أكد الوزير اللبناني السابق والقيادي في
المؤتمر القومي العربي، والقومي ـ الإسلامي بشارة مرهج، أن رئيس المكتب السياسي
لحركة "حماس"
إسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل فجر اليوم الأربعاء في
العاصمة الإيرانية طهران، رجل شريف وشهيد بأتم
معنى الكلمة، وأن
اغتياله لن يمر دون رد.
وقال مرهج في تصريحات خاصة لـ
"عربي21": "جريا على عادتها استخدمت إسرائيل الخداع وقالت بأنها
ستضرب في البقاع والجنوب ثم تخطت الخطوط الحمر وضربت في بيروت.. وعلى الرغم من
أنه لا يوجد أي برهان على ضلوع المقاومة في حادث مجدل شمس.. لذلك كانت ضربة كبيرة..
لا بد من رد عليها.. الجماهير لا تزال هائجة في الضاحية ثم تلتها أخرى بطهران".
وأضاف: "إسماعيل هنية رجل وطني شريف استشهد
في ميادين الشرف، كانوا يتهمونه بأنه هرب أبناءه لكنه تبين العكس فقد قدم أبناءه
وأحفاده والآن هو نفسه، فهو رجل وطني شريف وشهيد بكل معنى الكلمة وبطل من أبطال
فلسطين".
وأكد مرهج أن "المرء يستغرب فعلا كيف
أن غزة بما تملكه من إمكانيات ضعيفة لا يزال أهلها على قيد الحياة بعد هذا الكم
الهائل من السلاح الذي ألقي عليهم".
وأشار إلى أنه ما كان للاحتلال أن يقدم لا
على ضربة بيروت أمس ولا طهران فجر اليوم لولا الموافقة الأمريكية، وقال:
"اغتيال هنية ما كان له أن يحدث لولا وجود قرار أمريكي ـ إسرائيلي،
وبالمناسبة الشهادة عندنا في لبنان كما في فلسطين شرف وليست العكس".
وعن ما إذا كان اغتيال هنية في طهران يعني
إعلان حرب مفتوحة، قال مرهج: "هم يتحفظون على الحرب المفتوحة، لكنهم يريدون
إيلام المقاومة وإيران وإغلاق الملف الفلسطيني على هذه النقطة.. وهذا لن يرضى به
الفلسطينيون والإيرانيون، هم ما زالوا يتعاملون مع المنطقة بمنطق 67 وليس بعقل
2024، لم يعد أسلوب الاحتلال يستوي مع شروط العصر، سترد المقاومة وسترد إيران، وهذا
من طبيعة الأمور"، وفق تعبيره.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية
"حماس"، الأربعاء، اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في غارة
إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.
وقالت الحركة، في بيان، إنها "تنعى
لأبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم الأخ القائد
الشهيد المجاهد إسماعيل هنية رئيس الحركة، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على
مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد".
وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بمقتل
إسماعيل هنية في طهران، موضحا أن التحقيق جار في عملية الاغتيال وأنه ستم الإعلان
عن النتائج قريبا.
وكان آخر ظهور لهنية في طهران أثناء حفل
تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مساء الثلاثاء.
وهنية أحد أبرز القادة السياسيين
الفلسطينيين وأحد رموز حركة "حماس"، إذ شغل منصب رئيس الحكومة
الفلسطينية في 2006-2007.
وانتخب لأول مرة رئيساً للمكتب السياسي
لحماس في مايو/ أيار 2017، وأعيد انتخابه في 2021 لدورة ثانية تنتهي في 2025.
وقبل هنية، اغتالت "إسرائيل" في 22 مارس/ آذار
2004 مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، وعقب ذلك بأسابيع معدودة اغتالت خلفه
عبدالعزيز الرنتيسي في 17 إبريل/ نيسان من نفس العام، ليخلفه هنية حينئذ في قيادة
الحركة بغزة، وبعد 20 عاما يلحق بهم إلى عالم الآخرة.
اقرأ أيضا: استشهاد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بغارة إسرائيلية على طهران