سياسة دولية

تصعيد واسع بين الاحتلال وحزب الله.. وخسائر كبيرة منذ 7 أكتوبر (شاهد)

الأمم المتحدة أعربت عن "قلقها الشديد" إزاء الوضع في لبنان- جيتي
في خضم المُواجهات المُتواصلة بين فصائل المقاومة في لبنان، والاحتلال الإسرائيلي، منذ ما يناهز عاما كاملا، باتت الخسائر مُتعدّدة للطرفين؛ من قبيل: عجز حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن توفير الأمن لسكان الجليل الأعلى والغربي والمنطقة الشمالية، وذلك في ظل توجيه الاتهامات لحكومة بنيامين نتنياهو، بالفشل في حسم المعركة والعجز عن وقف إطلاق النار.

كذلك، تتواصل موجة النزوح للإسرائيليين عن المستوطنات الحدودية مع لبنان؛ فيما تتواصل معها الخسائر الكبيرة بسبب تضرّر جُل البني التحتية والمشاريع التجارية والاقتصادية وأيضا الزراعية.

ومن جهتها، كانت مديرية "الأفق الشمالي" الإسرائيلية، قد سجّلت تدمير 930 منزلا ومبنى، إثر نيران حزب الله.

وأوضحت أنه: "من 86 مستوطنة بالمناطق الشمالية، قد نزح 70 ألف إسرائيلي يشكلون معظم سكانها، في حين قُتل 25 من الجنود والمدنيين، وأصيب المئات بجروح متفاوتة منذ بداية المواجهة على الجبهة الشمالية".

ومنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، كان حزب الله اللبناني، قد أطلق أكثر من 3 آلاف صاروخ باتجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي، بينما تعرّضت العشرات من المستوطنات التي تم إخلاء سكانها لأضرار جسيمة.

وعبر الخط الأزرق الفاصل، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، قصفا يوميا، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2023؛ ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى، معظمهم بالجانب اللبناني.

الجانب اللبناني.. أي خسائر؟
خوفا من بطش آلة حرب الاحتلال الإسرائيلية، التي لا تفرّق بين بشر وحجر وشجر،  قد نزح اللبنانيون بالآلاف من بلداتهم الحدودية، مما أفضى إلى شلل الحياة الاقتصادية في البلاد.

وعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي، قصف المزارع اللبنانية، لإلحاق الأذى بكافة المواطنين.  فيما تعمل الحكومة اللبنانية لتعويض المزارعين ولتثبيتهم في أرضهم، وفق ما يؤكّده وزير الزراعة، بحكومة تصريف الأعمال، عباس الحاج حسن.

وقال حسن، إن" القصف الإسرائيلي بالقنابل الفوسفورية المحرّمة دوليا لمساحات شاسعة بلغت حتى الآن 700 هكتار، مما أتى على ما لا يقل عن 45 ألف غرسة زيتون ومئات الآلاف من الأشجار الحرشيّة المعمّرة، كما طال المزارع وتضررت الثروة الزراعية والحيوانية والمناحل".

24 ساعة الأخيرة.. ماذا جرى؟
خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية، أعلن الاحتلال الإسرائيلي، عن رصد إطلاق أكثر من 150 صاروخا من لبنان، في اتجاه شمال الأراضي المحتلة، "ما أدّى حرائق وإصابة شخص، فيما تساعد 4 طائرات إطفاء في عمليات السيطرة على مراكز الحرائق".

من جهته، أعلن لبنان، الجمعة، عن استشهاد 12 شخصا وإصابة 66، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء في عدوان للاحتلال الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، بحسب أرقام أولية لوزارة الصحة اللبنانية.
وزارة الصحة اللبنانية، السبت، قالت إن "37 شهيدا في حصيلة جديدة للغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت مع تواصل أعمال رفع الأنقاض". 

وفي السياق ذاته، أكدت قناة إسرائيلية، على أن "45 صاروخا قد أطلق من لبنان خلال أقل من ساعة".
وأضافت "القناة 13" العبرية، أنه تم "إصابة منزل بمنطقة صفد"، مبرزة أن "فرق الإطفاء تعمل على إخماد حرائق بمواقع مختلفة جراء سقوط صواريخ". فيما أعلنت عن "رصد إطلاق 45 صاروخا من لبنان على شمال إسرائيل خلال أقل من ساعة".

من جهته، قال حزب الله اللبناني، عبر بيان مقتضب، نشره في منصة "تيليغرام"، الجمعة: "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، وردا على ‌‏‌‏‌‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، قصف مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية مقر الاستخبارات الرئيسية في المنطقة الشمالية ‏المسؤولة عن الاغتيالات في قاعدة ‏ميشار بصليات من ‏صواريخ الكاتيوشا".

وأوضح حزب الله، خلال بيان آخر، بأن "مجاهدي المقاومة ‏الإسلامية قصفوا مقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات ‏الجوية في قاعدة ‏ميرون بصليات من ‏صواريخ الكاتيوشا".

أي تهدئة في الأفق؟
في محاولات لتهدئة الطرفين، كانت الأمم المتحدة، الجمعة، قد أعربت عن "قلقها الشديد" إزاء الوضع في لبنان ودعت إلى "وقف التصعيد، والتزام أقصى درجات ضبط النفس"، وذلك عقب غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، أدت لمقتل قيادي عسكري بارز في حزب الله.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ستيفان دوجاريك: "نحن قلقون بشدة بشأن التصعيد المكثف حول الخط الأزرق، بما في ذلك الضربة الدامية التي وقعت اليوم في بيروت".



وتابع دوجاريك: "ندعو جميع الأطراف إلى وقف التصعيد على الفور. ويجب على الجميع التزام أقصى درجات ضبط النفس". فيما قالت بعثة دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة، إنها "ستبلغ مجلس الأمن الدولي بإغلاق النافذة الدبلوماسية لحل الصراع مع لبنان".

كذلك، أفاد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الجمعة، بتصعيد استهداف عناصر حزب الله؛ فيما علٍّق على الغارة الأخيرة، بالقول: "أهدافنا واضحة وأفعالنا تتحدث عن نفسها".

وفي السياق نفسه، تُطالب الفصائل اللبنانية والفلسطينية في لبنان، بإنهاء الحرب المُتجاهلة لكافة القوانين المرتبطة بحقوق الإنسان، التي تشنّها دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، على كامل قطاع غزة المحاصر، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر؛ خلّفت أكثر من 136 ألف شهيد وجريح فلسطيني، جُلّهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، ناهيك عن دمار بات يوصف بـ"الشّامل" ومجاعة قاتلة.