في غمرة الحملة العنصرية التي تشنها ضد طالبي اللجوء الأفارقة عبر طردهم، تبين أن العلاقات بين "
إسرائيل" وكثير من الدول الأفريقية تتعاظم بوتيرة عالية.
وتدلل الكثير من المعطيات على أن تطوراً كبيراً قد طرأ على التعاون الأمني بين إسرائيل والقارة السوداء، إلى جانب توسع التبادل التجاري والتنسيق السياسي.
وفي تقرير نشره صباح اليوم الأحد، نوه موقع "يسرائيل بلاس" إلى أن الهدف الإسرائيلي من تعزيز العلاقات مع
أفريقيا هو تجنيد دعم دولها في التصويت على مشاريع القرار التي تتعلق بإسرائيل لدى طرحها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمؤسسات الدولية المختلفة.
وأكد التقرير أن الاستثمار في العلاقات مع أفريقيا قد آتي أكله خلال التصويت على مشروع قرار ينص على قبول " فلسطين " كدولة عضو مراقب في الأمم المتحدة، حيث امتنعت خمس من الدول الأفريقية عن التصويت، وهو ما فسر في إسرائيل على أنه تحول مهم.
وتنوه مصادر إسرائيلية إلى أن أوضح مؤشر على التقارب الكبير بين " إسرائيل " وأفريقيا هو الجولة الواسعة المقرر أن يقوم بها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، في النصف الأول من العام الجاري.
وأكد الموقع أن هناك تعاون وثيق بين " إسرائيل " ودول أفريقية في مجال التصدي للمنظمات " الإرهابية "، يقوم على التعاون الاستخباري والجهود الهادفة لإحباط أنشطة الجهات المعادية.
وأشار الموقع إلى أن أكثر الدول التي تتعاون استخبارياً مع إسرائيل، هي: كينيا، نيجريا وجنوب السودان، مشيراً إلى إن إسرائيل تعتمد على مصر في إحباط محاولات مهاجرين أفارقة الدخول إليها عبر الحدود مع مصر.
وأوضح الموقع أن " إسرائيل " تقوم بتصدير منظومات دفاعية لكثير من الدول الأفريقية، توظف لتأمين الحدود، وتعزيز قوة أجهزة الأمن الداخلي.
ومن المقرر أن يقوم كل من وزير التعاون الإقليمي سيلفان شالوم ورئيس الكنيست يولي إدلشتاين بجولات في أفريقيا.
ومن الشواهد على تحسن العلاقات الإسرائيلية التوقيع على اتفاق يعفي الإسرائيليين ومواطني دولة بتسوانا من الحصول على فيزا، كما تم لأول مرة تدشين خط طيران مباشر بين إسرائيل ونيجيريا.
وأكدت مصادر إسرائيلية رسمية أن الهدف الأساس لإسرائيل في أفريقيا حالياً هو السعي للقبول في " الإتحاد الأفريقي " بصفة مراقب، مع العلم إنه سبق أن تقدمت تل أبيب بطلب عام 2003، وهو الطلب الذي رفض من قبل الدول العربية والإسلامية الأعضاء في الاتحاد.
ونقل موقع " أل مونتور " صباح اليوم الأحد عن آفي جرانوت مدير عام دائرة أفريقيا في وزارة الخارجية الإسرائيلي قوله أن" الإتحاد الأفريقي " ومقره العاصمة الأثيوبية أديس أبابا بات يقدم دعوات لسفير إسرائيل هناك لحضور الفعاليات التي ينظمها.
وأشار جرانوت إلى أن إسرائيل تأمل أن تتم دعوتها لحضور اجتماع القمة الإتحاد الأفريقي الذي سيعقد في يناير القادم.
ونقل الموقع عن دبلوماسييين إسرائيليين آخرين قولهم أن ما يدعو لتقليص الرهان على إمكانية انضمام إسرائيل للاتحاد الأفريقي حقيقة وجود وزيرة جنوب أفريقية سابقة على رأس الإتحاد، مشيرين إلى أن المسؤولين الجنوب أفريقيين يتبنون مواقف سلبية من إسرائيل.
ونوه الموقع إلى أن إسرائيل توظف حاجة الدول الأفريقية للتعاون في مجالات حيوية بالنسبة لها مقابل ضمان تعاونها في المجالين الأمني والسياسي.
وأشار الموقع إلى حرص السفارات الإسرائيلية في أفريقيا على تعزيز العلاقات مع رجال الدين المسلمين في أفريقيا، عن طريق دعوتهم لتناول وجبات إفطار في رمضان ودعوتهم لزيارة القدس، وأداء الصلاة في المسجد الأقصى.