صحافة دولية

"عربي21" ترصد تغطية الصحافة الفرنسية لمحاولة اغتيال ترامب (شاهد)

نجاة دونالد ترامب من محاولة اغتيال في بنسيلفانيا- جيتي
عقب نجاة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، السبت، من محاولة اغتيال، إثر إطلاق النار عليه خلال تجمّع انتخابي حاشد، وفي الوقت الذي لا يزال فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي، يسعى لمعرفة ملابسات محاولة الاغتيال؛ مضت كافة الصّحف العالمية في العمل على جُملة من التقارير والتحليلات لمعالجة الخبر من مُختلف الزوايا.

وفي هذا السياق، مضت "عربي21" في رصد أبرز ما عالجت الصحف الفرنسية، السبت والأحد، بخصوص نجاة دونالد ترامب من محاولة اغتيال في بنسيلفانيا، إذ قُتل فيها أحد مناصري ترامب.


"من أطلق النار"
استفسرت كل من صحيفة "لوفيغارو" وصحيفة "لوموند" بعنوان مشابه، جاء فيه: "ماذا نعرف عن توماس ماثيو كروكس، الجاني المزعوم لمحاولة اغتيال دونالد ترامب؟"، و"ماذا نعرف عن توماس ماثيو كروكس، الرجل البالغ من العمر 20 عاما، الذي أطلق النار على دونالد ترامب؟".

وفي هذا السياق، أبرزت صحيفة "لوفيغارو" في تقرير لها، ترجمته "عربي21"، أنه "في الليلة التي تلت محاولة اغتيال دونالد ترامب، كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي عن هوية مُطلق النار، بعد تأكيد الحمض النووي. إذ قُتل الشاب بالرصاص مباشرة بعد إطلاق النار على الرئيس السابق".

ونقلت الصحيفة، في تقريرها، عن وسائل الإعلام الأمريكية، أنه "بعد فترة وجيزة من تسجيل الرجل في ملفات الانتخابات في ولاية بنسلفانيا، كناخب للحزب الجمهوري. كان يتبرع بمبلغ 15 دولارا في عام 2021 لجمعية سياسية قريبة من أفكار الحزب الديمقراطي، وفقا للجنة انتخابية نقلت عنها شبكة سي إن إن".

وتابعت: "يظهر مقطع فيديو، نشره موقع TMZ، المتخصص في أخبار المشاهير، مطلق النار وهو مستلق على بطنه على سطح مبنى ويحمل بندقية. الرجل لديه شعر بني طويل، ويبدو أنه يرتدي قميصا رماديا وسروالا كاكيا"، مردفة: "وفقا للشرطة، تم العثور على بندقية نصف آلية من طراز AR-15 بجوار مطلق النار، فيما بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي، المسؤول عن التحقيق بالفعل، في البحث عن السلاح في قواعد البيانات التي تصاحب بيع هذا النوع من الأسلحة، والذي ينتشر على نطاق واسع في الولايات المتحدة".

"ترامب يشكر مؤيّديه" 
صحيفة "لوبص"، مضت خلال تقريرها الذي أتى بعنوان: "ترامب بعد محاولة الاغتيال التي كان ضحية لها: "الله وحده منع ما لا يمكن التفكير فيه"، تبرز كيف شكر ترامب، مؤيديه على ما وصفها بـ"أفكارهم وصلواتهم"، وكذا دعوته الأمريكيين إلى "البقاء موحّدين".

وتابع التقرير: "انتقد العديد من مؤيديه الخدمة السرية بسبب عدم كفاءتها"، مؤكّدين أنها "رفضت منح وسائل حماية إضافية. وهي الاتهامات التي نفتها الوكالة الحكومية".

ووضّفت صحيفة "لوبص" تدوينة ترامب، الأحد، على موقعه للتواصل الاجتماعي، في تقريرها، التي قال فيها: "شكرا لكم جميعا على أفكاركم وصلواتكم بالأمس، لأن الله وحده منع ما لا يمكن تصوره من الحدوث؛ لن نستسلم للخوف، ولكن بدلا من ذلك، سنظل عنيدين في إيماننا، ونحافظ على موقف تحدي الشر".

