سياسة دولية

احتجاجات إسرائيلية للمطالبة بالصفقة.. وعمليات قمع واسعة (شاهد)

خرجت مظاهرات حاشدة في تل أبيب وبئر السبع وأمام مقر إقامة نتنياهو في القدس- إكس
تواصلت المظاهرات والاحتجاجات الإسرائيلية، مساء اليوم الاثنين، لليوم الثالث على التوالي، للمطالبة بصفقة تبادل أسرى فورية مع حركة حماس، وذلك في أعقاب الغضب الواسع الناتج عن مقتل ستة أسرى إسرائيليين في مدينة رفح جنوب القطاع، قبل إعادة جيش الاحتلال للجثامين.

وشهدت المدن المحتلة إضرابا واسعا منذ ساعات الصباح، تلبية لدعوة أطلقها اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي، احتجاجا على سياسة حكومة بنيامين نتنياهو وتأخيرها لعقد صفقة تبادل الأسرى.

وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن مظاهرات حاشدة خرجت مساء اليوم، في تل أبيب وبئر السبع وأمام مقر إقامة نتنياهو في القدس، للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ويتضمن صفقة لتبادل الأسرى.

تمكن مئات المتظاهرين الإسرائيليين ممن يطالبون بصفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس من اقتحام حواجز قريبة من مقر إقامة نتنياهو في القدس، وخوض مواجهات "عنيفة" مع جنود الاحتلال.

وانطلقت المظاهرات الإسرائليية، في عدة مدن بما فيها بئر السبع (جنوب) بالتزامن مع مؤتمر صحفي لنتنياهو، ضرب فيه مطالب أهالي الأسرى بالانسحاب من محور فيلادلفيا (على الحدود بين غزة ومصر) عرض الحائط، مؤكدا أن إسرائيل لن تنسحب منه.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "اقتحم مئات المتظاهرين حواجز في القدس، حيث تقام احتجاجات تطالب بالإفراج عن المختطفين (الأسرى في غزة) أمام مقر إقامة رئيس الوزراء في شارع غزة"، بالقدس.

وأضافت أن "اشتباكات عنيفة" دارت بين المتظاهرين والقوات الإسرائيلية.

وحمل المتظاهرون 6 توابيت فارغة مغطاة بعلم إسرائيل، في إشارة لـ 6 أسرى إسرائيليين في غزة أعاد الجيش جثامينهم بعد مقتلهم في أحد الأنفاق.

كما حملوا لافتات تحمل كلمات "مجرم" في إشارة لنتنياهو، و"أنقذ إسرائيل من نفسك"، و "صفقة الآن".

وفي بيان، قالت الشرطة الإسرائيلية: "إنه تم اعتقال 6 مشتبه بهم بسبب السلوك غير المنضبط خلال مظاهرة القدس".


وأضافت أن "5 متظاهرين حاولوا الوصول إلى المجمع المغلق بالقرب من مقر إقامة رئيس الوزراء عن طريق الطرق الالتفافية دون أن يتمكنوا في ذلك".

وفي تل أبيب (وسط) تظاهر مئات الإسرائيليين، أمام جسر بيغن وسط المدينة، بينما سار الآلاف شمالا في الطريق إلى مقر حزب الليكود برئاسة نتنياهو في شارع الملك جورج، وفق يديعوت أحرونوت.

وبهذا الخصوص، قالت هداس كالديرون، التي لا يزال والدها "يلديا عوفر" محتجزا في غزة، خلال المظاهرة: "أمس 6 جثث، اليوم جنازات، والعديد من القلوب المكسورة، لقد ماتت قيمة قدسية الحياة هنا".

وأضافت: "الكابينت (المجلس الوزاري السياسي الأمني) الدموي، تخلى عن المختطفين، والنتيجة أنهم في الأنفاق مثل الكلاب". وتوجهت إلى نتنياهو بالقول: "أنت رئيس الوزراء الخائن لشعبك".

في غضون ذلك، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إن تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن التوصل لصفقة تبادل مع حركة حماس، هي دليل آخر على أن نتنياهو "يحبط عودة ذويهم".

جاء ذلك في بيان للهيئة، عقب ساعات من تصريحات لبايدن من البيت الأبيض، قال فيها "لا أعتقد أن نتنياهو يبذل ما يكفي من الجهد لتأمين اتفاق تبادل الرهائن مع حماس".


وقالت هيئة عائلات الأسرى في بيان نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت": "إذا كنا بحاجة إلى دليل إضافي على أن نتنياهو يحبط عودة المختطفين، فقد حصلنا عليه من الرئيس الأمريكي".

وأضافت: "تصريح رئيس الوزراء بأننا لن نغادر (محور) فيلادلفيا (على الحدود بين غزة ومصر)، هو تصريح خطير يعني أنه لن تكون هناك صفقة ولن تتمكن العائلات من رؤية أحبائهم يعودون إلى ديارهم مرة أخرى، الأحياء لإعادة التأهيل والقتلى لدفنهم".

وتابعت: "شعب إسرائيل لن يسمح لكابينت (المجلس الوزاري الأمني المصغر) الإهمال، بمواصلة المماطلة في التوصل إلى صفقة كان يمكنها أن تنقذ حياة ثلاثة على الأقل من المختطفين الستة الذين دفنوا في اليومين الماضيين".

والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي استعادة جثث 6 محتجزين بعد العثور عليها داخل نفق بقطاع غزة واتهم "حماس" بقتلهم، لكن الحركة أعلنت أنهم قتلوا بالقصف الإسرائيلي المستمر على القطاع.

وفي وقت سابق الاثنين، نقلت وسائل إعلام عبرية بينها هيئة البث وإذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر مقربة من نتنياهو، دون أن تسميها، قولها إن "كلمات الرئيس الأمريكي خطيرة بشكل خاص عندما تقال بعد أيام قليلة من قتل حماس ستة رهائن إسرائيليين، بمن فيهم مواطن أمريكي".

وأضافت المصادر: "الغريب أن رئيس الولايات المتحدة يضغط على نتنياهو وليس على (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى) السنوار".

وحول البقاء في محور فيلادلفيا، نقلت وسائل إعلام عبرية عن نتنياهو قوله خلال اجتماع حكومته الاثنين: "نحن بحاجة إلى البقاء في المحور، إن ذلك ضروري لأمن إسرائيل".

والخميس، صادق الكابينت الإسرائيلي على قرار البقاء في فيلادلفيا بأغلبية ثمانية أصوات، فيما اعترض عليه وزير الجيش يوآف غالانت.