قالت صحيفة "
نيويورك تايمز"، إنه حتى مع استعداد مظاهر الفرح والثقة للهيمنة على المؤتمر الوطني الديمقراطي هذا الأسبوع في شيكاغو، فإن هناك قضية مؤلمة تقسم المؤسسة الديمقراطية بشدة عن جناحها الأيسر، وهي الحرب الإسرائيلية على قطاع
غزة.
وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "شبح الاحتجاجات التي هددت المؤتمر والتي كانت تحوم حول تجمع استضافه الرئيس بايدن، تراجع إلى حد ما مع صعود كامالا
هاريس كمرشحة جديدة للحزب يُنظر إليها على أنها أكثر تعاطفا مع نشطاء حقوق الفلسطينيين. لكن لا يزال من المتوقع أن يجتمع عشرات الآلاف من المحتجين خارج السياج الأمني للمؤتمر، ولا يزال احتمال حدوث اضطرابات بارزة حقيقيا".
وتأكيدا على موضوع الوحدة، حاول منظمو المؤتمر تهدئة كل من المسلمين واليهود الأمريكيين، وفقا للتقرير.
وذكرت الصحيفة، أنه "تم تخصيص فترات للتحدث مع أسر الأسرى الأمريكيين المحتجزين لدى حماس في غزة. وسيُمنح أحد أبرز المسلمين في السياسة الوطنية، كيث إليسون، المدعي العام التقدمي لولاية مينيسوتا، وقتا على منصة المؤتمر. ومن المتوقع أن يتحدث دوغ إيمهوف، زوج هاريس، بفخر عن يهوديته. ويسلط البرنامج الديمقراطي الضوء على التزام أمريكا بأمن إسرائيل".
في الوقت نفسه، عقدت مديرة حملة هاريس، جولي شافيز رودريغيز، سلسلة من الاجتماعات الأسبوع الماضي لسماع مخاوف الأمريكيين العرب وبعض المندوبين الذين يمثلون الناخبين الديمقراطيين الأساسيين الذين أدلوا بأصواتهم "غير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية للاحتجاج على سياسة بايدن تجاه دولة
الاحتلال، وفقا للتقرير.
على الرغم من هذه الجهود، ستخيم على المؤتمر احتجاجات كبيرة ضد نهج إدارة بايدن-هاريس تجاه الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة، أن "السؤال الرئيسي للديمقراطيين هذا الأسبوع هو ما إذا كان المتظاهرون يمثلون مجموعة مهمة من الناخبين الذين يمكنهم تغيير نتيجة الانتخابات في تشرين الثاني/ نوفمبر، أو ما إذا كانوا من المتطرفين على اليسار الذين يجب مقاومتهم في نداء إلى تيار الوسط في الحزب".
وفي كلتا الحالتين، رأى التقرير أنه "من المؤكد أن موضوع الحرب سيكون قضية مركزية طوال المؤتمر، كما قال حاكم ولاية نيوجيرسي فيل مورفي".
وقال مورفي: "إنه واقع، ولا يمكن تجاهله. هناك الكثير من المأساة، وهناك الكثير من الخسائر في الأرواح البريئة، وبالمناسبة، لا يزال هناك الكثير - على مستوى مرتفع للغاية - من المخاطر الجيوسياسية، وهذا لن يختفي، للأسف، في أي وقت قريب".
أشار التقرير، إلى أن "اجتياح الاحتجاجات على الحرب، بقيادة الأمريكيين العرب والأمريكيين المسلمين والشباب التقدميين، الحرم الجامعي والمدن في جميع أنحاء البلاد هذا الربيع وعرقلتها ظهور حملة بايدن. وأعلن المتظاهرون عن وجودهم، وإن كان على نطاق أصغر، في بعض التجمعات التي حضرتها هاريس منذ أصبحت المرشحة بحكم الأمر الواقع".
ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أن "العواقب السياسية لجهود هاريس لتهدئة كلتا الدائرتين أقل وضوحا. بجانب التضخم وتكاليف الإسكان والإجهاض، فإن الحرب في غزة ليست دافعا كبيرا لمعظم الناخبين الديمقراطيين، حتى الناخبين الشباب. أظهرت بيانات استطلاعات الرأي الجديدة التي ستصدرها جامعة شيكاغو ومؤسسة جين فوروارد يوم الاثنين أن مشاعر الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما متباينة: إذ أبدى 36% منهم عدم موافقتهم على المساعدات العسكرية لإسرائيل، في حين أبدى 33% موافقتهم، ولم يكن لدى 29% منهم رأي محدد".
وقالت إنه "الأمر الأكثر أهمية هو أن الاستطلاع أظهر أن حرب غزة جاءت في المرتبة الأخيرة بين مخاوف الناخبين الشباب، بعد الهجرة ونمو الاقتصاد وعدم المساواة في الدخل".
