سياسة عربية

هكذا تحدث مساعد البرهان عن الإسلاميين الذين يقاتلون مع الجيش السوداني

العطا: الإسلاميون لم يبدأوا الحرب- الأناضول
دافع الفريق أول الركن ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني، عن الإسلاميين في بلاده قائلا إنهم لم يشعلوا الحرب.

وأضاف في حوار مع صحيفة "الشروق" المصرية أن مركز صناعة القرار بالدولة بيد مجلسي السيادة والوزراء، وليس بيد الإسلاميين.

واعترف العطا الذي شغر منصب رئيس لجنة إزالة التمكين عقب سقوط نظام البشير بأن اللجنة قامت بإنهاء خدمة حوالي 305 من الضباط بالجيش والشرطة وجهاز الأمن ووزارة الخارجية والقضاء والنيابة العامة والإعلاميين بالمؤسسات الحكومية، لانتمائهم للحركة الإسلامية، لكن حميدتي استوعبهم.

وأضاف: "معظم السفراء الذين تم إنهاء خدمتهم لانتمائهم للحركة الإسلامية الآن هم خلايا تدعم حميدتي في أمريكا وأوروبا، وكذلك الإعلاميون.. هناك لوبي إعلامي يدعمه في كندا وأوروبا وأستراليا وأوغندا وكينيا، كما أن بعض من تم إنهاء خدمتهم في القضاء والنيابة يدافعون عنه في المنظمات الأممية في نيويورك وواشنطن وسويسرا، وفي منظمة الإيغاد والاتحاد الأفريقي".

ومنذ منتصف نيسان/ إبريل 2023 يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا طالت 13 ولاية من أصل 18 وخلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة الـ10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وحول ظهور بعض الشباب المنتمين للحركة الإسلامية معه في عدة مناسبات قال العطا: "أنا أظهر مع كل قواتنا المقاتلة (جيش، قوات مشتركة، أمن، شرطة احتياط، كتائب المقاومة، كتائب الإسناد، من يعرفون بالبرائين، ومن يعرفون بالثوار، وغاضبون) وكل من يحمل السلاح دفاعًا عن وطنه".

وعن مخاوف عودة الإسلاميين المرتبطين بالنظام السابق، لا سيما في ظل اتهامهم بأنهم أشعلوا الحرب ويدعمون استمرارها، أكد العطا أن الإسلاميين لم يشعلوا الحرب وليس لهم علاقة بها.

وكشف مساعد القائد العام للجيش السوداني عن تفاصيل اجتماعات قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الشهير بـ "حميدتي"، بقيادات الحركة الإسلامية ومطالبتهم بدعمه في صندوق الانتخابات، قائلاً: "حميدتي التقى القيادي بالحركة الإسلامية علي كرتي مرتين، قبل الحرب ما بين شهري تموز/ يوليو وأيلول/ سبتمبر عام 2022، بوساطة وحضور القيادي الإسلامي البارز ومستشار قائد مليشيا الدعم السريع حسبو محمد عبد الرحمن".

وخلاصة الاجتماعين أنهم واجهوا حميدتي برغبته في الوصول للسلطة عبر انقلاب وقتال الجيش، وقالوا له: "إذا قاتلت الجيش، سوف نقاتلك ونقاتل مع الجيش، وإذا كنت تريد الوصول عبر الانتخابات، أنت حر!".. فعرض عليهم حميدتي التحالف معه في صندوق الانتخابات، ولكنهم رفضوا عرضه، ثم قام حميدتي بالفعل بقتال الجيش، وهم قاتلوا مع الجيش ضده".

وانتقد العطا التركيز على الإسلاميين بينما هناك جهات أخرى تقاتل مع الجيش السوداني، وقال: "إذن لماذا هناك تركيز على شباب الإسلاميين فقط؟ فهناك شباب ثورة ديسمبر يقاتلون مع الجيش، وهناك "شباب الأحياء" و"غاضبون" و"لجان المقاومة" وقد سقط منهم شهداء خلال المعارك، هذا بالإضافة إلى شباب من حزب مبارك أردول، وشباب من حزب الأمة كانوا يتبعون جيش الحزب، أبرزهم وليد التوم".

وعقب مشاركتهم في العمليات القتالية، اجتمعت بهم مرتين وأكدوا لي عدم رغبتهم في أي مقابل، وفي الاجتماع الثاني قالوا: "نحن لدينا طلب واحد هو المشاركة في الانتخابات، سواء صوت لنا الشعب أم لا".

وقال العطا: "حسب علمي، فإن الإسلاميين انقسموا إلى عدة تيارات في الوقت الراهن، فهناك تيار يدعم الجيش والشعب السوداني ويقاتل الآن معنا، وهناك تيار ضدنا وهم مجموعة محمد عطا، وهناك تيار آخر يدعم ويقاتل مع الدعم السريع، وهم مجموعة محمد حسبو عبد الرحمن وإبراهيم بقال، فكل هؤلاء كانوا كوادر الحركة الإسلامية".

يذكر أنه في الفترة الأخيرة حقق الجيش السوداني وأنصاره انتصارات مهمة ضد قوات الدعم السريع أهمها  لاسيطرة على منطقة جبل موية بولاية سنار .

وتعد السيطرة على جبل موية وفق المحللين العسكريين "مفتاحا للنصر" في معارك مقبلة، حيث يتيح ذلك لقوات الجيش التحرك بسهولة نحو المناطق التي تسيطر عليها "الدعم السريع" بولايتي الجزيرة وسنار.