وأضافت الصحيفة، نقلا عن ترامب: "أحب بلدنا حقا، وأحبكم جميعا، وأتطلّع إلى التحدث إلى أمتنا العظيمة هذا الأسبوع من ويسكونسن" مردفا: "في هذه اللحظة، من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نبقى متحدين ونظهر شخصيتنا الحقيقية كأمريكيين، من خلال البقاء أقوياء وعازمين، وعدم السماح للشرّ بالفوز".

كذلك، أبرز تقرير الصحيفة الفرنسية، أن "حادثة ترامب تزعج الحملة الرئاسية"، في إشارة إلى أن العديد من المسؤولين المنتخبين الرئيس جو بايدن، اتّهموه بالمسؤولية عن محاولة الاغتيال، مثل جي دي فانس، وهو عضو مجلس الشيوخ الجمهوري من أوهايو؛ وكذا الملياردير إيلون ماسك، الذي ذهب إلى حدّ اتهام الخدمة السرية بالمشاركة. حيث دعا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" إلى استقالة مسؤولي الأمن، بالقول: "عدم الكفاءة الشديد، وإلاّ كان متعمدا".

وتابع تقرير الصحيفة، بأن الخدمة السرية، قد نفت من جانبها، رفضها وسائل إضافية لحماية الرئيس السابق. وذلك عبر منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، إذ قال المتحدث باسمها، أنتوني غولييلمي: "ادّعاء كاذب" مؤكدا أن "الخدمة السرية لديها وسائل حماية إضافية [...] كجزء من زيادة وتيرة الحملة".

الصور التاريخية
أما صحيفة "لوفيجاغو" فقد ركّزت عبر تقريرها، الذي حمل عنوان: "رفع القبضة، وجه بالدم: الصور التاريخية لمحاولة اغتيال دونالد ترامب"، على رصد الصور المصاحبة لمحاولة اغتيال ترامب، والعمل على تحليلها.

وأوضحت الصحيفة، عبر تقريرها الذي ترجمته "عربي21" أنها: "صور تاريخية بالفعل"، مردفة: "كان دونالد ترامب قد بدأ للتوّ خطاب حملته الانتخابية في ولاية بنسلفانيا، عندما بدت عدة طلقات حوالي الساعة 6:15 مساء. بعد محاولة الاغتيال هذه، رفع حراس ترامب الرئيس، ومرافقته إلى سيارة".

وعملت الصحيفة على وصف المشاهد التي وثّقتها الصّور المُتداولة، بالقول: "يقف ترامب، المشوّش، بأذن يمين دموية. يطلب أن يكون قادرا على ارتداء حذائه مرّة أخرى. ويلوّح بالقبضة، بإيماءة من التحدي"، مبرزة: "تم تخليد الصورة من قبل المصورين، والوجه المغطى بالدماء، والقبضة التي رفعت نحو السماء أمام العلم الأمريكي، بعد لحظة من الدهشة، ينطق "الولايات المتحدة الأمريكية! الولايات المتحدة الأمريكية!" ثم يتم أخذ ترامب بعيدا خلال إجلاء الجمهور. فيما قُتل أحد مؤيّدين ترامب، وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة".

بدورها، جاء في تقرير لصحيفة "لوموند"، بعنوان: "على الهواء مباشرة، دونالد ترامب مستهدف بمحاولة اغتيال: الرئيس السابق يدعو الأمريكيين إلى البقاء متحدين".

عملت صحيفة "لوموند"، خلال تقريرها (ضمن عدد من التقارير المتواترة) على رصد أبرز الردود بخصوص محاولة اغتيال ترامب، فيما انطلقت من رئيس الوزراء السلوفاكي، روبرت فيكو، الذي أشار إلى تشابه بين محاولة اغتيال ترامب والمحاولة التي كان هو نفسه ضحية لها قبل شهر.

