قال القائم بأعمال وزير الخارجية
الإيراني، علي باقري كني، إن طهران تتخذ الإجراءات القانونية لمحاسبة المتورطين باغتيال الجنرال
سليماني في بغداد عام 2020.
وردا على سؤال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" حول مؤامرة اغتيال إيرانية مزعومة ضد الرئيس الأمريكي السابق دونالد
ترامب قال كني: "قلت لكم صراحة إننا سنلجأ إلى الإجراءات والأطر القانونية والقضائية على المستوى الداخلي والدولي؛ من أجل تقديم منفذي جريمة اغتيال الجنرال سليماني والمستشارين العسكريين إلى العدالة".
وعند سؤاله فيما إذا كان ذلك يتضمن إجراءات عنيفة، قال كني: "لن نلجأ إلا إلى الإجراءات القانونية والقضائية الإيرانية والدولية، وحتى الآن قمنا بذلك، وهذا حقنا، وبالطبع سنواصل ذلك".
وأضاف: "الأمريكيون قالوا ذلك صراحة، إنهم اغتالوا القائد العسكري الإيراني الكبير؛ لذلك من حقنا الطبيعي أن نتابع هذه القضية، وأولئك المتهمون في هذه القضية يجب أن يقدموا إلى العدالة ولمحكمة عادلة".
وكانت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، نقلت عن مصادر مطلعة قولها، إن الولايات المتحدة تلقت معلومات استخباراتية عن مؤامرة إيرانية لاغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لكنها لا ترتبط بحادثة إطلاق النار عليه في ولاية بنسلفانيا.
وقالت الشبكة إنه لا يوجد ما يشير إلى أن الشاب البالغ من العمر 20 عاما الذي حاول اغتيال ترامب يوم السبت كان على صلة بالمؤامرة.
ونقلت عن مسؤول في الأمن القومي الأمريكي قوله، إن جهاز الخدمة السرية وحملة ترامب كانا على علم بالمؤامرة قبل التجمع الانتخابي الذي أقيم يوم السبت.
وذكر أنتوني جوجليلمي، المتحدث باسم جهاز الخدمة السرية، للشبكة، أن الجهاز “أضاف في الآونة الأخيرة موارد وقدرات وقائية إلى الإجراءات الأمنية للرئيس السابق”.
وبينت "سي إن إن"، أنه ليس من الواضح ما إذا كانت تفاصيل التهديد الإيراني قد تمت مشاركتها مع حملة ترامب، التي قالت في بيان: "نحن لا نعلق على التفاصيل الأمنية للرئيس ترامب. يجب توجيه جميع الأسئلة إلى جهاز الخدمة السرية للولايات المتحدة".
وخضع الجهاز للتدقيق في الأيام القليلة الماضية، بعد أن تمكن المسلح المشتبه به من الوصول إلى سطح أحد المباني دون عوائق، وأطلق النار مباشرة على ترامب، ما أدى إلى إصابة الرئيس السابق في أذنه ومقتل أحد الحاضرين وإصابة اثنين آخرين.
وقال مسؤولان سابقان في جهاز الخدمة السرية الأمريكي، إن المسلح الذي حاول اغتيال ترامب أطلق النار من سطح أحد المباني الذي أعلن الجهاز وقوعه خارج النطاق المكلف بحمايته، في إهمال فادح لم يكن ينبغي للجهاز أن يرتكبه.
وقال كينيث فالنتين، وهو عميل خاص سبق أن عمل في جهاز الخدمة السرية للشبكة الأمريكية، إن
محاولة اغتيال ترامب كشفت عن ثغرة أمنية كبيرة، مضيفا: “لم يكن من المفترض أن يتمكن (مطلق النار) من الصعود إلى السطح”.
وأضاف أنه كان ينبغي على الجهاز تكليف أحد أفراده بمراقبة أسطح المباني القريبة، وأن يكون قادرا على إيقاف مثل هذا التهديد.
وقال ضابط آخر سبق أن عمل في الخدمة السرية في مقابلة: “قال الجهاز إن المبنى كان خارج النطاق المكلف بتأمينه، وهذا غير صحيح. كان ينبغي أن يكون داخل هذا النطاق. هذا إخفاق كبير”.
واتفق المسؤولان السابقان على أنه كان ينبغي على الجهاز اعتبار هذا المبنى مصدر تهديد أمني، وأن يكون مسؤولا عن منع وصول أي شخص إليه، وفقا لـ "سي إن إن".
وأمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بإجراء تحقيق مستقل في كيفية تمكن المسلح من اتخاذ موقع قريب جدا سمح له بإصابة ترامب، رغم الوجود الأمني المكثف لجهاز الخدمة السرية في التجمع الانتخابي الذي أقيم يوم السبت في بتلر بولاية بنسلفانيا.