دعت الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق مستقل بشأن ملابسات التفجيرات الجماعية للأجهزة اللاسلكية في
لبنان ومحاسبة من أمر ونفذ مثل هذا الاعتداء، مؤكدة أن "استهداف آلاف الأفراد دون معرفة من كان بحوزته الأجهزة المستهدفة ينتهك القانون الدولي الإنساني".
قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إن "الانفجارات التي وقعت أمس الثلاثاء على نطاق واسع وبشكل متزامن في كل من لبنان وسوريا، نتيجة انفجار أجهزة بيجر (أجهزة الاستدعاء)، صادمة للغاية وآثارها على المدنيين غير مقبولة".
وتفيد التقارير بأن تلك الانفجارات أدت إلى استشهاد ما لا يقل عن 12 شخصا، من بينهم طفلان، وإصابة آلاف آخرين بجروح خطيرة. وقال تورك في بيان صحفي إن "الخوف والرعب اللذين بثتهما هذه الاعتداءات، مروّعان".
والأربعاء، شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، ومناطق أخرى، انفجارات جديدة لأجهزة اتصالات، يعتقد أن مقاتلي حزب الله وأجهزة مدنية وخدمية أخرى يستخدمونها في عموم البلاد، ما أدى حتى الآن إلى 9 شهداء وأكثر من 300 مصاب في حصيلة للتفجيرات الجديدة التي طالت أجهزة لاسلكية.
وناشد تورك "في هذه الأوقات المضطربة للغاية" جميع الدول ذات النفوذ في المنطقة وخارجها، اتخاذ تدابير فورية لتجنب اتساع رقعة النزاع بشكل أكبر، قائلا: "يكفي المنطقة ما شهدته من أهوال يومية ومعاناة. حان الوقت كي يبادر القادة إلى الدفاع عن حقوق جميع الشعوب في العيش في سلام وأمان".
وشدد تورك على ضرورة أن تبقى حماية المدنيين الأولوية القصوى، وقال إن وضع حد للتصعيد أصبح أكثر أهمية اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وقال مفوض حقوق الإنسان إن الاستهداف المتزامن لآلاف الأفراد، سواء كانوا من المدنيين أم عناصر في جماعات مسلحة، بدون معرفة من كان بحوزته الأجهزة المستهدفة وموقعها ومحيطها وقت الاعتداء، ينتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني.
وأكد ضرورة فتح تحقيق مستقل وشامل وشفاف حول ملابسات هذه التفجيرات الجماعية، ومحاسبة من أمر ونفذ مثل هذا الاعتداء.
وأعلنت سلوفينيا رئيسة مجلس الأمن الدولي في دورته الحالية أن المجلس سيجتمع الجمعة بشأن انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكية في لبنان.
بدوره، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من خطر جدي لتصعيد الوضع في لبنان، مؤكدا على خطورة حادثة انفجار أجهزة اتصال في لبنان.
ووصف غوتيريش الطريقة التي وقع بها الحادث بأنها مثيرة للقلق، مشيرا إلى أن خطر انتشار الوضع بسرعة كبيرة يتهدد لبنان.
والثلاثاء، استشهد 12 شخصا وأصيب نحو 2800 آخرين، بينهم 300 بحالة حرجة، في هجوم تسبب في تفجير آلاف أجهزة "بيجر" التي يستخدمها "حزب الله" بصفة خاصة في الاتصالات، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة اللبنانية الأربعاء.