وبحسب الصحيفة الفرنسية، قال رئيس الحكومة السلوفاكية، عبر موقعه الإلكتروني: "السيناريو كما تم تصويره؛ أصيب فيكو، البالغ من العمر 59 عاما، بأربع رصاصات أطلقت من مسافة قريبة بعد اجتماع حكومي تم نقله في وسط سلوفاكيا. إذ خضع لعملية جراحية ورعاية طبية، قبل أن يعود إلى العمل الأسبوع الماضي. اتّهم المعارضة السلوفاكية بإثارة الكراهية تجاهه".

وأبرزت الصحيفة، خلال التقرير ذاته، أن رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب، جيمس كومر، أرسل رسالة إلى مديرة الخدمة السرية، وهي كيمبرلي تشيتل، يدعوها إلى "الإدلاء بشهادتها في 22 تموز/ يوليو أمام اللجنة، كجزء من تحقيقها في محاولة اغتيال دونالد ترامب"؛ فيما قالت اللجنة، عبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "يطلب الأمريكيون إجابات على محاولة اغتيال الرئيس ترامب. قادم".

عمليات اغتيال سابقة
صحيفة "لوموند"، عبر التقرير نفسه، رصدت عمليات اغتيال سابقة، لأربعة رؤساء أمريكيين، بالإضافة إلى ما وصفته بـ"الأهداف الأخرى لمحاولات الاغتيال"، منطلقة من "أبراهام لينكولن، الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة. الذي قتله جون ويلكس بوث في 14 أبريل 1865" بالقول إن "لينكولن هو أول رئيس أمريكي يتم قتله". 

وتابعت: "جيمس غارفيلد، الرئيس العشرين للولايات المتحدة. هو الرئيس الثاني الذي يقتل، بعد ستة أشهر من توليه منصبه. عبر محطة واشنطن في 2 يوليو 1881، كان متّجها لركوب قطار إلى نيو إنجلاند عندما أسقطه تشارلز جيتو، الذي أعدم في يونيو 1882".

وأضافت: "ويليام ماكينلي، الرئيس الخامس والعشرون للولايات المتحدة. قُتل بالرصاص بعد إلقاء خطاب في بوفالو، نيويورك، في 6 سبتمبر 1901. كان يصافح المارة في طابور عندما أطلق عليه رجل النار في صدره من مسافة قريبة. ليتوفي في 14 سبتمبر 1901، بعد ستة أشهر من بدء فترة ولايته الثانية. حيث أعدم قاتله على الكرسي الكهربائي في 29 أكتوبر 1901".

واسترسلت: "جون كينيدي، هو الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة. قتل على يد لي هارفي أوزوالد، الذي كان مسلحا ببندقية، بينما كان الرئيس ينتقل إلى دالاس في نوفمبر 1963 مع جاكلين كينيدي، السيدة الأولى. إذ بدت الطلقات عندما عبر موكب الرئيس ديلي بلازا، في وسط المدينة".

"صدمة في جميع أنحاء العالم"
صحيفة "لوكغوا" الفرنسية، خلال تقريرها الذي حمل عنوان: "أصيب دونالد ترامب بعد محاولة اغتيال، وهو مشتبه به حدده مكتب التحقيقات الفيدرالي"، ركّزت على متسبّب عملية الاغتيال، وكذا على ما وصفته بـ"موجة صدمة في جميع أنحاء العالم، التي خلّفتها العملية".

وأوضحت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن "قادة بريطانيا ودولة الاحتلال الإسرائيلي واليابان وعدد كبير من البلدان الأخرى، أعربوا عن سخطهم. فيما أنهى جو بايدن الإقامة في منزله على شاطئ ديلاوير للعودة إلى واشنطن. وقال البيت الأبيض إنه سوف يتلقى معلومات محدثة من الأجهزة الأمنية صباح يوم الأحد".

