قال وزير الخارجية التركي "أحمد داود أوغلو" إن هناك بعض الأطراف تريد من خلال الحديث الدائم عن الأعمال الإرهابية التي يرتكبها تنظيم
القاعدة، الإيحاء بأن "بشار
الأسد هو أفضل السيئ، علماً أن نظام الأسد هو مصدر الشرور".
وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده داود أوغلو في مطار "أسن بوغا" في العاصمة التركية "أنقرة"، قبيل مغادرته إلى العاصمة الفرنسية "باريس" للمشاركة في اجتماع دول "أصدقاء الشعب السوري".
وقال داود أغلو: "إنه ما من اشتباكات نشبت بين جيش النظام السوري وعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي حتى الآن، فيما يشتبك الجيش السوري الحر مع كل من جيش النظام ومجموعات القاعدة:.
وأوضح داود أوغلو أن وجود القاعدة في
سورية يمنح شرعية لوجود نظام الأسد، والضغوط التي يمارسها في سورية تخلق بيئة مناسبة للقاعدة، مشيراً إلى أن الطرفين يستفيدان من بعضهما البعض، ويدعمان بعضهما بعضاً.
وأشار الوزير التركي إلى أن النظام السوري هو "مصدر الشرور في سورية اليوم"، وقال إن "نظام الأسد هو أكبر أنواع الشرور بالنسبة للشعب السوري، ومصدر المساوئ التي تظهر في المنطقة، موضحا ان "استخدامه البراميل المتفجرة، يشكل جريمة ضد الإنسانية.. تلك الجرائم ما تزال ترتكب على يده حتى اليوم".
ولفت داود أوغلو إلى أن "مخيم اليرموك" للاجئين الفلسطينيين، جنوب العاصمة السورية دمشق، شهد موت نحو 15 شخصاً نتيجة الجوع وشح المواد الغذائية، لافتا إلى أن "هذا النوع من الموت يهدد الكثير من سكان المناطق المحاصرة من قبل النظام. وأكد أوغلو أن "النظام السوري من خلال اتباع سياسة التجويع، يطبّق نوع من أنواع التطهير العرقي تجاه الشعب السوري".
وحول الجانب السياسي من الأزمة السورية، أوضح "داود أوغلو" أن الاستعدادات من أجل عقد "مؤتمر جنيف 2" ما تزال جارية على قدم وساق، وأن الأيام العشرة الأخيرة شهدت حركة دبلوماسية مكثفة. وفي هذا السياق، يُعقد اجتماع مساء الجمعة في باريس لمناقشة الوضع السوري. وقال أوغلو إن الاجتماع سيتناول الهجمات التي يشنها النظام السوري ضد شعبه، والخطوات التي يمكن اتخاذها لوقف تلك الهجمات، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة والمتضررة، كما سيناقش الاجتماع أيضاً "مؤتمر جنيف 2" وما يمكن القيام به في المرحلة الراهنة، حسب أغلو.
وأعرب وزير الخارجية التركي عن أمله بأن تأتي جميع الأطراف إلى "جنيف 2" بنية حسنة، كما أكد أن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا أبلغه بأنه سيحضر يوم 12 كانون الثاني/ يناير للمشاركة في الاجتماعات الجارية.
وطالب أوغلو النظام السوري بأن يوقف "ممارساته اللاإنسانية" قبل انعقاد جنيف 2، كبادرة حسن نية، "وتكوين إرادة توقف معاناة وآلام الشعب السوري المستمرة منذ 3 سنوات"، وقال
تركيا "بذلت قصارى جهدها وتبذل وستبذل كل ما في وسعها لتحقيق ذلك".