اقتصاد دولي

مع استمرار المقاطعة.. منافسو "بيبسي" و"كوكاكولا" يشهدون إقبالا كبيرا

شهدت مبيعات "كوكاكولا" في مصر انخفاضا- الأناضول
جرّاء تسارع حملات مُقاطعة كافّة المنتجات والجهات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، خلال حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، التي قاربت من العام الكامل؛ لا تزال عدد من الشركات المُدرجة في المُقاطعة، من قبيل "كوكاكولا" ومنافستها "بيبسي"، تُنفق مئات الملايين من الدولارات لتعزيز الطلب على مشروباتها الغازية، في عدد من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وذلك بحسب عدّة تقارير إعلامية.

مصر
وشهدت مبيعات "كوكاكولا" في مصر، وفق تقرير لوكالة "رويترز" انخفاضا، خلال الأشهر الستة المنتهية، وذلك وفقا لبيانات الشركة، في مقابل مقابل ارتفاعها بأقل من 10 في المئة في الفترة المناظرة من العام الماضي.

وانخفضت مبيعات "كوكاكولا" في مصر، في مقابل ارتفاع نسبة مبيعات العلامات التجارية المحليّة، خلال العام الجاري؛ بسبب حملات المقاطعة الجارية من المستهلكين، إذ تستهدف علامات تجارية عالمية تعتبرها رمزا للولايات المتحدة، وبالتالي دولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

باكستان
كانت سُنبل حسن، وهي باكستانية تعمل رئيسة تنفيذية للشؤون المالية، من بين أولئك الذين قاطعوا "كوكاكولا" و"بيبسي"، حيث رفضت إضافتها إلى قائمة الطعام، عند التّحضير لزفافها في وقت سابق من العام الجاري، بالقول خلال عدد من التقارير الصحفية، إنها "لا تريد لأموالها أن تصل إلى خزائن الضرائب في الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لدولة الاحتلال الإسرائيلي".

وأضافت سنبل، في حديثها لوكالة "رويترز": "عبر المقاطعة يمكن للمرء لعب دور بعدم المساهمة في هذا الدعم المالي"؛ أما عن البديل، فقد قدّمت سنبل لضيوف زفافها، العلامة التجارية الباكستانية "كولا نكست".

من جهته، قال قاسم شروف، وهو مؤسس تطبيق "كريف مارت"، وهو تطبيق توصيل واسع الانتشار في باكستان، إن المشروبات المحلية مثل "كولا نكست" و"باكولا" باتت لهم شعبية في البلاد، إذ أصبحا يشكلان ما يعادل الـ12 في المئة من مشتريات المشروبات الغازية عبر التطبيق.

وأضاف شروف في حديث لوكالة "رويترز" إن "النسبة كانت قرب 2.5 في المئة قبل المقاطعة"، مبرزا أن "باكولا، وهو مشروب غازي بنكهة الآيس كريم هو الأكثر مبيعا".

كذلك، شاركت عدّة مطاعم ورابطة المدارس الخاصة، في كراتشي، ناهيك عن طلاب الجامعات، في إجراءات مناهضة "كوكاكولا" ما أدّى إلى تراجع الشعبية التي ظلت الشركة تبنيها من خلال رعاية برنامج "كوك ستوديو"، الموسيقي الشهير في باكستان.

وتقول شركة "كوكاكولا" إنها "استثمرت مليار دولار في باكستان وحدها منذ عام 2008، ما أسفر عن نمو المبيعات بأرقام في خانة العشرات على مدى سنوات". فيما حقّقت شركة "بيبسي كو" مكاسب مماثلة، وفقا لإفادات البورصة. غير أنه الآن، تتراجع الشركتان أمام العلامات التجارية المحلية، جرّاء حملات المقاطعة الجارية.

بنغلادش
أما في بنغلادش، فقد أتت حملة "كوكاكولا" الإعلانية، لمواجهة المقاطعة، بعدّة نتائج عكسية. وقد تبخّر النمو السريع لشركة "بيبسي" في شتّى أنحاء منطقة الشرق الأوسط، مُباشرة عقب اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وكانت شركة "كوكاكولا" قد أطلقت إعلانا يظهر فيه صاحب متجر يتحدث عن عمليات الشركة في فلسطين. وبعد احتجاجات وُصفت بـ"العارمة"، سحبت "كوكا كولا" الإعلان في حزيران/ يونيو واعتذرت. وردا على سؤال من وكالة "رويترز"، قالت الشركة إن "الإعلان كان غير موفّق".

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" عبر تقرير، أعده جون هدسون، إنه في هذا الصيف، وعندما بدأت مبيعات "كوكاكولا" بالتراجع في أجزاء من الشرق الأوسط وآسيا، بسبب علاقات الشركة مع "إسرائيل"، فقد بدأت الشركة صاحبة الامتياز بتعبئة وتوزيع "كوكاكولا" في بنغلادش حملة إعلانية عالية الكلفة وجنّدت فيها نجما  تلفزيونيا معروفا، لعب أدوارا في مسلسلات تلفزيونية وتلفزيون الواقع في جنوب آسيا. 

وفي سياق متّصل، انطلقت الدعوات لمقاطعة "ماكدونالدز" كذلك، عقب أيام من بدء الحرب على غزة، عندما أعلن عملاق الوجبات السريعة، على مواقع التواصل الاجتماعي أنه "تبرع ويستمر بالتبرع بعشرات الآلاف من الوجبات لوحدات الجيش الإسرائيلي والشرطة والمستشفيات والمقيمين في جميع أنحاء القطاع وجميع أنحاء القطاع" من "قوات الإنقاذ"، في إشارة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وانتشرت منذ بدء الحرب العديد من القوائم التي تضم الشركات الداعمة للاحتلال وتجب مقاطعتها، وجرى تداولها شعبيا وعلى منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، مع بيان سبب المقاطعة وإيجاد بدائل عنها.

أما بخصوص تاريخ "المُقاطعة" كفعل احتجاجي يتبناه المستهلكون، فيعود إلى حركة مقاطعة السكر في بريطانيا في القرن الثامن عشر، الذي أتى احتجاجا على العبودية. كما أنها استُخدمت أيضاً في مواجهة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، في القرن العشرين، كما أنها استُخدمت على نطاق واسع ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي وشملت أيضاً سحب استثمارات وفرض عقوبات.