وفي تقرير لها، آخر، بعنوان: "محاولة اغتيال دونالد ترامب: "دراما لديمقراطياتنا" وفقا لماكرون، العاطفة العالمية"، قالت الصحيفة: "بعد محاولة الاغتيال التي عانى منها الرئيس السابق والمرشح في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، دونالد ترامب، السبت 14 يوليو، تتكاثر رسائل السخط في جميع القارات".

وتابعت: "تفاعل القادة الأوروبيون أيضا بسرعة. حيث أرسل إيمانويل ماكرون "تمنياته بالشفاء العاجل" إلى دونالد ترامب، مستنكرا "دراما لديمقراطياتنا"، عبر رسالة نشرت على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" حيث كتب: "تشارك فرنسا صدمة الشعب الأمريكي وسخطه".

وبحسب الصحيفة الفرنسية، أضاف ماكرون: "مرة أخرى، نشهد أعمال عنف غير مقبولة ضد الممثلين السياسيين"؛ بينما أعرب رئيس الوزراء البريطاني الجديد، كير ستارمر عن استيائه: "لا مكان للعنف السياسي بأي شكل من الأشكال في مجتمعاتنا وأفكاري مع جميع ضحايا هذا الهجوم".

وفي محاولاتها لرصد ردود فعل أبرز السياسيين، نقلت صحيفة "لوكغوا" عن رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، "صلواته، إلى دونالد ترامب، في هذه الساعات" التي وصفها بـ"المظلمة". فيما وصف المستشار الألماني، أولاف شولز، محاولة الاغتيال بأنها "مشحونة"، معتقدا أن "العنف السياسي يشكل تهديدا للديمقراطية".

وبحسب الصحيفة نفسها، قد أعربت رئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، عن "تضامنها مع ترامب، وطلبت أن يكون للحوار والمسؤولية الأسبقية على الكراهية والعنف". كما أعرب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي عن "فزعه؛ وتمنّى لدونالد ترامب: الشفاء العاجل؛ بالقول: مثل هذا العنف ليس له مبرر ولا مكان في هذا العالم. يجب ألا يسود العنف أبدا".

من جانبه، وفقا للتقرير ذاته، كتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أنه وزوجته سارة صدما من الهجوم الواضح على الرئيس ترامب. بالقول: "نصلي من أجل سلامته وشفائه العاجل".

وفي القارة الأمريكية، دعا الزعيم البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، المدافعين عن الديمقراطية والحوار السياسي، إلى "إدانة الهجوم على دونالد ترامب". ومن جانبه، ألقى الرئيس الأرجنتيني، خافيير ميلي باللوم على "اليسار الدولي، وأيديولوجيته". بالقول: "خوفا من خسارة الانتخابات، يلجأون إلى العنف لفرض برنامجهم الرجعي والاستبدادي". وقدّر الرئيس التشيلي، غابرييل بوريك، أن "العنف يشكل تهديدا للديمقراطيات ويضعف العيش معا. يجب علينا جميعا رفضه" وذلك وفقا لما رصدته الصحيفة الفرنسية نفسها.

وتابعت، أنّه "في آسيا، أعرب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، عن تعاطفه مع دونالد ترامب. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، عبر بيان: "تتابع الصين عن كثب الوضع المتعلق بإطلاق النار على الرئيس السابق دونالد ترامب". فيما دعا رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، إلى "البقاء حازما في مواجهة أي شكل من أشكال العنف الذي يتحدى الديمقراطية"، كما تمنى لدونالد ترامب الشفاء العاجل".

كذلك، وفقا للتقرير نفسه، قال نظيره الهندي ناريندرا مودي، إنه "قلق للغاية. أنا أدين هذا الحادث بشدّة. لا مكان للعنف في السياسة والديمقراطيات. أما بالنسبة لرئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، فقد وصف محاولة اغتيال ترامب بكونه "مقلقا"، فيما علّق بالقول: "لا يوجد مكان للعنف في العملية الديمقراطية". وأرسل الرئيس التايواني، لاي تشينغ تي، تعازيه للضحايا، مبرزا أن "العنف السياسي بجميع أشكاله (لم يكن) مقبولا أبدا في ديمقراطياتنا".