جاء في نشرات الأخبار العادية – وليس الطرائف الفنية، أو الاخبار الدينية، فالفن هو الوجه الآخر للدين، كما يقول سيد قطب، دين الشعب الثاني، شعب الداعية الشيخ علي الحجار، كما يقول
الانقلاب – أنّ السيدة المصونة والدرة المكنونة، التي ينسب إليها الدستور؛ ستطلق فضائية دينية، ستعلم المسلمين الإسلام الصحيح الراقص الميّاس الذي اكتشف في يومي الاستفتاء ‘المجيد’!
فالاستفتاء، لم يكن من أجل التصويت وحده، ففي
مصر للاستفتاء والانتخاب وظائف أخرى غير معروفة في بلاد العالم الحر، مثل اكتشاف مواهب الرقص الدفين والخلاق، الذي يجعلنا في مصاف الدول المتقدمة. ستهدي الشعب إلى جادة الحق بعد أن ضلوا سواء السبيل، لا ندري هل ستكون مذيعة أم ضيفة دائمة، ومعها زميلها الشيخ
البرهامي وعلي جمعة من أجل حديث الأربعاء الديني، أم أنها ستبث في الفضائية أفلامها بعد تبريد لقطاتها الساخنة؟ أم أنها ستبث أفلام ‘فجر الإسلام أو فيلم ‘شيماء’: محولة الأيام إلى مناسبة دينية؟
أعتقد جازماً، وأكاد أقسم برب الكعبة، أنها أكثر تقوى وورعاً من مفتى القتل، الذي خطب خطبة الدم عندما قال: طوبى لمن قتلهم وقتلوه، طوبى لمن رقصت لهم ورقصوه. طوبـ’ـة’ في رأس الذي خان العهد والذين باعوه.
كما أنها أكثر تقوى وورعاً وصلاحاً من البرهامي، الذي قد يخسر حزبه إجازته السياسية بعد إقرار الدستور ‘لأنه لم يحشد للدستور’. حزب النور بات اسمه حزب الحشد! فقد هزم
السيسي الأحزاب وحده، كما يقول ملصق دعائي عسكري.. ربما يكون اسم الفضائية ‘وحي وإلهام’، مثل روميو وجوليت، قيس وليلى، عبد الفتاح وآبلة ظاظا.
شهر أطول من سنة
يصعب تحمل ممثلي جبهة الإنقاذ أكثر من حول كامل، طوله ثلاثون يوماً، لا أبا لك يسأم! كل يوم أطول من قرن بتعبير جنكيز ايتماتوف. أقصد نفسي لا القارئ، الذي قد يكون من عشاق السيسي هازم الأحزاب وحده، من غير جيش أو ‘روتانا’. تصور إعلامياً أو سياسياً مصرياً يفتري شهراً كاملاً من غير أن يرفّ له جفن، ربما ألصق الجفنين بالصمغ بأعلى الوقبين، فالجفون كانت ترفّ أيام الملك فاروق عندما كان الجنيه يساوي جنيهاً استرلينياً زائدا تعريفة. تصور مفترياً يبلط بحر الدم، ويخرم الأوزون بنفاقه وكذبه، ويساوي بين سحل حمادة أمام الاتحادية وبين قتل ستة آلاف ‘مسلح’ في رابعة: ‘خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ’!
حمزة زوبعة سخر من ياسر الهواري، الذي يساوي بين مرسي والقذافي وبشار الأسد، قائلاً: أين حمرة الخجل؟ عندما يتدفق الدم في الشوارع تختفي حمرة الخجل من الخدود العنابية للمدافعين عن المذبحة، بينما تذكرنا الإعلامية المصرية أماني التي حلت ضيفة ‘الجزيرة’ لتحكي عن تجربتها في سجون الانقلاب أنّ مشكلة المصري: أنّ مخّه في أذنيه! وهذا يذكرنا بقول قديم لعبد الله القصيمي انّ العرب ظاهرة صوتية، يعني ظاهرة أذنية، الاستفتاء الراقص أكد أن الشعب الثاني ظاهرة أرداف، ايضا، ولهذا استمتع الشعب العربي بديمقراطية على واحدة ونص.
لا أظنّ أن الشعب المصري يختلف عن الشعب الألماني، فالإعلام مسدس محشو بطلقات الكذب ويمكن أن يقتل الروح أو أن يغذيها بما شاء من سموم، فقد باتت أغاني شعبان عبد الرحيم أشهر من أغاني أم كلثوم، وغنينا مع سعد الصغير ‘بحبك يا حمار’! الاستفتاء الجديد سيستورد حمرة الخجل من اليونان، التي زارها السيد مؤقت منصور.
