كشفت صحيفة الأخبار
اللبنانية تفاصيل حول طبيعة المواقف "المتباينة" التي تبديها دول عربية بينها،
الإمارات، ومصر، وقطر، حيال الحرب على لبنان، والتمثيل الشيعي هناك، وفصل العلاقة بين جبهتي لبنان وغزة.
وفي هذا السياق قالت الصحيفة، إن الإمارات تأخذ موقفا مختلفا عن غيرها من الدول، حيث تدعم فصل جبهات الإسناد، نظير مساعدات مالية كبيرة تقدمها إلى لبنان.
وقال مسؤول
مصري شارك في الاجتماعات الأخيرة بين الرئيس المصري، ونظيره الإماراتي في القاهرة قبل أيام، إن الإمارات تتصرف بطريقة مختلفة منذ استشهاد الأمين العام لحزب الله الشهيد السيّد حسن نصر الله، وهي تطلب من القاهرة إقناع ساسة لبنان بإعلان وقف الحرب وفصل جبهة لبنان عن غزة، مع إبداء استعدادها لتقديم مساعدات مالية "سخية" إلى لبنان في حال وافق على ذلك.
وطغت الأوضاع في لبنان على محادثات محمد بن زايد مع المصريين على المستويين الرئاسي والاستخباراتي من أجل بلورة نقاط مشتركة في ظلّ التباين الواضح حول هذا الملف.
ويتمسك الإماراتيون بوقف إطلاق النار عبر إعلان الدولة اللبنانية وقف الحرب والالتزام بالقرارات الأممية، فيما طالب المسؤولون المصريون نظراءهم في أبو ظبي بضرورة إقناع الإسرائيليين بأن التهدئة ستنعكس بشكل أكثر إيجاباً على مسارات التطبيع التي ترغب فيها تل أبيب مع الدول العربية.
التمثيل الشيعي في لبنان
وذكرت مصادر مصرية، أن القاهرة مهتمة بإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان كجزء من الحل، لكنها أبلغت جهات لبنانية وإقليمية، وخصوصاً الجانبين السعودي والإماراتي، أنها ضد محاولة فرض مرجعيات سياسية جديدة على الطوائف اللبنانية، مع إشارة واضحة إلى أنها ترفض اعتماد شخصيات شيعية تدعمها السعودية كممثلة لشيعة لبنان، في إشارة إلى تسريبات عن دعم الرياض وأبو ظبي لعدد من رجال الدين والسياسيين الشيعة الذين يدورون في فلكهما لتولي مناصب قيادية في السلطة.
واللافت، وفقا لـ"
الأخبار" أن تقارباً برز في هذا الملف بين مصر وقطر، ويشمل التنسيق بينهما الحديث مع إيران من ضمن المساعي للتوصل إلى حلول للوضع في غزة ولبنان.
وينطبق ذلك أيضاً على الاتصالات بين المسؤولين المصريين ونظرائهم الأتراك، والتي تكثفت أخيراً، وسط خشية الجانبين من الموقف الأمريكي الذي يبرر ما تقوم به "إسرائيل"، بدل أن تكون واشنطن معنية بإيقاف الحرب.
العملية في لبنان ستأخذ وقتا
وكشفت الأخبار، أن الجانب الأمريكي تحدث مع المصريين عن عمليات القصف على الضاحية الجنوبية باعتبارها ضرباً لمراكز أساسية لحزب الله لا يمكن السماح باستمرارها، مع الإشارة إلى أن العملية في لبنان ستستغرق وقتاً إضافياً.
ويقول دبلوماسي مصري، إنه لا نية لدى واشنطن بتنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان سريعا، لكن القاهرة أبلغت الأمريكيين أن ما تزعمه "إسرائيل" حول القضاء على
حزب الله "أمر مستحيل".
وتعتقد القاهرة أن قدرات الحزب لا تزال كبيرة وأن لدى قواته المقاتلة القدرة على الدخول في حرب استنزاف طويلة، وإيقاع عدد كبير من القتلى بين جنود قوات الاحتلال.