حذرت زوجة العاهل الأردني
الملكة رانيا
العبد الله من أن العدوان الإسرائيلي على
غزة سوف "يجر العالم نحو حالة من الفوضى".
وقالت ملكة الأردن خلال مشاركتها في القمة
السنوية لـ"عالم شاب واحد" التي عُقدت في مونتريال بكندا، السبت: "نحن
جميعاً نستحق عالماً يرتكز على العدالة والمساواة، حيث يطغى حكم القانون على حكم القوة،
نستحق نظاماً عالمياً يُقابل جرائم الحرب والانتهاكات بالعواقب، لا بالاستثناءات، نستحق
أن ندرك أن قيمتنا لا يحددها جواز السفر الذي نحمله أو لون بشرتنا، بل إنسانيتنا بحد
ذاتها"، بحسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
وحثت الشباب على قراءة التاريخ، وخاطبتهم
بالقول: "حاولوا أن تتخيلوا واقع الحياة تحت وطأة الاحتلال الساحق، تعرفوا على
روابط الفلسطينيين العميقة بالأرض وأشجار الزيتون التي ورثوها عن أجدادهم".
ووضعت الشباب أمام مسؤولياتهم الإنسانية
وطرحت أمامهم عدداً من التساؤلات وقالت: "هل ستقفون مع القانون أم الفوضى؟ مع المساءلة
أم الإفلات من العقاب؟ مع الحياة أم الموت؟".
وأضافت: "أشعر اليوم.. بضرورة تسليط
الضوء على هذا الصراع تحديداً، لأنه في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتم فرض واقع غير
مسبوق، الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والحصار على قطاع غزة، وهجمات المستوطنين
في الضفة الغربية، والقمع والظلم، كلها أصبحت جزءاً من نظامنا العالمي، مع ما يترتب
على ذلك من تداعيات جمة على المستقبل الذي سترثونه".
وقالت: "اليوم يصادف اليوم العالمي
للسلام، وها نحن مرة أخرى، نلتقي في يوم خُصص للسلام، مُجبرين على مناقشة واقع حرب"،
مستعرضة ما يحصل في غزة.
وأضافت: "لطالما وُصفت غزة بأنها سجن
مفتوح، واليوم أصبحت زنزانة خانقة"، مبينة أن هذه الحرب لم تُعد قطاع غزة عقوداً
إلى الوراء فحسب، بل إنها تجر بقية العالم نحو حالة من الفوضى.
وانتقدت ملكة الأردن الغطاء الذي توفره
الدول الكبرى للاحتلال الإسرائيلي، وقالت: "عبر الاستمرار في تقديم الغطاء العسكري والاقتصادي
والدبلوماسي لإسرائيل؛ تُرسل العديد من القوى العالمية رسالة مُرعبة عن مستقبلنا: أن
هذا هو شكل الحروب القادمة".
وأضافت: "في قطاع غزة، نشأ جيل بأكمله
لا يعرف سوى القيود، بعد 17 عاماً من الحصار العسكري، و12 شهراً من الحصار شبه الكامل...
نفدت مواردهم وقدرتهم على التحمل... ونفدت خياراتهم، كل ما تبقى هو خيارات مستحيلة
ومشينة".
وقالت: "عندما أنظر إلى غزة اليوم،
لا أرى إلا خيارات زائفة، إما موت سريع بقنابل ورصاص، أو موت بطيء من الجوع والمرض،
لا احتمالات؛ حتميات فقط، تلك ليست خيارات على الإطلاق".
وأضافت: "لا مجال للصبر، علينا المطالبة
بشيء مختلف، ليس وقفاً مؤقتاً للعدوان... وليس عودة إلى وضع راهن مرفوض... بل سلام
حقيقي وعادل، مبني على الاحترام العالمي للكرامة والإنسانية وحق تقرير المصير، ولتحقيق
ذلك علينا العودة إلى جذور هذا الصراع: الاحتلال غير الشرعي لفلسطين".
وقالت: "مؤخراً، أكدت محكمة العدل
الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة الحقيقة التي لطالما عرفها الكثيرون منا: وجود
إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني ويجب أن ينتهي".