انطلقت
مركبة فضائية، عبر الصاروخ الضخم
فالكون هيفي، التابع لشركة سبيس إكس، نحو أحد أقمار
كوكب المشتري، للبحث عن عناصر
أو أي شكل من أشكال الحياة، في محيط متوقع من المياه السائلة تحت طبقة جليدية.
وأطلق على المهمة أسم "أوروبا
كليبر"، نسبة إلى قمر المشتري الذي يحمل اسم أوروبا، ويتوقع أن تصل المركبة
في نيسان/ أبريل 2030.
ولم تراقب "ناسا" من قبل
بهذه الدقة "أوروبا" الذي يعتقد العلماء أن تحت سطحه الجليدي يوجد محيط
من
الماء السائل.
وقالت المسؤولة في "ناسا" جينا ديبراتشيو، في مؤتمر صحفي إنّ "القمر أوروبا هو من الأماكن الواعدة
للبحث عن الحياة خارج الأرض".
ولن تبحث المهمة بشكل
مباشر عن مؤشرات حياة، بل ستجيب عن ما إذا كان "أوروبا" صالحا للسكن،
أي احتمال احتوائه على مقومات تجعل الحياة ممكنة فيه.
وإذا كان الأمر كذلك،
فسيتعين على مهمة أخرى الذهاب إليه لمحاولة اكتشاف هذه المؤشرات.
وقال المدير العلمي
للمهمة "كيرت نيبور" إنها "فرصة لنا ليس لاستكشاف عالم ربما كان صالحا
للسكن قبل مليارات السنين مثل المريخ، بل عالم قد يكون صالحا للحياة اليوم".
و"أوروبا
كليبر" أكبر مسبار على الإطلاق تصممه "ناسا" لاستكشاف الكواكب، إذ يبلغ عرضه 30
مترا بمجرد فتح ألواحه الشمسية الضخمة، التي صممت لالتقاط الضوء الخافت الذي يصل
إلى كوكب المشتري.
وأول صور قريبة
لـ"أوروبا" المعروف بوجوده منذ عام 161 التقطتها مسابير
"فوييجر" عام 1979، وكشفت عن الخطوط الحمر الغامضة فوق سطحه.
وزود "أوروبا
كليبر" هذه المرة بعدد كبير من الأدوات المتطورة جدا، منها كاميرات ومطياف
ورادار ومقياس مغناطيسي.
ومن المفترض أن تحدد
المهمة بنية سطح "أوروبا" الجليدي وتكوينه، وعمق محيطه وحتى ملوحته،
وكيفية تفاعل الاثنين لمعرفة مثلا ما إذا كانت المياه ترتفع إلى السطح في بعض
الأماكن.
كل ذلك من أجل فهم ما
إذا كان يتضمن المكونات الثلاثة الضرورية للحياة، وهي الماء والطاقة وبعض المركبات
الكيميائية.
وقالت بوني بوراتي،
نائبة المدير العلمي للمهمة، إنه في حال كانت هذه المكوّنات موجودة في
"أوروبا"، فستكون في محيطه حياة على شكل بكتيريا بدائية، لكنها على عمق
كبير جدا لدرجة عدم تمكن "أوروبا كليبر" من رصدها.
وسيقطع المسبار 2.9
مليار كيلومتر خلال خمس سنوات ونصف السنة للوصول إلى كوكب المشتري، وعند وصوله، فستستمر المهمة الرئيسية لمدة أربع سنوات.
وسيقوم المسبار بـ49
عملية تحليق قريب فوق "أوروبا"، على علو يصل إلى 25 كيلومترا من السطح، كما أنه سيخضع
لإشعاع مكثف، يعادل ملايين عدة من الصور بالأشعة السينية للصدر في كل عملية تحليق.