وأضافت أن "حملة هاريس، على الرغم من حداثتها، حاولت أن تجد بعض مظاهر الوحدة بين الديمقراطيين في هذه القضية. ففي يوم الخميس الماضي، سافرت شافيز رودريغيز، مديرة حملة هاريس، إلى ديترويت للقاء عباس علوية، مندوب ولاية ميتشيغان في المؤتمر، والذي يمثل الناخبين "غير الملتزمين" في الانتخابات التمهيدية. كما أنها التقت بزعماء عرب أمريكيين ويهود".
وعقد كبار المسؤولين من اللجنة الوطنية الديمقراطية اجتماعات يوم الخميس مع مندوبين آخرين "غير ملتزمين" في شيكاغو، ويخططون لعقد مناقشات نهارية أثناء المؤتمر مع الأمريكيين من أصل فلسطيني، بما في ذلك المندوبون "غير الملتزمين"، ومع الأمريكيين اليهود، وفقا للتقرير.
ومع ذلك، تشدد الصحيفة على أن هناك علامات على الصراع في الأسبوع المقبل. ويخطط المندوبون إلى المؤتمر الذين يمثلون الناخبين "غير الملتزمين" لعقد مؤتمرات صحفية كل صباح في منطقة فولتون ماركت، على مسافة قصيرة سيرا على الأقدام من مركز يونايتد، حيث ستُلقى خطابات المؤتمر في وقت الذروة.
وفي داخل الساحة، يخطط هؤلاء المندوبون لإقامة وقفة احتجاجية، وقال منظمو حملة "غير ملتزم" إن الدبابيس التي تم توزيعها على المندوبين "غير الملتزمين" وبعض أنصار هاريس ستحدد "مندوبي وقف إطلاق النار".
ومن المقرر تنظيم احتجاجات واسعة النطاق في القنصلية الإسرائيلية في وسط مدينة شيكاغو وفي الشوارع والمتنزهات القريبة من المؤتمر يومي الثلاثاء والأربعاء والخميس، وفقا للتقرير.
وفي الوقت نفسه، ستعقد الجماعات المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي مثل "الأغلبية الديمقراطية من أجل إسرائيل" و"المجلس الديمقراطي اليهودي في أمريكا" ومنظمة "جيه ستريت الليبرالية" المؤيدة لإسرائيل فعاليات لمحاولة الاستجابة لمخاوف ناخبيها.
وذكرت الصحيفة، أن بعض الديمقراطيين اليهود رأوا أنه "من الضروري لهاريس وزميلها في الترشح، حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، أن يظهرا للناخبين أنهما لن يخافا من جناح اليسار، وأن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل لا يمكن المساس به. وقد قيل الكثير عن اجتماع قصير بالفيديو عقدته هاريس مع كل من عباس علوية وليلى العبد، وهي أمريكية فلسطينية في ميتشيغان، وكلاهما مؤسس لمجموعة احتجاجية، هي الحركة الوطنية غير الملتزمة".
وعندما اقترحت العبد، أن هاريس منفتحة على طلب المجموعة بفرض حظر فوري على الأسلحة على إسرائيل، سارع مستشار نائب الرئيس للأمن القومي، فيل غوردون، إلى القول إنها ليست كذلك.
وذكرت الصحيفة، أن "القلق بين الجماعات المؤيدة لإسرائيل هو أنه لا يمكن تهدئة المحتجين من أجل حقوق الفلسطينيين. ويشير أنصار إسرائيل إلى أن المطالب مثل فرض حظر على الأسلحة من غير المرجح أن تتحقق، ويقولون إن هاريس من خلال التقرب من مثل هذه المجموعات تخاطر بتنفير المجتمع المؤيد لإسرائيل دون كسب أصوات الناخبين المتشككين من العرب الأمريكيين والمسلمين"، بحسب زعمهم.
ولكن الناخبين المؤيدين للفلسطينيين يمتلكون نقطة نفوذ مهمة: فهم يتركزون في ميتشيغان، وهي ولاية ساحة معركة حاسمة. ويعمل الحزب الديمقراطي في الولاية، بقيادة رئيسته لافورا بارنز، منذ أكثر من عام على تخفيف مخاوف السكان العرب الأمريكيين والمسلمين في ميتشيغان، حيث وظف ثلاثة أشخاص في الشهر الماضي لتكثيف الجهود.
وقال عابد أيوب، المدير التنفيذي الوطني للجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز، وهو ناشط في مجال حقوق الفلسطينيين في ميتشيغان، إن "حملة هاريس- فالز تقود جهدا منفصلا".
ويقول منظمو حقوق الفلسطينيين، إن طلبات المندوبين "غير الملتزمين" بإلقاء خطابات في أوقات الذروة في المؤتمر قوبلت بالرفض، كما أن مطالبهم قوبلت بالحصول على أوراق اعتماد لجلب الناشطين إلى مركز يونايتد.