قتل ليبيان، وجرح 3 آخرون في مشاجرات تطورت إلى اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين أبناء قبيلتين في مدينة سرت (وسط
ليبيا).
وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال عبد الفتاح محمد، رئيس المجلس المحلي لمدينة سرت، إن "الاشتباكات كانت بين أبناء قبيلتي ‘القذاذفة‘، و‘مصراته‘ في المنطقة السكنية الأولى بالمدينة، وقد توفي اثنان إثر إصابتهم بالأعيرة النارية، وجرح 3 آخرين أحدهم في حالة خطيرة (لم يحدد إلى أي من القبيلتين ينتمي
القتلى والجرحى)".
وأوضح عبد الفتاح أن "الوضع هادئ الآن بعد احتواء الموقف من قبل تنظيم ‘أنصار الشريعة‘ (المحسوب على التيار الجهادي) بالمدينة الذي لعب دوراً إيجابيا في حل النزاعات القبلية دائماً"، مشيدا "بدور التنظيم في حفظ الأمن وحل المشاكل والنزاعات".
وكانت عناصر من "تنظيم أنصار الشريعة"، قد اعتصمت مراراً بوسط المدينة مطالبين الأهالي مساعدتهم في تطبيق الشريعة الإسلامية. وكان مسلحون ملثمون قد أقدموا على اغتيال رئيس مصلحة الجوازات والجنسية بالمدينة العقيد رمضان الطروق بسبع رصاصات، وهو في سيارته مما أدى لوفاته بشكل فوري الاثنين.
ومدينة سرت هي مسقط رأس الرئيس الليبي الراحل معمر
القذافي، وأغلبية سكانها من أقاربه من قبيلة "القذاذفة" المعروفين بتأييدهم للنظام الليبي السابق بقيادة القذافي.
وتشهد المدينة ترديا كبيرا في الأوضاع الأمنية، وضعفا في السيولة المالية لدي البنوك، وانقطاعا متزايدا للتيار الكهربائي نتيجة توقف بعض محطات التوليد.
ومنذ أن أطاحت ثورة شعبية بدأت في فبراير/شباط 2011 بنظام العقيد الراحل معمر القذافي الذي حكم ليبيا لمدة 41 عاما، قبل أن يلقى مصرعه على يد الثوار في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2011، تشهد ليبيا أوضاعا أمنية متدهورة، فيما تحاول الحكومة الليبية السيطرة على الوضع الأمني المضطرب في البلاد بسبب انتشار السلاح.
على الصعيد نفسه، اغتال مسلحون ضابطا بوزارة الداخلية الليبية، رميا بالرصاص، أمام مقر سكنه، فيما قام مجهولون بتفجير عبوة ناسفة، بأحد المراكز الانتخابية، بمدينة درنة الليبية (شرق)، بحسب مصدر أمني.
وأفاد المصدر أن سيارة مجهولة الهوية قامت بإطلاق وابل من الرصاص، الثلاثاء، على العقيد عبد المنعم تاج الدين الدلال الضابط بجهاز حرس الجمارك بميناء درنة البحري، مؤكداً وقوع الجريمة أمام منزل القتيل بحي الساحل الشرقي في مدينة درنة.
وأضاف أن العقيد الدلال البالغ من العمر 43 عاماً "كان له دور كبير في نصرة ثورة السابع عشر من فبراير / شباط 2011 (التي أطاحت بنظام القذافي)، عندما كان يقدم يد العون للجرافات التي كانت تبحر من ميناء درنة باتجاه مدينة مصراتة الليبية محملة بالثوار والسلاح والذخيرة للمساعدة في فك حصار قوات القذافي التي كانت تحاصر المدينة في وقتها".
وفي حادث آخر يؤشر إلى تردي الأوضاع الأمنية بمدينة درنة الليبية فجر مجهولون في الساعات الأولي لصباح اليوم الأربعاء، أحد المدراس التي تستخدم كمركز اقتراع لانتخابات الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الليبي (الهيئة المنوط بها إعداد دستور جديد ليبيا بعد سقوط دستور ليبيا 1951 بقيام ثورة 17 فبراير / شباط 2011).
وأوضح المصدر أن مجهولين قاموا في الساعات الأولى من صباح الأربعاء بتفجير عبوة ناسفة بمدرسة شهداء مصراته الواقعة بحي السيدة خديجة بمدخل مدينة درنة الغربي"، مشيراً إلى أن سبب استهداف المدرسة هو كونها أحد المراكز الانتخابية للهيئة التأسيسية لصياغة الدستور.وتعاني مدينة درنة من انفلات أمني واسع وسلسلة مستمرة من عمليات الاغتيال والتفجيرات التي طال آخرها الأسبوع الماضي، مقرا لتجمع المؤسسات الأهلية بالمدينة، مما دفع الأهالي إلى تنفيذ عصيان مدني في المدينة، صاحبه توقف العمل في العديد من المؤسسات التعليمية والمصارف والشركات وإغلاق معظم المحال التجارية.