قال رئيس
الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا إن المعارضة
السورية حصلت على ضمانات من "دول كبرى" بأنه "ليس هناك مستقبل" للرئيس السوري بشار
الأسد في سورية، لكن عبّر عن القلق من أن يؤدي التقارب الأمريكي الإيراني إلى تقوية النظام السوري لا سيما على الصعيد المالي.
وقال الجربا في مقابلة مع وكالة رويترز في الكويت حيث يقوم بزيارة وصفها بالرسمية بدعوة من حكومة الكويت: "أنا قلق من هذا التقارب من ناحية مالية، لأن هناك أموالاً مجمدة لإيران في المصارف العالمية.. هذه الأموال إذا سيلت لصالح ايران يمكن ان يذهب قسم منها للنظام السوري وهذا يزيد الأمر تعقيدا". وأضاف الجربا انه نقل هذا القلق للأطراف العربية والدولية "وكانوا متفهمين".
وإيران هي الداعم الرئيسي للأسد إلى جانب روسيا في الصراع المستمر منذ اكثر من عامين وراح ضحيته ما يزيد على 120 ألف شخص وشرد الملايين. ويقول دبلوماسيون غربيون أن إيران تقدم معونات للنظام السوري بمليارات الدولارات، وتزوده بعدد لم يكشف عنه من المستشارين العسكريين.
وحول مؤتمر "جنيف 2"، أوضح الجربا ان موعده حدد في 22 كانون الثاني/ يناير. وقال: "حصلنا على ضمانات بعضها مكتوب وبعضها شفوي من دول كبرى بأنه ليس هناك مستقبل للأسد في سورية وأن مؤتمر جنيف يؤدي الى سلطة تنفيذية تقود المرحلة الانتقالية التي تؤدي لحل سياسي ديمقراطي في سورية".
وأضاف: "المفروض الأسد يكون في قفص الاتهام.. ليس ان يكون له مستقبل او غير مستقبل.. هذا الامر مفروغ منه ولن نقبل به نهائيا".
وأكد أن أياً من الأطراف لم يطلب وقف إطلاق النار خلال مؤتمر
جنيف2 "ولم يتناقش معنا احد في هذا الموضوع"، مشيرا الى وجود حالات كثيرة كانت تتم فيها مفاوضات دون وقف إطلاق النار مثل فرنسا والجزائر وفيتنام والولايات المتحدة.
وأكد الجربا أن هناك جهودا تبذل لتوحيد فصائل المعارضة المسلحة على الارض باستثناء الجماعات المرتبطة بالقاعدة. وقال: "هناك جهود لتوحيد المعارضة على الارض، وإن شاء الله خلال هذا الشهر سنحاول ان نوحد المعارضة التي على الارض.. نعم المعارضة المسلحة.. تشمل الجبهة الاسلامية. وسنلتقي مع كل الاطراف لتهدئة الأمور.. سنلتقي في تركيا خلال هذا الشهر. سنلتقي مع كل الأطراف إلا مع داعش (الدولة الاسلامية في العراق والشام) وأخواتها ومن أخواتها جبهة النصرة"، متحدثا عن إمكانية ان يصل الحوار المتوقع مع الفصائل المقاتلة إلى محاولة "أن تتوحد البندقية".
وحول الاقتتال الذي حدث مؤخرا بين بعض فصائل المعارضة، قال الجربا: "نحن في حالة حرب وفي حالة فوضى وهناك بعض الخلافات بين الفصائل المسلحة على الأرض.. نعتبر أن هذا الأمر بالنسبة لنا مستهجن ومستغرب ونرفضه بأشد العبارات ونطلب من الأطراف التعقل".
وأضاف: "نحن عدونا واحد ليس لنا عدو سوى هذا النظام المجرم.. أي أمر آخر نعتبره تشويه (للمعارضة) وخدمة مجانية لنظام بشار".
ورد الجربا على ما تردد بشأن إمكانية ان يقاتل الجيش الحر الى جانب النظام في مواجهة تنظيم
القاعدة قائلا: "لا نقر هذا المبدأ.. نحن لن نقاتل الى جانب هذا النظام أيا كان. بالنسبة لنا هذا النظام عدونا الرئيسي.. لن نقاتل أحدا الى جانبه".
وقال الجربا ان المعارضة كانت تقول على مدى العام الماضي ان التطرف يزيد مع كل يوم يبقى فيه الأسد في السلطة.
من جهة أخرى، قالت صحيفة "اندبندنت" البريطانية الاثنين إن "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أطلق خطة يأمل من ورائها كسب قلوب وعقول المدنيين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرته، والتصدي لتزايد نفوذ الجماعات المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وقالت الصحيفة إن الائتلاف المعارض "سيركز جهوده بشكل أكبر على القوة الناعمة، من خلال زيادة تقديم المساعدات والخدمات الإنسانية إلى المناطق الأكثر حاجة لها في سورية، وفي محاكاة للتكتيكات المستخدمة من قبل الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة".
وأضافت أن هذه الخطوة "تأتي رداً على حملة لم يسبق لها مثيل أطلقتها الدولة الاسلامية في العراق والشام على مدى العام الماضي لكسب تأييد السوريين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرتها وتحقيق هدفها المعلن بإقامة خلافة اسلامية في العراق وسورية ولبنان، بما في ذلك تنظيم أيام ترفيهية للأسر يتم خلالها توزيع المواد الغذائية في المناطق التي تندر فيها، وإنشاء مدارسها ومحاكمها الخاصة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الائتلاف والمجلس العسكري الأعلى "يأملان في استخدام خطة (القوة الناعمة) لتهميش الدولة الاسلامية في العراق والشام، واستعادة دعم السورين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرتهما".
ونسبت الصحيفة إلى مستشار وصفته بالبارز في المجلس العسكري الأعلى لم تكشف عن هويته قوله: "أدركنا بأننا نحتاج إلى محاربة تنظيم القاعدة عسكريا واجتماعياً من أجل دحره، ونعمل على مضاعفة جهودنا على هذه الجبهة".
وأضاف المستشار أن "الناس في سورية لا يحبون الدولة الاسلامية في العراق والشام، كما أن معتقداتها المتطرفة غريبة على الشعب السوري لكنه يائس جداً ولا يمكن أن يرفض المساعدات التي تقدمها له، والخطة التي اعتمدناها هي الطريقة الوحيدة لمنع تنظيم القاعدة من تعزيز موقعه في سورية، لأن ذلك يشكّل خطرا لا يقتصر على سورية وحدها ويشمل الغرب أيضا".
وقالت الصحيفة إن المجلس العسكري الأعلى للائتلاف "أنشأ مكاتب في محافظات حلب وإدلب وريف دمشق من أجل زيادة توزيع المواد الغذائية والإمدادات الطبية على المدنيين في المناطق المتنازع عليها، ويخطط أيضا لإنشاء قوة شرطة والانخراط بصورة أكبر في برامج التعليم".
ونقلت عن ناشط يُدعى (محمد) يعمل في بلدة يبرود الواقعة شمال العاصمة دمشق والخاضعة لسيطرة عدد من الكتائب "معظم الناس فقدوا الأمل في المعارضة لأنها تتحدث فقط دون مساعدتنا وتتلقى الأوامر من دول أخرى".