قال علماء إن التقديرات تفيد بمرور
كويكب أكبر
من برج إيفل بالقرب من
الأرض، عام 2029، وهو ما يخشون أن يتسبب باصطدام كارثي يدمر
كوكبنا.
ويأمل العلماء الآن في فحص الكويكب
"أبوفيس" أثناء اقترابه منا في محاولة لتعزيز دفاعاتنا ضد الصخور الفضائية
الأخرى.
وأطلق العلماء اسم "أبوفيس" على
الكويكب نسبة إلى الأفعى الشريرة في الميثولوجيا المصرية القديمة، والتي تعد رمزا
للشر، حيث كان يعتقد أن الصخرة الفضائية في مسار تصادمي مع الأرض.
وأعلنت وكالة
الفضاء الأوروبية عن تمويل
الأعمال التحضيرية لمهمة "رامسيس" والتي سيتم من خلالها إرسال المركبة الفضائية
إلى الكويكب لجمع معلومات حول حجمه وشكله وكتلته وطريقة دورانه، بينما يندفع عبر
الفضاء.
ويجب أن يتم إطلاق رامسيس في 2028 للسماح للمركبة بالوصول إلى
"أبوفيس" في 2029، أي قبل الاقتراب الوثيق من الأرض، لمرافقته خلال هذا
المسار المثير.
وستسلط المهمة أيضا الضوء على التركيبة والبنية
الداخلية للكويكب "أبوفيس"، بالإضافة إلى مداره، واستكشاف كيفية تغير
الكويكب أثناء مروره على بعد 20 ألف ميل من الأرض، أي نحو عُشر المسافة من كوكبنا إلى
القمر، يوم الجمعة 13 نيسان/أبريل 2029.
وقال الدكتور هولغر كراغ، رئيس مكتب برنامج
سلامة الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية: "إن التحليق بالقرب من الأرض
فريد تماما"، مضيفا أنه من غير المتوقع أن يقترب أي كويكب من الأرض قبل بضعة
آلاف من السنين. و"إذا كانت السماء صافية، فيجب أن تكون قادرا على رؤيتها
بالعين المجردة". وسيكون ذلك ممكنا لنحو ملياري شخص في معظم أنحاء أوروبا
وإفريقيا وأجزاء من آسيا.
وسوف يمر أبوفيس بالقرب من الأقمار الصناعية
المستقرة بالنسبة إلى الأرض المستخدمة في البث التلفزيوني والملاحة والتنبؤ
بالطقس.
وكشف كراغ أنه عند تلك المسافة، سيبدأ الكويكب
في التفاعل مع الأرض. وقال: "إن مجال الجاذبية للأرض هو الذي سيعيد تشكيل
الكويكب بشكل طفيف، ما يؤدي إلى تغيير شكله"، مشيرا إلى أن سحب الجاذبية يمكن
أن يسبب أيضا انهيارات أرضية على سطح الكويكب.
وتابع كراغ أن البيانات التي ستقدمها مهمة رامسيس ستساعد العلماء على فهم الكويكب والمخاطر التي تشكلها مثل هذه الصخور
الفضائية.
وقال: "إن هدفنا في الدفاع عن الكواكب ليس
إجراء أبحاث علمية على الكويكبات، ولكن وصفها بطريقة يمكننا في يوم من الأيام أن
نحيدها عندما تصبح خطيرة".