أمرت النيابة العامة في
مصر، الأربعاء، بإحالة 20 متهما، بينهم أجانب، من مرسلي قناة
الجزيرة القطرية، إلى محكمة جنايات القاهرة، لارتكابهم جرائم التحريض على البلاد.
وبحسب بيان صادر من مكتب النائب العام في مصر، تمت إحالة ثمانية متهمين محبوسين بصفة احتياطية إلى محاكمة الجنايات، مع ضبط وإحضار المتهمين الـ 12 الهاربين وتقديمهم إلى المحكمة نفسها.
وكانت النيابة العامة، أصدرت إذنا في نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لضبط شبكة إعلامية ضمت 20 شخصا بينهم أربعة أجانب أحدهم أسترالي وإنجليزيان وهولندية من مراسلي قناة الجزيرة القطرية، لارتكابهم جرائم التحريض على مصر، من خلال اصطناع مشاهد وأخبار كاذبة وبثها عبر القناة القطرية، بحسب نص البيان.
وذكرت تحقيقات النيابة أن "المتهمين اتخذوا أحد الفنادق الفاخرة بوسط مدينة القاهرة مركزا إعلاميا، استخدموه في تجميع المواد الإعلامية والتلاعب فيها، لإنتاج مشاهد غير حقيقية للإيحاء بأن ما يحدث بالبلاد حرب أهلية، تنذر بسقوط الدولة".
وأسندت النيابة إلى المتهمين المصريين ارتكاب جرائم الانضمام إلى جماعة إرهابية (جماعة الاخوان المسلمين) مؤسسة على خلاف أحكام القانون.
كما أسندت النيابة إلى المتهمين الأجانب "الاشتراك مع المتهمين المصريين بطريق الاتفاق والمساعدة في إمداد أعضاء تلك الجماعة بالأموال والأجهزة والمعدات والمعلومات، مع علمهم بأغراض تلك الجماعة الإرهابية، وإذاعة بيانات وأخبار وشائعات كاذبة".
وعبر عادل فهمي شقيق الصحفي بالجزيرة محمد فهمي عن استيائه من اتهامات النيابة.
وقال "إنهم يريدون فحسب تضخيم القضية بدون سبب لكن ربما لأسباب سياسية ولا شيء أكثر من ذلك."
وأضاف "محمد هو آخر شخص في العالم يمكن أن يكون على صلة بجماعة ارهابية أو بالإخوان المسلمين."
وتشير وسائل الاعلام المصرية الى المتهمين في قضية الجزيرة بوصف "خلية الماريوت" في إشارة الى فندق بالقاهرة كانوا يعملون منه.
واغلقت مكاتب الجزيرة في القاهرة منذ الثالث من يوليو تموز بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي.
وقدمت قطر دعما ماليا قويا لمصر اثناء حكم مرسي الذي استمر عاما واحدا ثم انتقدت بعنف عزله وما أعقب ذلك من حملة على الاخوان المسلمين.
ومن المرجح أن تزيد الاتهامات الموجهة إلى الصحفيين من حدة التوتر بين القاهرة والدوحة.
ونددت جماعات حقوقية باعتقال الصحفيين في مصر.
وقالت حسيبة حاج صحراوي نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا بمنظمة العفو الدولية الأسبوع الماضي "توجد جهود منسقة للضغط على أي مراقبين مستقلين من الناشطين والصحفيين وحتى المنظمات غير الحكومية."
وكانت فضائية الجزيرة القطرية، أصدرت بيانا في منتصف الشهر الجاري، انتقدت فيه بيانا سابقا للنيابة المصرية بشأن صحفيي القناة المعتقلين لدى السلطات المصرية، وقالت "إن الاتهامات الموجهة لصحفيينا لا تصمد أمام الوقائع على الأرض".
وقال المتحدث الرسمي باسم شبكة الجزيرة الإعلامية، إن "أفراد طاقم الجزيرة المعتقلين عملوا في القاهرة منذ زمن بأعلى المعايير الصحفية والنزاهة والمصداقية".
وتتهم السلطات المصرية ووسائل الإعلام المحلية قناة الجزيرة بتغطية منحازة للأحداث في مصر منذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسي في 3 تموز/ يوليو الماضي، والتي أعقبها إغلاق مكتب القناة في القاهرة، وهو ما تنفيه الأخيرة.