قالت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها إن سر الحركة الدائمة قد أعيا العلماء الطبيعيين، ولم يستطيعوا لها تفسيرا، لكن المنخرطين فيما يطلق عليها العملية السلمية
الإسرائيلية- الفلسطينية ربما أمسكوا ببعض تلابيبها.
ظلت العملية السلمية تدور حول تجنب السلام بدلا من تحقيقه؛ أي "حركة بدون أية هدف باستثناء اقتراح أن شيئا ما يجري عمله للضحك على الفلسطينيين الذين ينتظرون منذ أكثر من جيل كي يتحقق نوع من العدالة لهم".
وترى الصحيفة ضرورة تحميل الطرف المسؤول عن تأبيد الحركة بدون "بركة"، معتبرة أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكبرى، ثم تأتي بعدها الولايات المتحدة التي تتحمل حصة كبرى، والحصة الصغيرة يتحملها الفلسطينيون. فهؤلاء ربما كانوا عنيدين ومفاوضين غير واضحين، وربما فوتوا في الماضي – كما يقول البعض- بعض الفرص الجادة. ولكن هناك نقطتان يجب أن تكونا في الذهن عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين وهما: أنهم الطرف المظلوم، والطرف الأضعف.
وترى الصحيفة أنه ليس من العدل، والحالة هذه تبني فكرة لوم وتحميل الطرفين المسؤولية كما هو ديدن السياسة الأمريكية، إذ "من الواضح أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كان يخطط لتغيير هذا الوضع عندما تسلم المنصب، فقد كان مجتهدا، وزار القدس في رحلته العاشرة العام الماضي، والثالثة في شهر. وهناك حديث عن (اتفاق إطار) يمكن التوصل إليه قريبا".
وتشير الصحيفة إلى فريق عمل أمني مكون من 160 أمريكي يقوده جنرال من قوات المارينز يعالجون الأمور الأمنية المتعلقة بفلسطين و"إسرائيل".
وتقول الصحيفة "لقد تحدث الرئيس محمود عباس عن عرض أي اتفاق على الجامعة العربية، وربما كان يفكر ويعرف أنه قد يحتاج إلى دعم دولي". وتضيف إنه "في الوقت نفسه يقوم اليمين الإسرائيلي بصبِّ جامِّ غضبه على أي تحرك من خلال التصويت على ضمِّ الأراضي الواقعة على طول الحدود بين الضفة الغربية وإسرائيل، وربما كانوا هم أيضا يعتقدون أن أمرا ما يحدث".
ويجب أن لا يكون هذا مدعاة للتفاؤل بل "يجب أن يكون التشاؤم هو سيد الموقف. لأن جون كيري بدأ بداية جيدة، لكنه بدأها مع مستشارين مثل مارتن أنديك، الذي يميل نحو إسرائيل، وله علاقة بالفشل سابقا".
وهناك نقطة أخرى تتعلق بجهود كيري هي أنها "جاءت في وقت يشعر فيه الرأي العام الفلسطيني والإسرائيلي بالخيبة وعدم الإهتمام.
وفي حالة إسرائيل تحديدا فإنها تشعر بالعزلة الكبيرة في منطقة خرَّبتها الحرب واضطرابات سياسية أكبر مما كانت تعاني منه في السابق. وجاءت جهوده في وقت يبدو فيه نتنياهو- غير المتحمس لتسوية مع الفلسطينيين- مترددا ولديه بعض النفوذ على الأمريكيين.
وتختم بالقول "لقد أقام الإسرائيليون ضجة كبيرة حول التقارب الأمريكي المبدأي مع إيران بشكل أقنعوا فيه الأمريكيين بضرورة التعامل مع مصالح إسرائيل الأخرى بعناية خاصة، ولا يعني هذا أن الأمريكيين لا يفعلون ذلك في الواقع".