شهدت مدينة الإسكندرية موجة غاضبة من الاحتجاجات، تنديدا بالحكم القضائي الصادر بحق 14 فتاة مؤيدات للرئيس محمد مرسي بالسجن 11 عاما، إضافة إلى الحكم على 5 من قيادات التحالف لدعم الشرعية بالإسكندرية غيابيا بالسجن لمدة 15 عاما.
وقد شهدت المدينة الجامعية بالإسكندرية احتجاجات واسعة على الحكم، فيما انطلقت
مظاهرات في منطقة سيدي بشر والمندرة وغيرها من مناطق المدينة.
وأحرق متظاهرون غاضبون دراجة نارية لشرطي، واشتبك بعض المتظاهرين مع الجيش بحسب نشطاء كانوا متواجدين في المكان.
وقال مصدر صحفي طلب عدم الكشف عن هويته ل "عربي 21" إن حالة الغضب في الإسكندرية غير مسبوقة بسبب قسوة الأحكام، ونظرا لأنها اتخذت بحق فتيات ألقي القبض عليهن في مظاهرة سلمية- حسب المصدر-.
وأضاف المصدر أن نشطاء لا ينتمون لجماعة الإخوان حاولوا الاشتباك مع الشرطة والجيش، ولكن مسؤولي جماعة الإخوان المتواجدين في المظاهرة منعوهم من ذلك، مؤكدا أن حالة الاحتقان قد تنفجر في وجه الجيش والشرطة وقيادة الإخوان على حد سواء في حال لم يفرج عن الفتيات المعتقلات.
وردا على المظاهرات، شنت قوات الأمن حملات اعتقالات ومطاردات في شوارع الإسكندرية، فيما تعرض بعض المتظاهرين "للسحل" والضرب على أيدي قوات الشرطة، كما شهدت بعض المظاهرات اشتباكات متقطعة بين المتظاهرين والشرطة.
وأشارت مصادر قريبة من المتظاهرين لـ "عربي 21" أن القاضي الذي حكم على الفتيات هو ابن لأحد القضاة السابقين، وقد كان والده متهما بالفساد وأحيل إلى للصلاحية بسبب هذه التهم، ولم يتسن ل "عربي 21" التأكد من صحة الخبر.
ويذكر أن التوتر قد بدأ قبل النطق في الحكم على الفتيات، حيث فرضت قوات الأمن طوقا أمنيا على مقر انعقاد
المحكمة، وسمحت فقط ل 10 محامين بالحضور مع الفتيات الإثنتين والعشرين، بدلا من السماح بدخول محام مع كل متهمة كما هو معتاد في مثل هذه القضايا.
من جهته، أصدر التحالف الوطني لدعم الشرعية ومقاومة الانقلاب بالإسكندرية بيانا اتهم فيه المحكمة بإصدار حكم جائر ضد الفتيات، مؤكدا أن هذا الحكم يمثل " المسمار الأخير الذي يدقه الانقلاب العسكري في نعشه ليرحل الى مزبلة التاريخ ويلحق بمن سبقوه من الطغاه والمجرمين والسفاحين على مر العصور"، على حد وصف البيان.
ودعا التحالف من أسماهم بـ"ثوار وأحرار هذا الوطن" لانتفاضة شعبية تحاصر "كافة رموز ومؤسسات الانقلاب العسكري".
أما حركة "
7 الصبح" التي تنتمي لها الفتيات المحكومات، فقد أصدرت بيانا شديد اللهجة، هددت فيه الحكومة "بالتصعيد السلمي" وبالعصيان المدني، مؤكدة أن ما شهدته الإسكندرية اليوم من احتجاجات ليست إلا البداية، وأن المظاهرات ستتصاعد حتى الإفراج عن "
حرائر الإسكندرية" حسب بيان الحركة.