في خطابه الأول والمفعم بالعاطفة والتضامن مع الشعب
الفلسطيني وما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية، قال أمام البرلمان الأوروبي: "أردت أن تكون كلماتي الأولى التي أقولها في البرلمان الأوروبي: فرض العقوبات على إسرائيل الآن".
يؤمن بأن دولة
الاحتلال لن تتغير وبأن الوسيلة الوحيدة لإيقاف جنونها هو في فرض عقوبات ومقاطعة عليها من قبل الأوروبيين والأمريكان، عقوبات تشمل جميع القطاعات كما حدث مع جنوب أفريقيا.
مدرس وبائع صحف ومعلق على أفلام وناشط اجتماعي وسياسي مشتبك مع جميع القضايا الاجتماعية التي يمر بها المجتمع الإيرلندي.
أودان أو ريوردييييييين ( Aodhán Ó RÍORDÁIN) المولود في عام 1976 لأب كان مدرسا في مدرسة ثانوية وموظفا حكوميا، نشأ في مالاهايد شمالي مدينة دبلن في إيرلندا.
عمل في شبابه كصبي توصيل وبيع صحف، وقد تحدث عن تجاربه في التنمر في المدرسة الابتدائية والثانوية، والتي يعزوها إلى حقيقة أنه كان أطول من أقرانه.
تخرج من كلية دبلن الجامعية، حيث درس اللغة الإيرلندية والتاريخ، والتحق بعد تخرجه بمهنة التدريس مثل والده مدرسا في معهد مارينو للتعليم.
ثم مديرا لمدرسة، وعمل في البث باللغة الإيرلندية في مرحلة سابقة من حياته، كناقد أفلام في البرامج التلفزيونية.
بدأ نشاطه السياسي بانضمامه إلى حزب العمال الإيرلندي في عام 2002 حيث انتخب لمجلس مدينة دبلن عن منطقة شمال المدينة في عام 2004، ثم عن منطقة كلونتارف الانتخابية المحلية من عام 2009 إلى عام 2011.
شغل منصب نائب عمدة مدينة دبلن في عام 2006، وخلال هذه الفترة أطلق حملة الحق في القراءة في محاولة لتحسين معدلات معرفة القراءة والكتابة المنخفضة في المناطق المحرومة.
كان انتقاله في عام 2009 إلى منطقة كلونتارف سببا في تمكينه من الترشح لانتخابات مجلس النواب الإيرلندي في دائرة شمال وسط دبلن، وهو ما فعله في الانتخابات العامة لعام 2011، حيث حصل على المقعد الثاني في الدائرة الرابعة.
وبصفته عضوا في المقاعد الخلفية لحزب العمال، شغل منصب نائب رئيس لجنة مجلس النواب الإيرلندي للتعليم والحماية الاجتماعية، وعضوا في كل من لجنة المالية والإنفاق العام والإصلاح ولجنة تنفيذ اتفاقية الجمعة العظيمة (أنهت 3 عقود من الصراع الدامي في إيرلندا الشمالية).
عين في عام 2014، وزير دولة مسؤولا عن المجتمعات الجديدة والثقافة والمساواة في وزارة العدل والمساواة ووزارة الفنون والتراث.
ولاحقا عين في عام 2015 وزيرا للدولة في وزارة الصحة، مسؤولا عن الاستراتيجية الوطنية للمخدرات، بالإضافة إلى واجباته الوزارية الأخرى.
لم تنجح محاولة أو ريوردين لإعادة انتخابه لمجلس النواب في منطقة خليج دبلن الشمالية في الانتخابات العامة لعام 2016، وظل وزيرا للدولة حتى تاريخ ترشيحه من حزب العمال لانتخابات مجلس الشيوخ الإيرلندي حيث انتخب عضوا في مجلس الشيوخ في اللجنة الصناعية والتجارية.
برز بشكل لافت عبر وسائل الإعلام الدولية في عام 2016، بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حين أدلى ببيان عام في مجلس الشيوخ الإيرلندي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إنه وصف الرئيس المنتخب دونالد ترامب بأنه "فاشي" و"وحش"، مقتبسا من مقولة إدموند بيرك المنسوبة إليه بأن "الطريقة الوحيدة لازدهار الشر هي ألا يفعل الرجال الصالحون شيئا".
