حول العالم

صرخة لحماية التراث.. هدم قبة "حليم باشا" يشعل غضب المصريين

طلب إحاطة بالبرلمان لوزير السياحة والآثار لمعرفة أسباب الهدم -صفحة النائبة مها عبد الناصر
سادت حالة من الغضب العارم الأوساط المصرية بعد قرار النظام المصري بهدم قبة حليم باشا الأثرية التي تعد رمزا من رموز التراث المعماري المصري.

وعبر المواطنون والنشطاء عن مشاعرهم السلبية تجاه الحدث من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث أصبح الأمر ليس مجرد هدم لمعلم تاريخي، بل مسألة وطنية تمس الهوية الثقافية لمصر.

غضب على منصات التواصل الاجتماعي
عقب الإعلان عن هدم القبة، بدأ المواطنون والنشطاء في التعبير عن استيائهم عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، مثل إكس وفيسبوك وإنستغرام. انتشرت العديد من المنشورات التي تتحدث عن أهمية القبة كموروث ثقافي، مما أطلق حركة احتجاجية إلكترونية.

وقام المستخدمون بنشر صور للقبة القديمة، وبعض المقاطع التي تظهر جمالها المعماري، إلى جانب مقاطع فيديو تتضمن تعليقات لخبراء معمارين يدينون عملية الهدم.



شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعل واسع على هشتاغ "#مقابر_الإمام_الشافعي، و#قبة_حليم_باشا" كأحد أبرز المواضيع التي تفاعل معها المستخدمون، معبرين عن استيائهم العميق من تدمير جزء من التراث التاريخي، ونشر مقاطع فيديو وصور تُظهر القبة قبل الهدم، مع التعليقات التي تسلط الضوء على القيمة التاريخية والمعمارية لهذا المعلم.

كما تداولت حسابات النشطاء دعوات لحماية ما تبقى من آثار مصر القديمة، محذرين من خطورة هدم المزيد من المعالم التاريخية التي تشكل جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية المصرية، إلى جانب ذلك، تم تداول مقاطع لخبراء ومؤرخين يدينون القرار، مؤكدين أن الهدم يمثل ضربة قوية للتراث الوطني، ودعوا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على المقابر التاريخية.



تحرك برلماني
وفي تحرك برلماني تقدم النائب عضو مجلس النواب المصري ورئيس حزب العدل، عبد المنعم إمام، بطلب إحاطة لوزير السياحة والآثار للاستفسار عن أسباب هدم قبة مستولدة محمد علي باشا، "حليم باشا" والإجراءات المتخذة لحماية التراث المعماري والتاريخي.

وأكد البرلماني في طلبه أن قبة مستولدة محمد علي باشا تعد جزءًا من التراث الثقافي والتاريخي لمصر، وتحمل قيمة معمارية وأثرية لا تقدر بثمن، ومع ذلك، هناك تقارير تشير إلى هدم القبة أو تعرضها لأضرار جسيمة، مما يثير القلق حول مدى اهتمام الدولة بالحفاظ على هذا المعلم التاريخي.

وأضاف أن التصرف يمثل تهديدًا للمواقع الأثرية والتراثية التي تشكل جزءًا أساسيًا من الهوية المصرية.




وفي السياق ذاته علقت النائبة مها عبد الناصر على هدم قبة حليم باشا التاريخية في منطقة السيدة عائشة، قائلة "تابعت بكل أسى وقلق ما حدث لقبة حليم باشا التاريخية، وما يتوالى من عمليات هدم للمقابر الأثرية وأن تراثنا المعماري جزء لا يتجزأ من هويتنا وتاريخنا، وهدم مثل هذه المعالم يشوه الذاكرة الجماعية للمصريين".

وأكدت عضوة مجلس النواب أن هذا التجاهل للقيمة التاريخية والتراثية لهذه المواقع يشكل خسارة كبيرة لا يمكن تعويضها، مطالبة بوقف أعمال الهدم، وعمل مراجعة شاملة من جميع الجهات المعنية لكل الأعمال لحماية ما تبقى من هذه الثروات الحضارية التي تمثل رابطًا بين ماضينا وحاضرنا.



عمرها صفر
ومن ناحية أخرى، أبدى الفنان خالد النبوي غضبه العارم على هدم قبة حليم باشا والد الأمير محمد عبد الحليم باشا ابن محمد على.

وعلق النبوي على لقطات هدم القبة على حسابه الشخصي على منصة إكس قائلا " عمّرها آلاف السنين.. عاوزين تخلوا عمرها صفر ليه؟؟؟"

ومنذ عام 2020، بدأ النظام المصري عمليات هدم وإزالة لمقابر تراثية في منطقة مصر القديمة والقاهرة التاريخية، لتنفيذ مشاريع المحاور المرورية والطرق والكباري والجسور، والتي وصلت مؤخرا إلى مقابر "باب النصر"، كما هدمت محافظة القاهرة 1171 قبرا و49 مدفنا، أي ما يعادل نحو ثلث القبور الموجودة في المنطقة، وقد وثّق أهالي المنطقة والمهتمون بالتراث أعمال الهدم.

وفي أب / أغسطس 2023، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا لمنطقة القاهرة التاريخية مؤكدين نية النظام هدم مئذنتي قوصون والتربة السلطانية، ضمن خطة تطوير المنطقة، التي يمتد عمرها لأخير من 600 سنة