خرج الفريق أول عبدالفتاح
السيسي على الملأ من خلال تسجيل جديد أعطى صورة عن موقفه من ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس
المصري السابق حسني مبارك.
فمن خلال حديثه الذي سربته قناة الجزيرة القطرية، يثبت الفريق الذي قاد انقلابا أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي أنه لم يكن مع الثورة، ولا مع الثوار الذين يكتشفون الآن أنهم خدعوا به، وبدا أن تحالفهم معه ضد الإخوان يتداعى في ظل الآلة القمعية التي تستخدمها قوات الأمن ووزارة الداخلية بعد الأحكام الجائرة التي أصدرتها محكمة في الإسكندرية على فتيات بعضهن قاصرات بالسجن 11 عاما لتظاهرهن دعماً للرئيس المعزول مرسي.
ولم توقف هذه الحملات عملية صناعة الرجل وعبادته. فبعد شوكولاتة السيسي، ونظارات السيسي، وملصقات "سيسي هو رئيسي"، وحملة "تسلم الأيادي" وكمِّل جميلك" خرجت علينا مصر الإنقلاب ببيجامات السيسي.
جاء ذلك في تقرير كتبته كارول ويليامز في صحيفة "لوس أنجليس تايمز" قالت فيه إن "حملة عبادة الشخصية للحاكم الفعلي لمصر، الجنرال عبدالفتاح السيسي انتقلت من بدعة إلى نكتة (هزل)، حيث تقوم وسائل التواصل الإجتماعي بتسويق بيجامات نسائية تحمل صورة الرجل القوي بنظارته السوداء وقبعته العسكرية".
وتقول الصحيفة إنه منذ الإنقلاب الذي أطاح بمرسي في تموز/يوليو الماضي نظر بعض المصريين إلى السيسي باعتباره "المنقذ" الذي "أعاد الحكم العلماني من الإخوان المسلمين، وتمظهرت شعبية السيسي في بلد يبحث بيأس عن بطل من خلال الشوكولاتة والبسكويت والملصقات ذات الطابع الإغرائي".
وتضيف الصحيفة أن "السيسي (58 عاماً)، والذي لم يكن معروفا بشكل كبير قبل مرسي الذي عينه وزيراً للدفاع في آب/أغسطس 2012 يجري تصويره من الإعلام المتملق والمتذلل له مع الآلة الإعلامية العسكرية بطريقة ظلت خاصة بالزعيم جمال
عبد الناصر، الذي قاد هو الآخر انقلاباً ضد الملكية عام 1952 وسحق الإخوان لاحقاً".
لكن الصورة التي ظهرت على الفيسبوك لبيجامة السيسي، والتي وضعها الهائمون أو الهائمات بالجنرال تعطي فرصة للمقارنة بين الجنرال وبين العقيد الليبي معمر
القذافي الذي كان يلبس النظارة السوداء بلباسه العسكري المزين بالميداليات والشارت العسكرية، وذلك أكثر من إمكانية مقارنتها عبد الناصر الذي كان متواضعاً في مظهره وملبسه. وأشارت الصحيفة إلى أن صورة للبيجاما وضعتها إمراة على "فيسبوك" وقالت إنها اشترتها لأظهار حبها للقائد العسكري.
كما أظهرت قناة أخرى صورا السيسي على ملابس نوم متوهجة. وتأتي حملة الهيام بالسيسي التي وصلت غرف النوم، في وقت تدور فيه التكهنات حول ترشح وزير الدفاع للانتخابات المقرر إجراؤها في العام المقبل، وأيضا في وقت تشعر فيه النخبة العلمانية بالخيانة من الجيش الذي استعانت به للإنقلاب على الإخوان، حيث بدأت تشعر بالندم لأنها استعانت بالجيش، وترى أن قادته يحاولون إعادة انتاج النمط الديكتاتوري لنظام حسني مبارك.