بعد
اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية
حماس، إسماعيل
هنية فجر الأربعاء، في العاصمة الإيرانية طهران عقب مشاركته في تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان٬ يتساءل كثيرون عمّن سيخلف هنية في رئاسة المكتب السياسي للحركة.
ففي الثالث من كانون الثاني/ يناير الماضي اغتال الاحتلال الإسرائيلي نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري بغارة في الضاحية الجنوبية في لبنان. ما يعني أن منصب رئيس المكتب السياسي ونائبه في الحركة أصبح فارغا.
يذكر أنه في الثامن من آب/ أغسطس عام 2021، أعاد مجلس الشورى العام لحركة حماس انتخاب إسماعيل هنية، رئيساً للمكتب السياسي، وصالح العاروري، نائبا للرئيس، بالإضافة إلى عمله رئيسا لإقليم "الضفة الغربية لدورة ثانية (2021- 2025).
ويشغل خالد مشعل، رئاسة إقليم الخارج في حركة حماس بعد انتخابه في هذا المنصب في نيسان/ أبريل 2021، في حين يشغل يحيى السنوار رئاسة إقليم قطاع غزة بعد انتخابه في آذار/ مارس 2021.
كيف تجرى الانتخابات الداخلية؟
تُجرى الانتخابات الداخلية لحركة حماس كل أربع سنوات، في ظروف مُحاطة بالسرية؛ نظراً لاعتبارات تتعلق بالملاحقة الأمنية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
ووفقا للباحث السياسي
الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسة عدنان أبو عامر٬ فإنها "تمتاز حماس عن باقي التنظيمات الفلسطينية بإجراء انتخابات داخلية كل أربع سنوات، تؤثر نتائجها على آلية صنع القرار في الحركة، وتنعكس على مشاركتها في الانتخابات الفلسطينية العامة، وعلى علاقتها مع الفصائل الأخرى، فضلاً عن تأثيرها على علاقات حماس الإقليمية والدولية".
وأضاف عامر: "تشمل انتخابات حماس الداخلية عدة مراحل، أولها اختيار الهيئات الإدارية للمناطق الفرعية، وصولاً إلى انتخاب مجلس الشورى العام، وانتهاء برئيس وأعضاء المكتب السياسي للحركة. تجرى هذه الانتخابات دون حملات دعاية، وتعتمد السرية التامة في إجرائها، وتشمل كافة المستويات الإدارية والشورية".
وعن آلية الترشح قال عامر: "لا تبادر قيادات حماس بترشيح نفسها للمواقع القيادية، بل يرشح أعضاء مجلس الشورى المنتخب من يرونه مناسبا لرئاسة المكتب السياسي، في ذات يوم الانتخاب، ومن يحوز غالبية أصواتهم يصبح زعيما للحركة، ولذلك يعود قرار انتخاب قائدها للمؤسسة الشورية، ولا يصنعه طرف بعينه داخل الحركة، ولا يخضع لإرادة أي جهة فيها".
يذكر أن الانتخابات الداخلية لحركة حماس عام 2021 جرت وفق آلية اعتمدت للمرة الأولى إدراج أسماء من مضى على عضويتهم 15 عاما ضمن من يحق انتخابهم، بعدما اقتصر الانتخاب في السنوات السابقة على من يحصل على رتبة رقيب، وهي أعلى رتبة تنظيمية في حركة حماس، كما أن نظامها الداخلي يمنع الترشيح الذاتي لتولي المناصب، ويعتمد على نظام الاختيار العفوي للناخبين.
وتابع أبو عامر قائلا: "فيما تختار المناطق المحلية في حماس مجلس الشورى العام، يقوم الأخير بانتخاب أعضاء المكتب السياسي، أعلى سلم قيادي في حماس، ويقسم النظام الداخلي لحماس تواجدها في أربع مناطق عامة، قطاع غزة والضفة الغربية والخارج والسجون الإسرائيلية، ويُمنح رئيس مكتبها السياسي فرصة البقاء في منصبه لولايتين متتاليتين فقط، وجرت العادة أن تُجري حماس انتخابات داخلية كل أربع سنوات لاختيار قيادتها السياسية العليا، أجريت آخرها في مايو 2017، حين فاز هنية برئاسة مكتبها السياسي خلفا لمشعل".
وقال عامر تعليقا على آخر انتخابات داخلية أجريت: "على غير العادة، نشرت حماس هذه المرة صورا لانتخاباتها الداخلية ربما لإظهار سلوكها الديمقراطي أمام الرأي العام العالمي من جهة، ومن جهة أخرى للإشارة إلى أنها باتت تنتهج العلنية في ممارساتها السياسية والتنظيمية".
تتمتع حركة حماس في غزة بكامل حرية العمل التنظيمي، ويتم ذكر أسماء قيادتها فيها علنا، بينما تخضع الحركة في الضفة الغربية لاعتبارات تجعل اتباع السرية في العمل التنظيمي أمراً حتمياً، تجنباً للملاحقة من الاحتلال الإسرائيلي.
ويُعد إسماعيل هنية ثالث شخصية تتولى قيادة رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، بعد موسى أبو مرزوق وخالد مشعل.
وشغل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الفترة من 1996 إلى 2017، قبل أن يخلفه لرئاسة المكتب السياسي العام للحركة إسماعيل هنية.