بالتّزامن مع "
جمعة الغضب" التي دعت إليها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء الخميس، شعوب العالم، للتّنديد بمجازر الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع
غزة المحاصر، على مدار عام كامل؛ رجّت مواقع التواصل الاجتماعي بوسم "
النداء الأخير" كنوع ممّا وصفوه بـ"الاحتضار"، مطالبين الضمائر الحيّة بالتحرّك لوقف الإبادة.
وجاء في بيان "حماس": "ندعو الجماهير العربية والإسلامية وأحرار العالم لأوسع مشاركة غدا في جمعة الغضب من أجل غزة، والنزول إلى الشوارع في مسيرات غاضبة وحاشدة، رفضا للمجزرة المستمرة في شمال قطاع غزة".
وأضاف المصدر نفسه، الذي عرف تجاوبا من عدد من الهيئات وفعاليات المجتمع المدني بعدد من الدول: "المجازر الإسرائيلية أدّت إلى استشهاد المئات، وتهجير الآلاف، وحرق المنازل والمشافي ومراكز الإيواء سعيا من الاحتلال إلى تمرير مخططات التهجير التي أفشلها أهلنا في شمال القطاع مرات عديدة".
رصدت "عربي21" تفاعلا متسارعا على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، مع الدعوات إلى الاحتجاج في عدد من الشوارع العربية، تلبية لـ"جمعة الغضب" جُلّها سوف يتمّ في المساء؛ وكذا تم رصد تداول متزايد لوسم "النداء الأخير" الذي خرج من قلب غزة.
وكتب الصحفي الغزّي، أنس الشريف، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "إكس": "النداء الأخير؛ شَمال غَزَّة خرجَ عن الخِدمة بالكامِل، ومَصير سُكّان الشّمال مجهولٌ الآن. انتهى الخبَر". فيما كتب الناشط الغزّي، عبود بطاح: "النداء الأخير، نحن نقتل نحن نباد، لا تغفلوا عنا".
حساب آخر يُسمّى بيوسف شمساه، كتب: "النداء الأخير؛ هو ليس نداء أخيراً.. هو نداء احتضار" مضيفا: "أشبه بصرخة تبين رخص هذا العالم وسفالته وإجرامه ودمويته بالتواطؤ مع هذا المحتل ودعم وتسهيل جرائمه؛ وتفرج الجزء الآخر من هذا العالم..".
وتابع عبر تغريدة على حسابه بـ"إكس": "وهم الذين "للأسف" يملكون ورقتي المال والنفط والتي بمجرد "التلويح" بهما والله ستحدث تغييرا".
بدوره تفاعل عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية في مصر والمتحدث باسمها، عاصم عبد الماجد، مع وسم "النداء الأخير" فكتب على حسابه بـ"إكس": "النداء الأخير: أنقذوا الأمة؛ بالأسفل فيديو لاقتحام قطعان المستوطنين منطقة حائط البراق بالحرم القدسي؛ وبجواره صورة حفل في الإسكندرية لأحد المغنيين يحضره عشرات الآلاف".
وتابع عبد الماجد: "للوهلة الأولى سنشتم هؤلاء التافهين الذين لا يعنيهم الأقصى ولا المجازر ولا الدين ولا العرض، وسنقارنهم بهؤلاء الكفار الذين يقومون بما يمليه عليهم دينهم المحرف من تهويد القدس والأقصى"، مردفا: "ورغم أني مغتاظ مثلك، وغاضب أكثر منك، لكن سأقول لك مهلا".
وأضاف: "فهؤلاء الذين فقدوا البوصلة في مصر وساروا على غير هدى هم ضحية عجزنا نحن؛ كما أن أولئك الذين كرسوا جزءا من حياتهم للانتصار لباطلهم هم نتاج عمل دؤوب قام به زعماء الحركة الصهيونية العالمية على مدار قرن ونصف بل يزيد"، مبرزا: "لقد أوجدت الحركة الصهيونية المناخ الملائم وصنعت الفرصة لهذه الأجيال كي تنفذ مشروعا صهيونيا قذرا وجمعت حوله أفئدة هؤلاء الشباب وأفرغت فيه طاقاتهم".
واسترسل عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية في مصر: "بينما تمزقت عندنا الصحوة الإسلامية -لعن الله من مزقها حتى ولو كان من داخلها- وهي الصحوة التي انطلقت منذ نصف قرن فاكتسحت وعي أجيال وأجيال وطهرت قلوب مئات الملايين وجمعت في بعض الأوقات أفئدة الأمة كلها حولها".
ومضى بالقول عبر التغريدة نفسها: "ومن ثم لم يجد هؤلاء الشباب المنصرفون عن قضايا الأمة إلى حفلات الغناء لم يجدوا مشروعا يجمعهم ولا راية تظلهم ولا قائدا ملهما يصطفون خلفه، فأحبطوا وانصرفوا".
وختم عبد الماجد، تغريدته بالقول: "هذا خطأ بل خطيئة بل جريمة الرموز الباقية في الأمة التي تملك ولو بمشقة ومع تضحية عالية أن تقود هذا الجيل لو أرادت، لكنها تقاعست وتناومت وتثاءبت وخارت همتها وتخنث عزمها وتحور كل منها حول ذاته معجبا برأيه غارقا في أنانيته ونرجسيته، فصار غاية سعيها كلمات أو فيديوهات على صفحات تواصل".
واستطرد: "وإبراء لذمتي كمسلم من عامة المسلمين ناشدت علانية هذه الرموز التي لا زال فيها بقية خير -لا التي غلبتها أهواؤها وأدواء نفوسها ولا التي انحرفت بوصلة ولائها ولا التي اكتفت بالتصفيق لمعسكر هو عدو لأمتنا لأنه ينافس معسكرا آخر هو أيضا عدو لأمتنا أيهما ينهش من جسدنا أكثر- ناشدتهم أن يقدموا للأمة قائدا يصطفون هم أولا خلفه فإن تعذر قائد واحد فقيادة، هنا وهنا فقط ستنعطف مئات الملايين من شباب الأمة وشيوخها وكهولها وتلتحق بساحة نضال ستحددها لهم القيادة وبخطة عمل ترسم لهم أهم خطوطها العريضة..".
بدوره، تفاعل الداعية الإسلامي، نائل بن غازي، مع وسم "النداء الأخير" بالتغريد على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "إكس" بالقول: "النداء الأخير يا مسلمون: شمال القطاع يباد، مجزرة مروعة بحق المدنيين!! الشمال يتعرض لحملة تطهير على الهواء مباشرة!!".
وأضاف بن غازي: "ألهذا الحد بلغ العجز بكم؟! ألهذا الحد بلغ الضعف بكم؟! والله سيسأل كل واحد منكم عن نصرةٍ بالمقدور وكنتم عنها أعجز العاجزين. أيخلد أحدكم للنوم والراحة، وإخوانكم".
تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي، يشنّ بدعم أمريكي، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على كامل قطاع غزة المحاصر، خلّفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.