ديسمبر والخواجا أبو الجهلين حمودة
لا حاجة لشعب الانقلاب الثاني بباسم يوسف، فنبيل صليب قدم حلقة حية ومجانية ومن غير إعلانات تجارية من برنامج ‘البرنامج’، ومن المعلوم أنّ الأنظمة تقدم خطباءها وشعراءها في المناسبات، ولا يعلم أحد لمَ انتخب النظام الانقلابي الخواجة نبيل صليب ليقرأ بيان نتائج الاستفتاء، كان يمكن أن يقرأه رمضان مبروك أبو العلمين حمودة، الذي يخطئ في الفيلم نحوياً أكثر من مرة، بالمناسبة.
يعتقد ضيف ‘الجزيرة’ التهامي أن اختيار صليب ليس فيه سوء نية، أو إرسال إشارة طائفية إلى الغرب، التهامي نفسه المحسوب على المدافعين عن الشرعية، برر الأمر بأنّ كليات الحقوق لا تلقي بالاً إلى التدريب اللغوي في المرحلة الجامعية وتقصّر في تعليم قضاة المستقبل الشامخين اللغة!
وهذا تبرير بائس لأخطاء خصمه، فاللغة تعلم في الصغر، في المراحل الابتدائية، لو كان طلعت عبد الله مكان نبيل صليب، لأرعدت له أنوف! نبيل صليب نصّب نفسه طبيباً لكيمياء الأموات، فقد أتحفنا بأن هولاكو مات مسموماً، وليس في رابعة أو واقفاً على طابور الخبز أو طرباً أو رقصاً بالاستفتاء الفوسفوري!
أحمد بريمو وأبو صفية اليمني
أحمد بريمو على ‘الغد العربي’ وأبو صفية اليمني على ‘الجزيرة’ فضحا حزب
داعش الأعجمي الاشتراكي، وقد خلص كاتب السطور إلى أن داعش (الدولة الاسلامية في القرداحة والشام) في قاعدتها مجاهدون يشبهون الحشاشين، جنود الحسن الصباح ‘قلعة آلموت’، الذي بث الرعب في السلطنة الإسلامية، وفي قمتها تجار موت ورجال عصابات ملتحون وحليقو الشارب، فأقصى خيال تتخيله من تشدد إسلامي وديني، تجده في جبهة النصرة، التي يثني على سلوك جندها يساريون وعلمانيون! أول مؤسسات داعش، هي السجون! والتعذيب فنون!
عزف منفرد
- اضطرت لميس الحديدي إلى الهبوط في فاصل اضطراري، في الصحراء، بسبب ضيف اعتبر الثورة الثانية انقلاباً!
- ‘عينان لا تمسهما النار’ هما عينا السيسي وعينا الست بهية في الاغنية الشهيرة!
- تم حذف خبر طلب رغدة على شريط التلفزيون الرسمي من رئيسها الأسد في الأسبوع الماضي، بقتل كل ملتح، ربما اكتشف ارباب التلفزيون أنّ الامر يحتاج الى حذف لحية المفتي ولحية وزير الاعلام!
- مها ابو بكر، متحدثة شاطرة، ولاعبة أكروبات، ومهارتها تتعدى القانون والسياسة والإعلام، واللعب في احتياط الدستور إلى علوم الأديان المقارن، فأخناتون هو بطل الديانات التوحيدية، ‘عليه الصلاة والسلام’!
- مؤسس ‘صحافيون ضد الانقلاب’ رامي جان، اسم يثير الرعب في قلوب الانقلابيين، له محبون في طرف دعم الشرعية ويريدون أن يهتدي إلى الإسلام!!
- الطفل السوري ما زال يئنّ مستغيثاً: أنا جوعااااااان، و’الإخبارية’ السورية نقلت كلمة الجربا، وليس الفضائية الرسمية! وانقطع صوت هيغ في
جنيف من غير أن يتهم احدا بمؤامرة!
- في جنيف اشتعلت حرب النقائض بالقصص المؤلمة، سنرى من ينتصر؛ آكل الآكباد والاعشاب من الجوع واليأس أم آكل الكافيار الروسي؟! أيضا اشتعلت حرب ‘الاتجاه المعاكس′ بين ‘توم’ عويس و ‘جيري’ شحادة، التي ما زالت تلحق بالكذاب لباب السراب!