم في الجامعة"، وفق البلاغ.
وأرفق الزوج في بلاغه "صورة لها وهي تشير بعلامة
رابعة، وخلفها ساعة (بيج بن) بلندن".
وطالب الزوج بـ"اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الزوجة؛ لكونها منضمة إلى إحدى "الجماعات الإرهابية" –كما وصفها- وهي جماعة الإخوان، "ومحرضة للطلاب على التظاهر والتخريب"، مستغلة في ذلك وظيفتها كمعيدة (مدرس مساعد) بالجامعة".
وأعلنت الحكومة المصرية، في 26 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، جماعة الإخوان "إرهابية"، وجميع أنشطتها "محظورة"، واتهمتها بتنفيذ التفجير الذي استهدف مبنى مديرية أمن محافظة الدقهلية شمالي البلاد الأربعاء، وأسفر عن مقتل 16 شخصا وإصابة العشرات، دون أن تقدم أي دليل على اتهاماتها.
وفي السياق، نظّم مؤيدون للرئيس المصري المنتخب محمد مرسي الخميس فعاليات احتجاجية في 6 مدن، طالبوا فيها بمحاسبة المسؤولين عن "قتل المتظاهرين والإفراج عن المعتقلين" وعودة "الشرعية الدستورية"، بحسب شهود عيان ومراسلي الأناضول.
ففي محافظة السويس (شمال شرق)، نظمت فتيات من حركة "7 الصبح" المؤيدة لمرسي صباح الخميس، وقفة احتجاجية وسلاسل بشرية بشارع الجيش، بمنطقة المثلث وسط السويس، مطالبين بالإفراج عن المعتقلين الذين ألقت قوات الأمن القبض عليهم خلال الاحتجاجات.
ورفعت المشاركات في الوقفة صوراً لمرسي، ولعدد من المعتقلين ولافتات كتبن عليها "حسبنا الله ونعم الوكيل"، كما وزّعن بيانات على المارة تدعوهن للمشاركة في مظاهرات غد الجمعة في المحافظة؛ من أجل "تأكيد مواصلة طلب عودة الشرعية".
في الوقت نفسه، تظاهر أعضاء حركة "7 الصبح" صباح الخميس، أمام مسجد سيدي بشر في مدينة الاسكندرية (شمال)؛ للتنديد بالانقلاب العسكري، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين.
ورفع المتظاهرون خلال مسيرتهم شارة "رابعة"، وصوراً لمرسي، وأخرى لقتلى ومعتقلين من أبناء المحافظة، ولافتات تطالب بإسقاط حكم "العسكر" ومحاسبة المسؤولين عن أعمال القتل والعنف ضد المتظاهرين.
وحركة "7 الصبح" ظهرت في مدينة الاسكندرية مؤخراً، وتوالى ظهورها في محافظات أخرى، واشتهرت بتنظيم احتجاجات في توقيت محدد هو السابعة صباحاً بتوقيت القاهرة.
إلى ذلك، نظّمت جماعة الإخوان المسلمين بقرية "ميت حمل" التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية (دلتا مصر) -وهي مسقط رأس مرسي- صباح الخميس سلسلة بشرية على مدخل القرية، رفعوا فيها لافتات تطالب بالإفراج عن المعتقلين وعودة الشرعية، وتصعيد الفعاليات الاحتجاجية تلبية لدعوات "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" الداعم لمرسي.
كما نظّمت الجماعة سلسلة بشرية أخرى صباح الخميس على الطريق الدائري بمنطقة بهتيم بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، شمالي القاهرة؛ احتجاجاً على "الانقلاب الدموي" و"المحاكمة الهزلية للرئيس مرسي"، ودعما لـ"الشرعية"؛ والمطالبة بوقف حملات الاعتقال ضد المتظاهرين السلميين.
وتم فض المسيرات بالقوة من قبل قوات الشرطة التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المشاركين، دون وقوع مواجهات بين الطرفين.