أقامت جماعة
العدل والإحسان المغربية العديد من الأنشطة أمس السبت 14 ديسمبر/كانون الأول 2013، وذلك تخليدا للذكرى السنوية لرحيل المرشد والزعيم الروحي للجماعة
عبد السلام ياسين والذي وافته المنية في الثالث عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول من سنة 2012.
واشتملت فعاليات تخليد ذكرى مؤسس الجماعة، الذي رحل عن سن 84 عما، على تنظيم العديد من الأنشطة من قبيل ندوة علمية حملت عنوان " معالم التجديد في مشروع الإمام المربي عبد السلام ياسين رحمه الله"، وحفل تأبين شهد تقديم شهادات مختلفة لتنظيمات وشخصيات عددت مناقب الزعيم الراحل، فضلا عن ورشات مختلفة ركزت كل واحدة منها على جانب من الجوانب الفكرية والعلمية للشيخ عبد السلام ياسين الذي شارك في تشييع جنازته عشرات الآلاف من المغاربة وغيرهم، جلهم من أعضاء الجماعة والمتعاطفين معها.
وتميزت فعاليات الذكرى الأولى لرحيل الإمام عبد السلام ياسين بحضور وفود مهمة وشخصيات وازنة من داخل المغرب ومن خارجه، لبت دعوة الجماعة إلى حفل التأبين، وقد مثلت تلك الوفود العديد من المنظمات والجمعيات والحركات والأحزاب على مستوى المغرب، وعلى مستوى الخارج من إفريقيا ومن الدول العربية والإسلامية ومن أوروبا وآسيا.
حفل التأبين الذي احتضنه بيت الراحل عبد السلام ياسين افتتح بكلمة لمحمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، والتي ركزت على الترحيب بالحضور والترحم على الفقيد، مذكرة بأجواء احتضانه لهم بمنزله وكيف كان يقوي عزائم قياديي الجماعة "ويرفعنا من الأرض إلى السماء" على حد تعبير خليفة الشيخ الراحل.
وأكد القائد الأول بالجماعة على أن يدها ممدودة للتعاون على الخير والصلاح، مشددا على أن الجماعة وأعضاءها لن ينزلقوا منزلقات العنف أو التكفير أو التشدد وأنها عبر هذا المسار تجدد العهد مع مرشدها. واعتبر عبادي في ذات الكلمة أن الجماعة قوة صاعدة هادئة تتجنب العنف وتنهج الرفق وتتبنى مد يدها وتلتمس أن نتعاون لإخراج الأمة مما تعانيه على مختلف المستويات.
وتابع عبادي كلمته مذكرا الحضور بأن الراحل يُعرّف الجماعة بكونها جماعة تتوب إلى الله وتدعو الناس أن يتوبوا معها إلى الله سبحانه عز وجل".
واشتملت الفعاليات على ندوة علمية حول الإرث العلمي والفكري للمرشد عبد السلام ياسين الذي تعتبره الجماعة إماما مجددا. وقد خلصت هذه الندوة إلى العديد من الخلاصات أبرزها، جمع وتصنيف تراثه الغني المرئي والمسموع، وتأسيس مركز أكاديمي متخصص في دراسة الفكر المنهاجي، وإنجاز معجم مفاهيمي يشمل مختلف المفاهيم الأصيلة عند الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله، لما يفتح من إمكانات واعدة لتيسير البحث في خصائص فكره، ثم العمل على ترجمة تراث عبد السلام ياسين رحمه الله إلى مختلف اللغات.
كما أوصت ذات الندوة بتخصيص الذكرى السنوية لرحيل الإمام المجدد لقضية من قضايا التجديد المنهاجي ومجال من مجالاته، وعلى الأخص المسائل التاريخية والاجتماعية والاقتصادية. ودعوة العلماء والباحثين للعكوف على نظرية المنهاج النبوي دراسة وتحليلا ومقارنة وفق المناهج العلمية الأكاديمية لاستخراج ما فيها من كنوز معرفية وتربوية ومنهجية غزيرة. كما حثت الندوة الباحثين على دراسة النظرية المنهاجية التي أسس لها الشيخ ياسين بشأن قضية محورية هي قضية المرأة وما انطوت عليه من أصول وتصورات تهم التحرير والتنوير، وما رسمته من آفاق المشاركة الإيجابية في نهضة الأمة الإسلامية وخدمة الإنسانية.
يشار إلى أن جماعة العدل والإحسان تعد من أكبر التنظيمات الإسلامية بالمغرب المعارضة للنظام القائم، كم تعتبرها الدولة جماعة محظورة وتغض الطرف عن أنشطتها في الوقت نفسه، كما تستمر علاقة التوتر بينهما بين مناسبة وأخرى، إلا أن الجماعة تعتبر نفسها تنظيما معارضا دعويا سلميا وقانونيا بمنطوق القانون المغربي وأيضا وفق مقررات قضائية.
كما يذكر أن الجماعة كانت تشكل الزخم الأساسي لحركة
20 فبراير التي انطلقت سنة 2011 في تفاعل مع الربيع العربي الذي شهدته المنطقة العربية، وذلك قبل أن تعلن عن انسحابها من الحركة واحتجاجاتها بعد سنة من الحراك وهو الحدث الذي لقي تفسيرات عديدة ومختلفة من طرف أكثر من جهة وباحث.