وأدان تصريحات ترامب التي هدد فيها بسجن منافسته هيلاري كلينتون، ومنع المسلمين من دخول البلاد، والترحيل الجماعي، وتأكيداته على أن وسائل الإعلام والنظام السياسي مزوران. ووصف أو ريوردين الأحداث وقتها بأنها "مفترق طرق سياسي قبيح"، وأعلن أنه "محرج وخائف" من رد فعل رئيس الوزراء الإيرلندي والحكومة، وعلق ساخرا بأن رد فعل الحكومة كان "الاتصال بحكومة الولايات المتحدة وسؤالهم عن ما إذا كان من المقبول إحضار الشامروك (ورقة شجر إيرلندية شهيرة) في يوم القديس باتريك".
وفي العام التالي تحدث أو ريوردين في مجلس الشيوخ بشأن فضيحة إقراض الرهن العقاري، وأشار إلى المصرفيين باعتبارهم "مجموعة من الأوغاد" الذين "يفلتون من العقاب على القتل، عاما بعد عام، في هذه الديمقراطية". وقد وبخه رئيس البرلمان دينيس أودونوفان لاستخدامه لغة غير برلمانية.
وما لبث أن انتخب أو
ريوردان عن دائرة دبلن في الانتخابات العامة لعام 2020.
وفي عام 2024 توج مسيرته السياسية بانتخابه عضوا في البرلمان الأوروبي عن دائرة دبلن.
وكان خطابه الأول الذي تحدث فيه أمام البرلمان الأوروبي جريئا وشجاعا حين بدأ حديثه بقوله: "عاقبوا إسرائيل الآن" متحدثا باسم الشعب الفلسطيني.
أو ريوردين الذي سبق له أن وصف دولة الاحتلال بأنها "شر في عصرنا" و"إبادة جماعية" يدعم مقاطعة دولة الاحتلال، لأن "إسرائيل لن تتغير أبدا ما لم تكن هناك مقاطعة عالمية. وستستمر في فعل ما تفعله حتى يتم عزلها على كل مستوى".
وذهب أبعد من ذلك حين دعا إلى منع فرق كرة القدم الإسرائيلية من المشاركة في مسابقات الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي لكرة القدم. كما أنه دعا إيرلندا إلى الانسحاب من مسابقة الأغنية الأوروبية 2024 بسبب مشاركة دولة الاحتلال.
وقال المشرعون الإيرلنديون إن الأحداث في غزة ترقى إلى "مذبحة غير مسبوقة ضد الشعب الفلسطيني".
يقول أو ريوردين: "يتعين علينا الضغط على الهيئات الرياضية الدولية لفعل ما فعلته جنوب أفريقيا بإسرائيل، لقد كانت جنوب أفريقيا معزولة سياسيا، في الرياضة، والفن، والاقتصاد، وفي النهاية استعادت رشدها وتم إلغاء نظام الفصل العنصري".
كما أنه أعرب عن عدم موافقته على سياسات زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر بشأن غزة، ووصفها بأنها "مخيبة للآمال بشكل لا يصدق". وطلب منه "تغيير المسار".
وأضاف: "أعتقد أن هناك انهيارا في القيادة الأخلاقية عبر الديمقراطيات الغربية عندما يتعلق الأمر بغزة"، مقارنة بما تفعله أوروبا مع أوكرانيا.
أو ريوردين السياسي المخضرم هو أول عضو في البرلمان الأوروبي من حزب العمال يتم انتخابه منذ 10 سنوات والعضو الإيرلندي الوحيد في مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين في الاتحاد الأوروبي هذا الفصل، وهي المجموعة التي ستكون صناع قرار مؤثرين على مدى السنوات الخمس المقبلة.
أو ريوردين اعتبر فوزه بمثابة "اختراق كبير"، لكنه أيضا لا يتوقف عن الحديث عن غزة وإحداث اختراق سياسي كبير حولها، مطالبا رئيس الوزراء الإيرلندي بـ"إنهاء التجارة مع إسرائيل وتحديد موعد للاعتراف بدولة فلسطين".
قائلا: "مع استمرار القصف والتدمير وقتل المدنيين، فلا وقت للانتظار، إن الشعب الإيرلندي واضح في إدانته لتدمير الحياة البشرية في غزة. ومن الضروري أن تعمل الحكومة الجديدة بلا كلل لضمان وقف إطلاق النار".
لقد فقدت فلسطين بعض الأصوات الحرة في البرلمان الأوروبي، لكن وجود أو ريوردين ورفاقه قد تكون الطريقة الوحيدة لوقف ازدهار الشر لأن الرجال الصالحين يفعلون شيئا.