تصاعدت الدعوات في
مصر لتعليق الدراسة في الجامعات التي تحولت إلى ساحات مواجهة شرسة بين الطلاب الرافضين للانقلاب العسكري وقوات الشرطة.
وتشهد معظم الجامعات احتجاجات يومية تحول بعضها إلى مواجهات عنيفة بين الطلاب وقوات الأمن، وأدت الاشتباكات خلال اليومين الماضيين لسقوط عشرات المصابين.
ويوم الأربعاء خرجت
مظاهرات طلابية لأول مرة من الجامعات الخاصة التي ينتمي أفرادها إلى الطبقة فوق المتوسطة والعليا، بعد أن كانت الاحتجاجات مقتصرة على الجامعات الحكومية التي ينتمي أغلب طلابها إلى الفئة المتوسطة والدنيا.
ورطة الحكومة
ويقول مراقبون إن حكومة الانقلاب واقعة في ورطة، حيث أن جميع خياراتها في التعامل مع احتجاجات الجامعات لا تصب في صالحها، فتعليق الدراسة سيؤدي إلى إظهار الدولة في مظهر الضعيف أمام مظاهرات رافضي الانقلاب، وهذا ما أكده وزير الداخلية محمد إبراهيم، في مؤتمر صحفي بحضور رئيس الوزراء المؤقت حازم البيبلاوي ووزراء آخرين الأربعاء، حين قال إنه ضد وقف الدراسة في الجامعات، معتبرا أن "جماعة الإخوان تسعى إلى إرسال رسالة أن الحكومة غير قادرة على إكمال العام الدراسي، ونحن قادرون على إنهاء مظاهرات الجامعات في 5 دقائق لكننا نتعامل بحكمة لنفوت الفرصة على الإخوان".
واعتبر إبراهيم، تعليقا على العنف المتصاعد في الأيام الماضية بين الشرطة والطلبة، إلى أن طلاب الإخوان يسعون إلى استدراج قوات الشرطة للدخول للحرم الجامعي وإحداث حالات قتل وإصابات لإثارة باقي الطلاب في أنحاء البلاد ضد الحكومة، حسب قوله.
لكن من الناحية الأخرى يؤدي استمرار الأوضاع المشتعلة في الجامعة إلى زيادة الضغط على قوات الأمن التي تتعرض لإنهاك واستنزاف مستمر منذ 5 أشهر، كما أن تلك المظاهرات تدخل البلاد في دائرة مفرغة من العنف والعنف المضاد بين الطلاب والشرطة بما يجعل الاستقرار حلما بعيد المنال ويؤخر تحسن الأحوال الاقتصادية. كما أن استمرار احتجاجات رافضي الانقلاب يجذب مزيدا من الطلاب المتعاطفين معهم أو حتى الرافضين لممارسات الحكومة.
مطالبات بإيقاف الدراسة
وتجنبا لمزيد من الخسائر، طالب رئيس الحزب المصري الديمقراطي محمد أبو الغار بإيقاف الدراسة بجامعة الازهر، قائلا إنها تمتلئ بالإخوان بدءا من الاساتذة مرورا بالطلاب انتهاء بالعاملين.
وذهب الإعلامي إبراهيم عيسى (الداعم للانقلاب) بعيدا أكثر، حيث طالب بإلغاء الدراسة هذا العام في كل الجامعات المصرية، بعد ما وصفه بـ"الفشل الذريع للحكومة وقوات الأمن في مواجهة طلاب الإخوان، في الوقت الذي ينجح فيه الإخوان في اجتذاب طلاب جدد للمشاركة في المظاهرات". ورأى عيسى أن الحل الوحيد هو إلغاء الدراسة هذا العام للتخلص من تلك المظاهرات، كما حدث وقت الحرب مع إسرائيل، وقال إن ما تواجهه مصر الآن لا يقل خطورة عن الحرب مع إسرائيل.
انتقادات لتعامل الأمن مع الجامعات
من جانبه طالب مؤسس حزب العدل مصطفى النجار؛ وزير التعليم العالي حسام عيسى بالاستقالة بسبب "فشله في إدارة الأزمة واحتواء الطلاب في الجامعات المصرية وتسببه في إشعال الأوضاع فى الجامعات". وأضاف: "تجب مساءلة القيادات الأمنية وعلى رأسها وزير الداخلية عن كل التجاوزات إلى حدثت من الأمن داخل الجامعات وأدت لاستشهاد طلاب وتفجير الوضع، مضيفا أن العقلية التى تدير الأزمة مع الطلاب الآن تقود الوطن إلى مستقبل بائس".
كما شن أبو الغار (المؤيد للانقلاب) هجوما حادا علي قوات الشرطة، متهما إياها بـ"الغباء" بسبب عنفها الذي جعل الطلاب غير المسيّسين يتعاطفون مع زملائهم من الإخوان.
عميد هندسة القاهرة يستقيل
وفي الألثناء، تقدم عميد كلية الهندسة ووكلاء الكلية باستقالاتهم إلى رئيس جامعة القاهرة، وذلك على خلفية دخول الطلاب فى اعتصام مفتوح عقب مقتل الطالب محمد رضا على يد قوات الأمن.
وقررت الكلية تعليق الدراسة بدءاً من الأربعاء ولأجل غير مسمى، بسبب الاشتباكات التي شهدتها الجامعة، الثلاثاء على أن تجرى الامتحانات فى مواعيدها المحددة سلفا، فى نهاية الشهر الجاري. وقالت إدارة الكلية في بيان لها، إن استمرار الدراسة في ظل الظروف الحالية أمر صعب للغاية.
وقال الدكتور شريف مراد، عميد الكلية المستقيل، إنه تقدم باستقالته لعدم قدرته على حماية الطلاب وشعوره بالعجز الشديد فى تحقيق الأمن لكل طالب والتدريس لهم فى بيئة آمنة، مشيرا إلى أن ما حدث بالأمس من إطلاق لقنابل الغاز داخل الكلية كان العامل الأكبر فى اتخاذ هذا القرار.
ووقعت اشتباكات في جامعة القاهرة، الخميس، بين قوات الأمن والطلاب المحتجين على مقتل زميل لهم بكلية الهندسة قبل نحو أسبوعين، ويتهم الطلاب قوات الشرطة بقتل زميلهم.
جامعة الأزهر تطلب الحماية
وطلب مجلس جامعة
الأزهر رسميا، خلال اجتماع طارئ مساء الأربعاء، تدخل قوات الشرطة لتأمين الكليات، وقرر استمرار الدراسة وانعقاد الامتحانات فى مواعيدها المحددة. كما طلب شيخ الأزهر أحمد الطيب من وزارتي الداخلية والدفاع تأمين جامعة الأزهر خلال فترة الامتحانات.
من جانبه؛ طالب التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب العسكري؛ طلاب الأزهر والجامعات المصرية بالصمود والاستمرار في النضال ضد الانقلاب. وأكد في بيان له أن ما يتعرض له الأزهر "جامعاً وجامعة" يعد عدواناً ثلاثياً قوات من الجيش والشرطة وصمت شيوخ العسكر".