مدونات

إلى اللاجئين إلى اللامكان.. إلى الهاربين من الموت إلى الموت.. إلى أهل غزة

"اتركوهم حفاة راكضين حتى تنفتق أحشاؤهم. لا خبز، لا ماء، لا دفء ولا سكينة"- إكس
طارِدوهم في كل فلاة، هدِّموا مدنهم، خرّبوا بيوتهم وأحرقوا زرعهم، أهرقوا دماء أطفالهم وشيوخهم، لا تنزلوها عن السيف المخضَّب، انثروا الأشلاء في الخراب، لا تدعوا لهم ركنا تعود فيه هدأتهم، اتركوهم حفاة راكضين حتى تنفتق أحشاؤهم. لا خبز، لا ماء، لا دفء ولا سكينة. بعثروا آمالهم الصغيرة بالبقاء، أشعلوا أحزانهم حتى تستحيل رمادا.

أنا الناجي من التيه، أنا الذي انزلقت من التاريخ بعيدا في الفراغ، ومن فوضى العالم في حروبه، تخلّقت من جديد.

لن أسمع عويلكم، أو أرحم أشلاءكم، بل سأتنسم رائحة دمائكم ثم أنتشي.

لقد غاب زمن التيه إلى غير رجعة، هو الآن قدركم أنتم، سوف أهوي على جذوركم حتى تنفّضوا في الهواء معلقين في كل اتجاه.

فهذه الأرض ابتعدت عن أقدامي منذ زمن سحيق، ثم إليها أويت مع كل وساوسي التي لم تغادرني.. وساوسي بأن أرجلي كانت معلّقة أيضا في الهواء، معلّقة بلا قرار ولا انتظار.