قال محلل عسكري
إسرائيلي، الاثنين، إن أجهزة الأمن في إسرائيل "تضغط لإبرام اتفاق تبادل أسرى
ووقف إطلاق نار" بقطاع
غزة خلال أسابيع، بينما يرسل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
إشارات متضاربة في هذا الملف.
وتقدر تل
أبيب وجود 120 أسيرا إسرائيليا بغزة، أعلنت حركة
حماس مقتل أكثر من 70 منهم في غارات
عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز بسجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
وأضاف عاموس هارئيل،
في تحليل بصحيفة "هآرتس" أن "ثمة إجماعا بين كبار مسؤولي الأمن على أنه
من الممكن والضروري التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن إعادة الرهائن (الأسرى الإسرائيليين)
في الأسابيع المقبلة".
وتتهم عائلات الأسرى
والمعارضة نتنياهو بوضع عراقيل أمام الاتفاق المقترح؛ للحيلولة دون تفكك ائتلافه الحاكم
وفقدانه منصبه؛ إذ يهدد وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبل باتفاق يقضي بإنهاء الحرب.
وبدعم أمريكي،
تشن إسرائيل حربا على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر أسفرت عن نحو 129 ألف شهيد وجريح
فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت
بحياة عشرات الأطفال.
وتابع هارئيل:
"عائلات الرهائن سمعت من هؤلاء المسؤولين، وبينهم مدير (جهاز الأمن العام) الشاباك
رونين بار، أنه يمكن التوصل إلى تفاهمات لضمان الإشراف الإسرائيلي على تهريب الأسلحة
عبر الحدود بين غزة ومصر دون إحباط الصفقة".
وأردف: "تتلخص
الفكرة في ابتكار حلول تكنولوجية بموافقة مصر، لكشف الأنفاق ومحاولات التهريب".
وادعى أن
"إسرائيل ناقشت مع مصر طبيعة هذه الترتيبات، وتوقيت انسحاب الجيش الإسرائيلي من
محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، على طول الحدود بين غزة ومصر".
واستدرك:
"لكن القضية الأكثر أهمية هي اشتراط نتنياهو عدم انتقال مسلحي حماس من جنوب قطاع
غزة إلى الشمال عبر ممر نتساريم، الذي يقسم القطاع إلى شطرين".
واستطرد:
"غير أن بعض كبار مسؤولي الأمن يعتقدون أن نتنياهو سيجد طريقة للتغلب على هذه
المشكلة، إذا قرر أنه يريد التوصل إلى اتفاق".
و"يواصل نتنياهو
إرسال رسائل متضاربة حول هذه النقطة، كما تنقسم الآراء بشأنها داخل ائتلافه الحاكم"،
كما أضاف هارئيل.
وتابع: "يقول
مسؤولو الأمن إن لديهم انطباعا بأن نتنياهو هو الذي يوجه ردود كلا المعسكرين داخل الائتلاف،
مؤيدي الصفقة ومعارضيها، وسيتخذ قراراه في النهاية بناءً على الظروف السياسية".
ورجح أنه
"في حال اتخاذ نتنياهو القرار، فمن المتوقع أن يكون بعد عودته إلى "إسرائيل"
عقب إلقاء خطابه أمام الكونغرس الأمريكي (الأربعاء)، وبعد انتهاء الدورة الصيفية للكنيست
في 29 تموز/ يوليو؛ لأنه يخشى تعريض استقرار حكومته للخطر".
الانتخابات الأمريكية
هارئيل ادعى أن
"ثمة أسبابا دفعت حماس إلى الموافقة على مقترح الاتفاق المطروح، بينها الضغط العسكري
والتحول في الرأي العام الدولي".
وأوضح أنه
"خلال الأشهر الأولى من العام، كان يوجد اهتمام كبير في الغرب بما يحدث في غزة،
مصحوبا بانتقادات متزايدة لإسرائيل بشأن عدد القتلى المدنيين ومشاكل إدخال المساعدات
الإنسانية إلى القطاع".
واستدرك:
"لكن الولايات المتحدة مشغولة الآن بدراما انتخاباتها الرئاسية المقبلة وقرار
(الرئيس الديمقراطي جو) بايدن (الأحد) الانسحاب من السباق الرئاسي، كما تقلصت الاحتجاجات
ضد إسرائيل بسبب تصرفاتها في غزة".
وبوساطة مصر وقطر
ومشاركة الولايات المتحدة، تجري "إسرائيل" وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة
لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.
وتقول الفصائل
الفلسطينية إن "إسرائيل" وحليفتها الولايات المتحدة لا ترغبان في إنهاء الحرب حاليا،
وتسعيان إلى كسب وقت عبر المفاوضات، على أمل أن يحقق نتنياهو مكاسب في القتال.
الاستعداد لـ"حزب
الله"
و"ينبع دعم
الجيش الإسرائيلي للصفقة جزئيا من أولوياته الإستراتيجية"، حسب هارئيل.
وأوضح أن
"الجيش يعتقد بشكل متزايد أن التحديات على الجبهات الأخرى، حزب الله والحوثيين
ومن خلفهم إيران، تتزايد حدة، وبالتالي تتطلب المزيد من المراقبة والإعداد وتخصيص الموارد".
وأردف: "لا
يزال الجيش يريد مواصلة العمليات ضد حماس حسب الحاجة إذا انهار وقف إطلاق النار".
"لكنه يريد
أيضا تقليص عدد قواته المقيدة في غزة، لتحضير نفسه لاحتمال حدوث المزيد من التصعيد
في لبنان"، وفق هارئيل.
وتحتل "إسرائيل"
منذ عقود أراضي لبنانية في الجنوب وهضبة الجولان السورية المحتلة فضلا عن الأراضي الفلسطينية.
و"تضامنا
مع غزة" تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"
مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق"
الفاصل أسفر عن مئات بين قتيل وجريج معظمهم بالجانب اللبناني.