والدة الأسير معتصم الرداد تطالب بالافراج عن ابنها المريض - عربي 21
في آخر إحصائيات وزارة الأسرى والمحررين، وصل عدد الأسرى داخل السجون إلى 4996 أسيرا من ضمنهم 145 أسيرا إداريا و6 أسيرات و159 طفلا يعانون أسوء أنواع التعذيب النفسي والجسدي داخل السجون، تؤدي حتماً لإضعاف أجساد الكثيرين منهم. ومن هذه الأساليب: الحرمان من الرعاية الطبية الحقيقية، والمماطلة في تقديم العلاج للأسرى المرضى والمصابين -والذي وصل عددهم إلى 1400 أسير مريض-.
الأسير معتصم رداد من بلدة صيدا قضاء طولكرم أحد الأسرى المرضى وغيره الكثير الكثير، يعتبر كنموذج واضح للإهمال الذي يتعرض له الأسرى من قبل إدارة السجون ومماطلتهم بإجراء العملية الجراحية له المتمثلة باستئصال الأمعاء واستبدالها بأمعاء بلاستيكية.
حليمة ارميلات مدير نادي الأسير في محافظة طولكرم تقول لـ(عربي21): "وضع الأسير معتصم رداد صعب للغاية، وكل هذا نتيجة الإهمال المتعمد من قبل إدارة السجون، فعندما بدأ مرض معتصم قالت له إدارة السجون أنه مجرد مرض عادي ويمكنك التعايش معه، إلى أن انتشر بجسمه، ويعاني من نزيف مستمر وهو بحاجة لإجراء عملية لاستئصال الأمعاء واستبدالها بأمعاء بلاستيكية، ونتمنى له الإفراج العاجل."
وتطالب ارميلات المجتمع الدولي للدفاع عن هؤلاء الأسرى اللذين يموتون في سجون الاحتلال وأخذ الدور الحقيقي، وعدم الوقوف مكتوفي الأيدي ورؤية الأسرى كيف تموت داخل السجون، بالإضافة إلى أن هناك مجموعة من الأسرى المرضى وهم زياد نصار والذي فقد البصر، والأسير حسام عمر وموسى صوفان المصاب بمرض السرطان والمعزولين منذ خمسة أشهر، ويخوض الأسير موسى صوفان الإضراب عن الطعام منذ بداية العام.
وتستكمل "سواء كان وزارة الأسرى أو نادي الأسير فهم يقومون برفع قضايا الأسرى في المحاكم الدولية، وتم رفع قسم منذ فترة ليحول إلى المحكمة الدولية حتى يتم الإفراج عنهم، وفي هذه الفترة يتم المطالبة بالإفراج عن الدفعة الرابعة والتي ستكون في شهر آذار المقبل، ونأمل أن يكون بعد الدفعة الرابعة الإفراج عن الأسرى المرضى، المعروف أن إسرائيل لا تفرج عن الأسرى إلا عندما يكون ميؤساً من حالته الصحية كما رأينا مع الأسير نعيم الشوامرة مؤخرًا".
والدة الأسير معتصم رداد تقول لـ(عربي21): "في هذه الأيام تقوم إدارة السجون بتجهيزه للعملية وينقلونه من مستشفى إلى آخر، ومحكمته التي كانت مقررة قبل أيام للإفراج المبكر عنه نظراً لخطورة وضعه الصحي تم تأجيلها لأنه لم يستطع الحضور للمحكمة؛ نظراً لخطورة وضعه حيث كانت محكمته في (هشارون) والمحكمة القادمة ستكون في الرملة لقربها من مكانه."
وتستكمل "الحال لا يقف فقط على إزالة أمعائه وإنما من كل شيء فلم يتبقى في جسمه شيء، ويعاني كذلك من ضيق التنفس الحاد، وعندما قمت بزيارته قبل فترة لم يستطع الوقوف على قدميه لوضعه الصحي الحرج، "فقلت له: يا ولدي ألهذا الحال وصلت الأمور من المرض؟ أتذكر عندما كنت أزوره ويقول لي: لا أريد الجلوس إلا عندما تجلسين، وجلس وهو يضع يده على بطنه، فقلت له: ما بك يا ولدي فقال أعاني من القليل من الألم في البطن."
شقيق الأسير حسام عمر الموجود في العزل الانفرادي بسجن مجدّو والمحكوم ثلاثين عاماً يقول لـ(عربي21): "أخي موجود الآن في العزل الانفرادي بتوصية من الشاباك الإسرائيلي، وهو معتقل منذ 12 عاماً، ويعاني وضع معيشي صعب للغاية، ونأمل من كافة الأسرى أن يضغطوا على إدارة السجون لإخراج الأسرى المعزولين، وكذلك نتمنى من الأهالي وقفة تضامنية أكبر مع أن هناك 466 أسيراً من منطقة طولكرم ولكن من يتجمعون أسبوعيا هم فقط عشرات الأهالي، ونأمل أن تكون هناك نتيجة لهذه الاعتصامات الأسبوعية وتوحيد الأسرى مع بعضهم البعض عندما يشاهدون أهاليهم يجتمعون أسبوعيا لأجلهم ولأجل وحدتهم، فذلك سيساعد على تماسكهم ووحدتهم وتحقيق مطالبهم."
اعتصامات أهالي الأسرى الأسبوعية
ويعتصم أهالي الأسرى الفلسطينيين في كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع أمام مقار الصليب الأحمر في مدن الضفة للمطالبة بمساعدة الأسرى المرضى.
الحاج برهم الراميني البالغ من العمر 74 عاماً يقول لـ(عربي21): "آتي إلى هنا لأني أرى أن جميع الأسرى هم أولادي ولا أفرق بين أحد منهم، ويرى أنه لو كانت هذه التجمعات أكبر مع تواجد للمظاهرات التي تطالب بإطلاق سراح الأسرى المرضى والأسيرات؛ لاسيما أن الأسرى يرتاحون بأقل شيء وترتفع معنوياتهم عندما يشاهدون اعتصاماتنا عبر التلفزيون أو يسمعون عنها في الإذاعات ويشعرون بأن هناك من يقف معهم، لكن لازالت التجمعات ناقصة وبحاجة إلى أكثر من ذلك."
ويضيف، "اتذكر عندما كان أخوتنا وأبناؤنا في الإضرابات عن الطعام كانت تخرج الضفة الغربية في مسيرات ومظاهرات، وكان الاحتلال وقتها يستجيب لطلبات أبناءنا، وهذا الذي نريده الآن فعاليات أكبر وبزخم أكثر، حتى يتحقق أملنا وأملهم بفرحة الإفراج عنهم."
ويختتم قوله: "يسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريباً. ليس هناك شيء بعيد عن قدرة الله."